story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

عبد الله الترابي يكتب: تطورات مهمة في ملف الصحراء وتحديات أخرى في الأفق

ص ص

يبدو أن هذه السنة حملت تطورات مهمة، إيجابية جداً، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء. يظهر أن هناك مجهوداً استثنائياً يُبذل لإيجاد حل قريب لها يصب في اتجاه مقترح الحكم الذاتي، وهذا يفسر الانخراط الشخصي للملك محمد السادس في هذه العملية.

في هذا الإطار، لا بد من التذكير بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر الماضي، والاستقبال الكبير الذي حظي به، وحضور الملك وعائلته للترحيب به. كما أن خطاب الرئيس الفرنسي أمام البرلمان لتأكيد موقف فرنسا في قضية الصحراء ودعمها للمغرب، جاء رغم معرفة صانعي القرار بفرنسا بالآثار الكبيرة التي سيحدثها هذا الموقف على العلاقة بين باريس والجزائر.

من المتوقع أن تتبع الخطوة الفرنسية خطوات أخرى لدول أوروبية (مثل بريطانيا)، وهذا شيء إيجابي ونتيجة لعمل دبلوماسي كبير يشرف عليه الملك شخصياً.

كما شهدنا إهابة الملك، بصفته أميراً للمؤمنين، بالمغاربة بعدم القيام بشعيرة عيد الأضحى. هذا القرار خلق ارتياحاً كبيراً لدى شرائح واسعة من المجتمع المغربي التي كانت تشعر بالإرهاق المادي جراء ارتفاع أسعار اللحوم والمضاربات المرتبطة بالعيد. ومع ذلك، هناك أيضاً قراءة لهذا القرار باعتباره نتيجة لفشل سياسات عمومية متعلقة بالقطاع الفلاحي في المغرب وسوء تنظيمه، وهذا ما يفسر إشراك وزارة الداخلية في عملية تشكيل القطيع الوطني للماشية وتكليفها بذلك.

بطبيعة الحال، شهدت أنشطة الملك تقليصاً نتيجة العملية الجراحية التي أُجريت له وفترة النقاهة والترويض التي تلتها. لكن كان هناك حضور في محطات وخطوات ذات طابع سياسي أو رمزي مهم.

تحديات السنة المقبلة كبيرة، وربما من أهمها دائماً قضية الصحراء وتسريع إيجاد حل دبلوماسي لها. كذلك، يأتي إعطاء توجيهات لتأطير الانتخابات المرتقبة، ربما في الربع الأخير من السنة القادمة. نأمل أن تعطي هذه الانتخابات نفساً جديداً للعملية السياسية، وتُعيد بعضاً من الأمل للمغاربة بعد أن تسرب اليأس والغضب إلى نفوسهم تجاه النخبة الموجودة في الحكومة والبرلمان حالياً.

*عبد الله الترابي: إعلامي وكاتب