story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد “رحلة الحج على خطى الجد”

ص ص

وقّع الكاتب الصحافي الموريتاني عبد الله ولد محمدي، الأحد 28 شتنبر 2025، في أصيلة، كتابه الجديد “رحلة الحج على خطى الجد”، وذلك ضمن فعاليات موسمها الثقافي الدولي الـ46، في دورته الخريفية.

وتميز الحفل، الذي احتضنه رواق محمد بن عيسى للفنون الجميلة في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، بحضور نوعي ضم على الخصوص عدداً من المثقفين والإعلاميين والفنانين.

ويستعيد ولد محمدي في كتابه الجديد، بعد نحو 130 سنة، الوقائع والمشاهدات التي أحاطت برحلة بحرية قام بها العلامة الشنقيطي محمد فال بن باب العلوي، سنة 1889، إلى مصر والحجاز.

ومحمد فال بن باب العلوي، العالم الشنقيطي البارز، هو شخصية علمية وروحية مؤثرة في زمنه، ولد في منطقة شنقيط (موريتانيا الحالية)، وكان معروفًا بشغفه بالعلم والمعرفة، ما دفعه إلى خوض تجربة الحج، التي لم تكن مجرد رحلة دينية، بل فرصة لاستكشاف العالم الإسلامي والتفاعل مع ثقافات مختلفة.

جاء الكتاب في 239 صفحة من القطع الوسط، وتوزعته فصول وعناوين جاءت وفية لطبيعة ومسار رحلة الحج وما طبعها من وقائع ومشاهدات.

وتستعيد الرحلة، تبعا لطبيعتها ومسارتها المفترضة، شكل حياة سابقة، فيما تستعيد محطات من تاريخ وجغرافية شاسعة، بين بر وبحر، في رحلة ذهاب وإياب، تمتد بين موريتانيا والسنغال والمغرب ومصر والحجاز، يعيد فيها الكاتب رسم معالم الماضي، مع كثير من الشوق والحنين إلى أيام وشخصيات في فضاءات شهدت، مع مرور الوقت، تحولات عميقة.

ويجمع الكتاب بين متعة السفر وسحر السرد، عبر استعادة أحداث ووقائع تاريخية وشخصيات متعددة كان لها حضورها في حياة الجد أو تقاطعت معها في سياق رحلة الحج، كما يخصص فصولا للحديث عن لقاءات جرت في أكثر من بلد ومدينة، بينها تلك التي جرت في الرباط وفاس، والتي تميزت بالاستقبال الذي خصص للجد من طرف سلطان المغرب، الحسن الأول.

ومما ورد في الكتاب في هذا الصدد، تحت عنوان “على انفراد مع السلطان”: “لم يتأخر السلطان الحسن الأول في استقبال الجد غداة وصوله فاس، قبل ذلك أخبره الحاجب الوزير أحمد بن موسى (باحماد) أن السلطان كثير الانشغال تلك الأيام، يستعد بدوره لزيارة طنجة ليلتقي العمال ورؤساء القبائل، ويضيف: ومع ذلك يريد أن يراك ويتبرك بك، بعدها فتحت له الأبواب واستقبله سلطان المغرب الأقصى رأسا لرأس”.

وفي تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، تحدث عبد الله ولد محمدي عن ما يمثله له منتدى أصيلة، مؤكداً أنه محطة ثقافية ودولية لا يُستغنى عنها في المغرب والعالم العربي، وأنه التجربة الوحيدة المستمرة منذ 46 سنة دون انقطاع، مضيفا أن المنتدى يشكل فضاءً جامعاً لعدد كبير من المثقفين والكتاب وأصحاب الرأي والسياسيين في مكان واحد، مما يجعله جزءاً من الدبلوماسية الناعمة للمملكة المغربية وإفريقيا.

وأشار إلى أن الراحل محمد بن عيسى، ومن بعده حاتم البطيوي، يولون اهتماماً خاصاً بالماضي وبالمنطقة العربية وإفريقيا على وجه الخصوص، وهو ما يفسر اهتمامه الكبير بالمنتدى الذي يسلط الضوء على جوانب معتمة في المنطقة والقارة.

وفي شهادته عن الراحل محمد بن عيسى، قال المتحدث إنه كان رجلاً ذا أسلوب خاص وطريقة متميزة، جمع بين شخصيات متعددة من المثقفين والكتاب والأدباء والسياسيين في العالم العربي، وحوّل أصيلة إلى بوصلة ثقافية لا تقتصر على الثقافة العربية فقط، بل تمتد إلى الثقافة العالمية.

وأضاف أن بن عيسى في الفترة الأخيرة اهتم بقضايا بارزة شغلت المتابعين في إفريقيا والمنطقة، ليبقى أيقونة ورجلاً ترك بصمة ستظل حاضرة في ذاكرة التاريخ لزمن طويل.