story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

طه لحميداني: آمل إعادة تأصيل طرحنا للدولة الوطنية وأخشى أعيان المصالح

ص ص

عبر طه الحميداني، الأستاذ الجامعي، عن أمله في أن تمثل السنة الجديدة 2024 فرصة لـ” إعادة تأصيل طرح الدولة الوطنية” مقابل مخاوفه من استمرار ما يصفه بـ”أعيان المصالح”.

وقال الحميداني في حديثه لمجلة “لسان المغرب” في عددها الأخير أن أمل كبير، موسوم “بالحاجة لاستراتيجية ثقافية تجُبّ مرحلة تهجين التنشئة وتبخيس الفعل الثقافي”. وهو أمل يطفح بقناعة راسخة، تتمثل في إبراز تلازم الإشكال الثقافي مع “العجز” المجتمعي.

ويرى الحميداني أن محاولة فهم المنطق الناظم لتصور الدولة ومنهجيتها في تصور المسألة الثقافية، وهذا الخفوت و”الموت” الذي يطبع هذه المنظومة، لا يمكن فك رموزه وضبط معالمه، إلا من خلال تحديد علاقة المرجعيات الضمنية بالوسائل المعتمدة لتحقيق أهداف السلطات العمومية واختياراتها، في الحقل الثقافي التنشئوي المهيمن؛ خصوصا عند صياغتها للوثائق المؤطرة للعملية التربوية، مع تقديرها لما سيؤول إليه المجتمع على مستوى علاقاته التفاعلية.

وعلى الرغم من ذلك، يرى الحميداني أن الأمل كبير، في إعادة تأصيل طرح للدولة الوطنية، محذرا في الوقت ذاته من حالة الركود والجمود الثقافي؛ يقول إنها مرتبطة بضعف الصناعة الثقافية وخنق فضاءاتها، ما أدخل المجتمع في مرحلة ضمور ثقافي، وسوق تجارية يتغول فيها الاستهلاك والإشباع المادي، في غياب أية رؤية ثقافية مبنية على سياسة مجتمعية شاملة.

وتتمثل أكبر مخاوف الحميداني في استمرار تمليك “الأعيان” لآليات تقويض الدولة، لأن “التهديد الذي تشكله نخبة الأعيان في المغرب، التي تمارس تأثيرا كبيرا على الحياة السياسية والاقتصادية، يقوض دعائم الحكم الديمقراطي والسلم المجتمعي”.

وهذا التغلغل “النفعي” والمصلحي في هياكل الدولة، هو أكبر المخاوف الموضوعية، التي يقول الحميداني إنه يخشى أن تزيد من إضعاف بنية الدولة ومؤسساتها، وتغرق البلاد في مزيد من الفساد وسوء الإدارة والريع والاغتناء السريع، بما يتجاوز حدود مسؤوليات هؤلاء الأعيان، تجاه الدولة والمجتمع.