عدار: لا وجود لقرار حرب رغم مؤشراتها داخل الجزائر
في سياق التوتر المتصاعد بين الجزائر والمغرب، يرى الصحافي إدريس عدار أن هناك مؤشرات تدل على وجود استعدادات عسكرية داخل الجزائر للحرب، لكنها لا ترقى إلى مستوى اتخاذ قرار حقيقي بشن حرب.
ويقول عدار، خلال مشاركته في برنامج “من الرباط” الذي تبثه صحيفة “صوت المغرب”، إن قرار الحرب ليس سهلاً، ليس فقط على الجزائر، بل أيضاً على القوى الدولية التي قد تتأثر بأي تصعيد عسكري في المنطقة.
ويوضح عدار أن الجزائر تواجه صعوبات كبيرة تجعل قرار الحرب خياراً معقداً، خصوصاً في منطقة مثل شمال إفريقيا التي تعتمد على استيراد السلاح ولا تنتجه، مشيراً إلى أن أوروبا لا ترغب في اندلاع حرب قرب حدودها الجنوبية، لما قد يترتب عليها من تداعيات اقتصادية وأمنية خطيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المتحدث أن الأطراف الكبرى المسيطرة على صناعة السلاح، مثل الولايات المتحدة وروسيا، ليست في وضع يسمح لها بفتح جبهة جديدة للحرب، خاصة مع الحروب المستعرة حالياً في أوكرانيا والشرق الأوسط، فضلاً عن التوترات المتزايدة للغرب مع الصين.
ورغم تعدد أنماط الحروب في الوقت الراهن، كما أشار الترابي، من حروب التخريب الإلكتروني إلى الحروب بالوكالة، يؤكد عدار أن الحروب الحاسمة تظل هي الحروب التقليدية على الميدان، بحيث أن الحروب التي تعتمد على التشويش ليست جديدة بجانب الجزائر، مستشهداً في هذا الإطار بكتاب وزير النفط الجزائري الأسبق الحسين المالطي الذي تحدث فيه عن “افتعال مشكلة للمغرب في الصحراء الغربية لتشتيت انتباهه عن الصحراء الشرقية”.
وشدد على أن ما سمّاها “الحروب الذكية” التي تعتمد على التشويش الإعلامي والدبلوماسي ليست جديدة في العلاقة بين المغرب والجزائر، كما أنها لا تحسم الصراعات إذا لم تنتقل إلى الميدان العسكري المباشر، حيث يظل العامل الحاسم هو المواجهة التقليدية.
أما بشأن التدخل الأجنبي، يشير عدار إلى أنه رغم تغير الأوضاع الدولية وتحول دول المنطقة إلى اتخاذ قرارات سيادية بشكل أكبر، فإن القوى الكبرى مازالت قادرة على تحريك خيوط اللعبة في المنطقة، مستشهداً بالأزمة في السودان.
وؤكد عدار في أسلوب التعامل مع مناوشات البوليساريو من قبل المغرب، أن هذا الأخير يتمتع بتوازن عسكري جيد، خاصة مع اعتماده على الطائرات المسيرة التي تضيف بعداً استراتيجياً لقدراته الدفاعية، مشيراً إلى أن المغرب يظل في موقف قانوني سليم، حيث يحترم وقف إطلاق النار بعدم توسيعه مدى الرد، وهو ما يعزز موقفه أمام المجتمع الدولي.
وفي حال تطور التصعيد إلى مستوى “المناوشات الجدية” لمدى أبعد، فإن المغرب يمتلك القدرة على الرد الحاسم.
ومع إمكانية حصر جغرافية حرب ما في حال نشوبها، يرى عدار أن الحرب الإعلامية اليوم أصبحت أكثر تأثيراً من المواجهات المسلحة التقليدية، مشيراً إلى أن الصراع على مستوى المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح ساحة للمواجهة بين البلدين.
وتبقى المعركة الإعلامية والدبلوماسية هي الساحة الأكثر سخونة، حيث تسعى كل من الدولتين إلى تعزيز مواقفهما واستقطاب الدعم الدولي، في الوقت الذي يجعل فيه التوازن العسكري الذي حققه المغرب، إلى جانب التداعيات السلبية لأي حرب على المنطقة والعالم، من الصعب اتخاذ قرار الحرب في الظرف الحالي، حسب المتحدث الذي يؤكد على أن الحرب بين المغرب والجزائر ليست خياراً وشيكاً.