story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

عبد الله حمودي في رسالة مفتوحة حول غزة: صاحب الجلالة.. أنقذنا من هذه الكارثة

ص ص

التمس المفكر المغربي عبد الله حمودي من الملك محمد السادس منع تنفيذ مخطط “محو الشعب الشقيق الذي يعيش على أرض فلسطين من الوجود” بطلب “وقف إطلاق نار فوري وبدون شروط مسبقة”.

ودعا حمودي العاهل المغربي، في رسالة مفتوحة وجهها إليه وإلى كل من “يعاصر الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”، تنشر لأوّل مرة عبر صحيفة “صوت المغرب”، إلى “تعليق اتفاقية إقامة العلاقات مع دولة إسرائيل”.

وقال حمودي في رسالته: “أناشدكم تكثيف جهودكم النافعة من أجل شعب فلسطين والسلام، بالتعاون مع قادة الدول العربية والإسلامية، لإنقاذنا من كارثة عالمية”.

وفي ما يلي النص الكامل لرسالة عبد الله حمودي:

” رسالة مفتوحة إلينا جميعا، نحن الذين نعاصر الإبادة الجماعية الجارية ضد الشعب الفلسطيني.
إلى جلالة الملك، أمير المؤمنين ورئيس دولتنا،
إلى مستشاريه ومستشاراته الأحياء، السابقين والجدد بلا استثناء، مسلمين ويهود، بلا تمييز.
إلى وزرائه ووزيراته الحاليين والسابقين بلا استثناء ولا تمييز.
إلى أسرته التي هي أسرتنا.
إلى سفرائه وسفيراته بلا استثناء ولا تمييز.
إلى إدارته العليا في جميع المجالات: الدين، والسياسة، والاقتصاد، والقوات المسلحة، والأجهزة الداخلية والخارجية، والدبلوماسية، والثقافة بالمعنى الفرنسي الضيق، والثقافة بمعناها الألماني. الثقافة بمعناها الجديد، المعنى الناشئ والشامل في اللغة العربية المعاصرة.
جلالة الملك،
في شخصكم الشامل: الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، المغربي، العربي، المغاربي، الأمازيغي، الأفريقي، متعدد اللغات والأصيل، الشامل والمُدمج.
وولي عهده، ولي عهدنا.
إلى برلماننا بغرفتيه.
إلى الأحزاب السياسية والنقابات بلا استثناء ولا تمييز.
إلى أعضاء الأكاديمية الملكية للإنسانيات.
إلى أعضاء الأكاديمية الملكية للعلوم.
إلى أعضاء المجالس العليا بلا استثناء.
إلى رؤساء ورئيسات التحرير، والصحفيين، رجالاً ونساءً من صحافتنا العربية، والأمازيغية، والفرنسية، والإسبانية، والكتالونية، والأندلسية، والإنجليزية.
إلى كتّاب وكاتبات الرأي والمقالات الدينية والشرعية والفلسفية والقانونية والاجتماعية والأنثروبولوجية والاقتصادية، والعلمية والطبية والزراعية والبيطرية… بلا استثناء ولا تمييز.
إلى مهندسينا ومهندساتنا الذين غيروا بلدنا وحياتنا، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى علمائنا وعالماتنا، الفقهاء والفقيهات.
إلى قضاتنا رجالاً ونساءً، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى محامينا ومحامياتنا، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى مواطنينا من السنّة والشيعة والإباضية واليهود والمسيحيين والبهائيين، ومن جميع الأديان الحية، رجالاً ونساءً، دون تبشير، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى أئمتنا وقيادات الإمامة في المجتمعات الأفرو-أمريكية.
إلى كهنتنا وكاهناتنا المسيحيين، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى أساتذتنا وأستاذاتنا في الطرق الصوفية والمتصوفة، والمتأملين والرهبان، والمرشدين والمرشدات من جميع الجماعات، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى حكمائنا، وأعياننا الروحانيين، وقادة الطوائف في منطقتنا، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى جميع الأحزاب السياسية التي تنتمي إلى الإسلام ودار الإسلام، وتلك العلمانية، واللائكية، والاشتراكية، والشيوعية أو غيرها من الفلسفات، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى نقاباتنا واتحادات أرباب العمل، وقادتهم وقائداتهم، أعضائهم من الرجال والنساء، وإلى تنسيقياتنا بلا استثناء ولا تمييز.
إلى مثقفينا ومثقفاتنا، الكتاب والكاتبات، والشعراء والشاعرات، باللغات العربية والعربية الحسانية، والعبرية، واليهودية العربية، والأمازيغية، والريفية والتازناختية، والفرنسية، والإسبانية، والكتالونية والإنجليزية. جميع لغاتنا، العلمية والدارجة، كل لغات ولهجات المغرب بما في ذلك السوسية، والتمازيغت، والريفية، والدارجة…
وأكيد هناك المزيد الذي نسيته، كل ذلك بلا استثناء ولا تمييز.
إلى فنانينا في الفنون الأمازيغية، والعربية الإسلامية، والأمازيغية الإسلامية: الفنون المغربية المتقدمة والشاملة، والفنانين التشكيليين والفنانات التشكيليات، المبدعين والمبدعات.
إلى الموسيقيين والموسيقيات من جميع الأنواع، الساعين إلى إمتاع الأرواح بشكل مكثف.
إلى معماريينا ومعمارياتنا في قمة الإبداع الحر، رجالاً ونساءً، وجميع الأنواع: أفراد شعبنا من مختلف الأعراق، والطبقات، ومن كل الأصول، في حالة نشاط متجدد، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى الرجال والنساء المسلحين، وأولئك المكلفين بالحفاظ على النظام، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى جميع المنظمات غير الحكومية والجمعيات المدنية من مختلف الأنواع،
وإلى الجمعيات النسائية، الدينية والعلمانية، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى كل مؤسسات حرفيينا وتجارنا،
إلى مزارعينا العصريين، ورؤساء الشركات، والصناعيين، والمقاولين، والفاعلين الماليين، ومنتجي الرخاء ومجمعي الثروات.
إلى الفلاحين ومربي المواشي، وإلى أولئك الذين لا يملكون أراض، ومنتجي الإعاشة، والثروة والتضامن.
إلى عمالنا وموظفينا، إلى عاطلينا عن العمل الذين يقومون دائمًا بشيء ما.
إلى كل الفئات، رجالهم ونسائهم، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى مفكرينا الذين يستكشفون الحاضر والمستقبل، إلى شبابنا في مواقع العمل، والمدارس، والثانويات، وغيرها من المؤسسات التعليمية، في الجامعات، وفي المختبرات ومراكز البحث.
إلى أساتذتنا في جميع مراحل التعليم.
جميع هذه المكونات، رجالها ونسائها بلا استثناء ولا تمييز
إلى شعبنا في المغرب، وفي المهجر، أو في الرحلة الدولية الكبرى.
إلى شعبنا في الأرياف، والدواوير، والمداشر، والقصبات والقصور؛
في الملاجئ تحت الخيام، وفي المدن الجديدة والقديمة، الصغيرة والمتوسطة والكبيرة مع أحيائها الفقيرة،
أصحاب المهن الثابتة أو المتنقلة، والأنشطة التي تخفي البؤس.
إلى جالياتنا العربية المهاجرة عندنا.
إلى جالياتنا الأفريقية المقيمة في ديارنا، كلاجئين، أو كعابري سبيل.
إلى إخواننا وأخواتنا الصحراويين، بلا استثناء ولا تمييز.
إلى المفقودين الذين لا زلنا بدون أخبار عنهم.
إلى المهدي بن بركة الذي لا نعرف مصيره.
إلى معتقلينا السياسيين من كل الاتجاهات، القدامى والجدد، من حراك الريف ومن المناطق الأخرى.
إلى الذين لا يقبعون في السجون، لكنهم يعيشون مضطهدين أو مجبرين على النفي.
صاحب الجلالة،
ملكنا، أمير المؤمنين، الرئيس الشرعي لدولتنا، الضامن لهويتنا المتعددة، أطلب بكل تواضع العفو من جلالتكم عن الإطالة في السرد السابق، الذي لا يمكن اعتباره شاملاً.
لقد اعتقدت أن ذلك ضروري للوصول إلى الحديث عن المجتمع العربي الفلسطيني، الذي أتانا بأعداد كبيرة، مجتثين بقسوة من وطنهم الأصلي.
إن الغالبية العظمى من شعبكم المخلص تحمل هذا العدد في قلوبها. وهي بمثابة الجزء من الأمة الفلسطينية، التي تعاني وتقاوم إلى يومنا هذا، ومنذ العقود الطويلة التي امتدت عبر القرن الماضي وهذا القرن الحادي والعشرين.
أمة تعاني وتُعتبر لأجل ذلك رمزا لعصر، وربما محورا لشعوب الأرض، ولكل من يحتفظ بشعور العدالة والكرامة.
لقد تم إنكارها في البداية من قبل المعسكر الصهيوني، ومن قبل غالبية الشعب اليهودي في أوروبا، ومن قبل دولة إسرائيل التي فرضت نفسها بمساعدة القوى الاستعمارية الإنجليزية والأوروبية بشكل عام. هذه القوى التي تسامحت لفترة طويلة مع صعود الحزب النازي، وزعيمه وأتباعه.
لقد عبر هؤلاء بوضوح عن نيتهم في إبادة جميع اليهود، ونعلم أن ذلك أدى إلى الشر المطلق، والاعتقال الجماعي لليهود، خاصة في أوروبا، في معسكرات الإبادة بالإنهاك والأفران المُحرقة.
كل من المقاومة اليهودية البطولية، وقوة ومثابرة روح شعبها، وقوته التي لم تمت بموت جزء منه، وبعض التضامن… ثم بفضل الجيش الأحمر، كل ذلك أنقذ الناجين من المعسكرات، ثم أخيرًا، تقدم الحلفاء والمقاومة الفرنسية على وجه الخصوص، لإلحاق الهزيمة الكاملة بألمانيا النازية، والفاشية الإيطالية، والحفاظ على من نجا من الجماعات اليهودية في أوروبا.
صاحب الجلالة،
شاء القدر فجعل الأمة الفلسطينية، المتجذرة منذ زمن بعيد في أرضها، والتي لم تأخذها من أيدي اليهود، تتعرض للهجوم من قبلهم ليحلوا مكانها.
هذه الأمة الفلسطينية تجد نفسها منذ ذلك الحين تحت هجوم مستمر، مطاردة بشكل منهجي من قبل دولة-أمة إسرائيلية جديدة، ذات تصور أوروبي، نشأت من حركة قومية في القرن التاسع عشر.
بتسليحها الفائق ودعمها من طرف أوروبا وأمريكا، يبدو كما لو كان القرار قد اتُخذ للتضحية بالشعب الفلسطيني كقربان، في محاولة لتطهير الذنب الناجم عن الهولوكوست. وهو ما يؤدي في الواقع إلى تكرار الإبادة الجماعية. والدولة الألمانية بشكل خاص، لا تفعل سوى التضحية بشعب ثانٍ.
وبدلاً من طلب العفو من هذا الأخير، تتحالف مع إسرائيل التي تنوي “القضاء” على حماس، وهو مصطلح يشير إلى الشعب الفلسطيني بأكمله.
المملكة المتحدة تشارك بدورها بشكل مباشر في هذه “الحرب على غزة”، وفرنسا أيضا تدعم إسرائيل. كل ذلك مع الالتزام النشط من جانب الولايات المتحدة، أكبر قوة في العالم.
في الواقع، إسرائيل بموافقة هذه القوى الغربية، تقوم بكل شيء، ترتكب جميع الجرائم، تذبح الشعب الضحية ومن ثم تلقي اللوم عليه في الوقت نفسه لمعاقبته جماعيًا بأكثر قصف مروع في تاريخ الحروب الحديثة، وبالتمشيط الذي يتم مع الغزو البري. والعملية بأكملها الآن في شهرها الثالث. تجربة لنكبة جديدة عن طريق الإرهاب لإجبار الناس على الفرار أو قتلهم جميعًا. ومع مشروعها لإقامة إسرائيل الكبرى بكل الوسائل، تريد الحكومة الأكثر تطرفًا القضاء على كل وجود جسدي، ديني، ثقافي أو تاريخي للأمة الفلسطينية
مشروع الإبادة هذا، بدأ في الاتجاه المعاكس للتحرر السياسي العالمي، يعتمد في حساباته على الأيديولوجية والممارسات العنصرية والإبادة الجماعية للنظام الاستعماري الكلاسيكي والحديث في آن واحد، ويستعيد تاريخ الاستعمار الحديث.
بطابعه الجديد والمتطرف، يفرض هذا المشروع قواعده الخاصة والمحتكرة، هي قاعدة الرغبة التي تتجاهل، بفخر، كل أخلاق أو قواعد يمكن أن تمنح، ولو جزئيا، لجيرانها غير الأوروبيين.
صاحب الجلالة،
لست منكرًا للمحرقة، ولا أخلط بين الأغلبية الإسرائيلية الحالية وكل اليهود في العالم، ولا بين جميع الإسرائيليين وأغلبية مجتمعهم. لقد سنحت لي الفرصة للتحدث مباشرةً مع زملاء أكاديميين، والكثير من الطلاب والطالبات في أوروبا والولايات المتحدة، ومع مهنيين في قطاعات الاقتصاد، والأعمال، والسياسة، ومع مثقفين وفنانين يقعون على هامش التيارات السائدة. وعدد كبير من هؤلاء بدا لي منفتحًا على فكرة التسوية والتعايش.
صاحب الجلالة أمير المؤمنين،
لم يعرّض أجدادُكم اليهودَ من رعاياكم للاضطهاد، أو لا سمح الله، للإبادة.
وتحت حكمكم، تستمرون، لحسن حظنا، بهذا التقليد العظيم الذي تم التذكير به بكل روعة، كما يعلم الجميع، من قبل محررنا جلالة الملك محمد الخامس، وذلك في ظروف الحرب العالمية الثانية التي كانت مأساوية بالنسبة لليهود أولاً وقبل كل شيء.
والآن، الحرب الجديدة والثالثة التي تشنها القوات الإسرائيلية ضد غزة، مدعية حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها، تتجلى في الواقع كحلقة تجريبية لعملية الإبادة المستمرة لشعب بأكمله.
صاحب الجلالة،
ما من شك، كانت هناك جرائم ارتكبت ضد المدنيين من قبل غزيين مسلحين. وهي في نظري، أعمال لا يمكن تبريرها. كما كانت هناك جرائم ارتكبت من قبل الجيش الإسرائيلي الذي جاء، كما يبدو، بقوة كبيرة.
جميع هذه الجرائم يجب أن تُحسب على من ارتكبها. والرد الإسرائيلي الذي تلا ذلك، والذي أُطلق عليه صراحةً اسم حرب الانتقام، في ضوء تفاوته الكبير الذي يصل إلى حد الأبعاد الكارثية، لا يمكن مقارنته بالهجوم الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023.
هذا الرد لم يضع لنفسه، على ما يبدو، أية حدود دينية، أو أخلاقية أو قانونية. المجازر المتكررة التي لا تحصى من الأطفال، والنساء والرجال من جميع الأعمار والأحوال… هذا الذبح الذي يتجاوز الطبيعة البشرية، هو نتاج آلية روبوتية قد أصابت البشر.
إنه دمار شامل: للأشخاص، والأراضي، والحيوانات، والنباتات، والشوارع والسكان في منازلهم وخارجها، والمتاجر والأسواق، والبنى التحتية المدنية، والمستشفيات، والمدارس، والجامعات، والكنائس والمساجد… من خلال فرض التهجير المستمر داخل رقعة صغيرة ومكتظة بالسكان، وعبر القصف المستمر، يُمنع الملاذ والراحة.
من خلال الاعتقالات الجماعية والتعسفية، وتعذيب وإذلال الجميع، بما في ذلك الموظفين المدنيين، والأطباء والموظفين الطبيين… هذا الرد يرمي إلى حظر الحياة وإعطاء درس للشعب الفلسطيني وجيرانه.
باختصار، هناك جرائم حرب لا تحصى، جرائم ضد الإنسانية، وتراكم أوامر وإعلانات تشير بوضوح إلى نية الطرد الجماعي للناس من أرضهم أو قتلهم.
صاحب الجلالة،
تشير هذه الحرب المعلنة بين إسرائيل وحماس إلى نية محو شعب بأكمله ومحو ثقافته. وهذا هو المصير الذي تسعى إليه إسرائيل، التي تبحث دائمًا عن النصر الحاسم، لكن دون جدوى.
الحل السياسي وحده يمكن أن يخرجنا من هذه الدائرة الملعونة.
لقد قاومت الأمة الفلسطينية مضطهديها لأكثر من 75 عامًا. وروحها ما زالت حية وقوية، وصمودها لا ينكسر، ومشروع إبادتها محكوم عليه بالفشل، لأن هيكلها الاجتماعي يجددها دائمًا ويدعم حقها في السيادة… وإقامة دولتها ذات السيادة أمر لا مفر منه. وهي رسالة إلى منطقتنا الإبراهيمية كاملة، نحن الذين نواجه خطر تقليصنا إلى مرتبة شركاء ثانويين، مُحتقرين بشكل يومي.
صاحب الجلالة،
أتوجه إليكم باحترام وتواضع، أنتم قائد دولتنا الشرعي المحبوب.
وأناشدكم لإنقاذنا من هذه الكارثة.
لا يمكن لدولتنا أن تتخلى عن حلفائها التقليديين، ولا عن مصالحها الأساسية، وعلى رأسها الوحدة الترابية.
في مواجهة حليف، مهما كان قويًا، لسنا عديمي الوسائل الودية.
صاحب الجلالة،
إن دولة إسرائيل القوية، والوحيدة التي تمتلك السلاح النووي في منطقتنا، تنوي محو الشعب الشقيق الذي يعيش على أرض فلسطين من الوجود.
ألتمس منكم منع تنفيذ هذا المخطط بطلب وقف إطلاق النار فوري وبدون شروط مسبقة.
صاحب الجلالة،
أجرؤ على مناشدتكم تعليق اتفاقية إقامة العلاقات مع دولة إسرائيل، إلى أن تتخلى هذه الدولة عن هجومها العسكري المستمر منذ منتصف القرن العشرين، وتوقف الحرب الحالية على غزة، وتقبل باحترام شعوب ودول منطقتنا.
صاحب الجلالة،
اليوم، وبينما تُرتكب أفعال لا رجعة فيها ضد الفلسطينيين تحت أنظار الأمم المتحدة والعالم أجمع، وبينما يتعرض مسؤولو فروع الأمم المتحدة، ومدارسهم وخدماتهم الأخرى للهجوم، وتتعرض المنظمات الإنسانية غير الحكومية للتهديد، وبينما يدفع الصحفيون ثمنًا باهظًا بأرواحهم التي تُحصد بأسلحة إسرائيل أثناء أداء مهامهم في مدن غزة المحرومة من المياه الصالحة للشرب والكهرباء، والمهددة بالمجاعة والأوبئة، والمحرومة من الوقود…
أناشدكم تكثيف جهودكم النافعة من أجل شعب فلسطين والسلام، بالتعاون مع قادة الدول العربية والإسلامية، لإنقاذنا من كارثة عالمية.

صاحب الجلالة،
إن إنقاذنا اليوم يعني الدفاع عن القضية الفلسطينية بحكمتكم، لأنها القضية الأكثر عالمية بين الجميع. وهذا يعادل إنقاذ الإنسانية على كوكبنا المهدد.

بكل احترام وتواضع
عبد الله حمودي
26 دجنبر 2023″.