story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

“طوفان العودة”.. أكثر من 200 ألف نازح فلسطيني وصلوا إلى شمال قطاع غزة

ص ص

سار عشرات آلاف النازحين في طريق العودة الإثنين إلى شمال غزة، في ما يعرف بـ “طوفان العودة” بعد تسوية تم التوصل إليها في اللحظة الأخيرة بين حركة المقاومة الإسلامية -حماس- وإسرائيل.

وتتيح هذه التسوية الحفاظ على وقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال في القطاع المدمر جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع لمدة 15 شهرا من القصف الكثيف الذي تسبب بنزوح كل سكانه تقريبا.

وتعليقا على المشهد، كتب القيادي في حماس عزت الرشق: “هنيئاً لشعبنا في غزة هذه العودة الميمونة”.

وأضاف: “هذا يوم عظيم، ومشهد عودة النازحين إلى الشمال تتحطم أمامه كل أحلام وأوهام الاحتلال في تهجير شعبنا الفلسطيني”.

وسادت حالة من الفرحة في صفوف النازحين العائدين إلى منازلهم، والذين انتظروا بدء هذه اللحظة في شارع الرشيد الساحلي منذ السبت الماضي.

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس جموعا غفيرة، من رجال ونساء وأطفال، تتدفق بلا انقطاع مشيا على الأقدام، حاملين حقائب أو جارين عربات، إلى الطريق الساحلي باتجاه شمال القطاع.

وينبغي على المركبات المصطفة في طوابير انتظار طويلة عبور مسلك آخر في شرق القطاع.

وأفاد مسؤول أمني في حماس بأن “أكثر من مئتي ألف نازح وصلوا إلى مدينة غزة وشمال القطاع في أول ساعتين”,

ومنذ نهاية الأسبوع، بدأت أعداد كبيرة من النازحين تستعد للعودة إلى الشمال لكنها واجهت رفضا من السلطات الإسرائيلية التي منعتها من عبور حاجز نتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين جنوب مدينة غزة.

وبررت إسرائيل القرار بعدم إطلاق سراح الرهينة أربيل يهود وعدم تقديم حماس قائمة بالرهائن الـ87 المتبقين مع تحديد الأحياء منهم والأموات.

ومساء الأحد، كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن التوصل إلى تسوية تقضي بالإفراج عن ثلاث رهائن يوم الخميس، فضلا عن ثلاث آخرين يوم السبت في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، وفق ما هو منصوص عليه في الاتفاق.

وسلمت حماس قائمة بأسماء 26 رهينة للوسطاء الذين سلموها بدورهم لإسرائيل، وهو العدد المتبقي من قائمة المرحلة الأولى لتبادل المعتقلين والرهائن.

وصرح إبراهيم أبو حصيرة وسط الحشود “إنه شعور رائع أن تعود إلى ديارك مع عائلتك وأحبائك وتتفقد منزلك، إذا كان لا يزال هناك منزل”.

وقالت انتصار السعيدي “نحن سعداء لكننا نشعر بالحزن في الوقت نفسه لأننا فقدنا الكثير من أحبائنا وابني شهيد”.

أما لميس العوضي (22 عاما)، فوصفت عودتها إلى منزلها المدمر في حي الرمال غرب مدينة غزة بقولها إنه “أجمل يوم في حياتي. أشعر بالفخر والسعادة والنصر. روحي وحياتي عادتا إلي”.

وكانت العوضي قد نزحت مع والديها وأشقائها الخمسة إلى رفح ثم خان يونس ثم مخيم النصيرات في وسط القطاع، لكنها انتظرت منذ الفجر في منطقة وادي غزة القريبة من مفترق نتساريم لتكون أول العائدين إلى مدينتها.

ورأت حركة حماس في بيان أن عودة النازحين شكلت “انتصارا لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير”، فيما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أنها “رد على كل الحالمين بتهجير شعبنا”.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من جهته في منشور عبر منصة “إكس” أن اتفاقية وقف إطلاق النار ستطبق “بشكل صارم”، محذرا أن “كل من يخرق القواعد أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيدفع ثمنا باهظا”.

والأحد، شجبت حركة المقاومة الإسلامية -حماس-، كما السلطة الفلسطينية مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل فلسطينيي غزة إلى الأردن ومصر في سياق ما اعتبره إعادة ترتيب لمنطقة “هدمت بالكامل”.

وأدلى ترامب بهذه التصريحات السبت من الطائرة الرئاسية “اير فورس وان”، قائلا “أفضل التواصل مع عدد من الدول العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام”، مشيرا إلى أن نقل سكان غزة قد يكون “موقتا أو طويل الأجل”.

نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون شخص، مرات عدة أحيانا، جراء الحرب الإجرامية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي لمدة 15 شهرا، غداة عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

وتوعد عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم الأحد بـ”إفشال” فكرة ترامب. وقال “شعبنا، كما أفشل على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل، سيفشل كذلك مثل هذه المشاريع”.

وأدانت حركة الجهاد الإسلامي مقترح ترامب واعتبرت أنه يشجع على ارتكاب “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه”.

وأثارت تصريحات ترامب رفضا عربيا واسعا.

وبموجب الاتفاق، تم السبت المنصرم الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن، هن المجندات دانييل جلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي. في المقابل، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 200 معتقل فلسطيني، بعد أسبوع على بدء تطبيق الاتفاق الذي تم برعاية أميركية وقطرية ومصرية.

وشملت الدفعة الأولى في 19 يناير 2025 ثلاث إسرائيليات مقابل نحو تسعين معتقلا فلسطينيا. وينص الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.

كما ينص على أن يتم خلال المرحلة الأولى التفاوض حول المرحلة الثانية.