story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

طنجة تحتشد في أول اعتصام تضامني ضد “القتل والحصار والتطبيع”

ص ص

في مدينة طنجة، وعلى إيقاع الحزن المتصاعد من غزة، انطلقت أولى اعتصامات المبادرة المغربية للدعم والنصرة – فرع طنجة، السبت 5 أبريل 2025، تحت شعار: “أوقفوا القتل.. أوقفوا الحصار.. أوقفوا التجويع.. أوقفوا التطبيع”.

هذا الاعتصام الأول من نوعه في المدينة، شهد مشاركة واسعة لمواطنات ومواطنين، إلى جانب ممثلين عن هيئات سياسية ونقابية وحقوقية، جميعهم اجتمعوا على كلمة عنوانها الوفاء لفلسطين، والرفض القاطع لكل أشكال العدوان والتطبيع.

وقد عبّرت المبادرة، من خلال إعلانها الرسمي للاعتصام، عن إدانتها للتصعيد الدموي الذي أوقع آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين العزل، مشددة على أن الصمت الدولي المريب يشكل غطاءً فاضحًا لتلك الجرائم.

وفي السياق، قال محمد حامي الدين، الأستاذ الجامعي وعضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة – فرع طنجة، على هامش الاعتصام إن الوقفة التضامنية التي شهدتها مدينة طنجة، والتي توجت باعتصام جزئي هو الأول من نوعه، تأتي في إطار التفاعل الشعبي مع التصعيد الصهيوني المستمر ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.

وأوضح حامي الدين أن هذه الوقفة تعبّر عن موقف أحرار وساكنة طنجة، في ظل “مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية الممنهجة”، التي تُستخدم فيها تقنيات متطورة، بينها الذكاء الاصطناعي، وتُنفّذ بمؤازرة قوية من الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى.

وأضاف أن “الأخطر والأبشع في هذا السياق هو التواطؤ الواضح من الأنظمة العربية الرسمية، التي بات صمتها تجاه الجرائم المرتكبة يرقى إلى مستوى المشاركة الفعلية فيها”.

وأشار إلى أن ما يجري على الأرض هو “قتل وتهجير وتجريف للأراضي، وحصار للمناطق المدنية، وتعليمات بإطلاق النار على كل من يتحرك”، مشبهًا المشهد بما وقع في الماضي من إبادة للسكان الأصليين في أمريكا وأستراليا، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة اليوم هو “نسخة جديدة من هذا السيناريو الدموي”.

وفي سياق متصل، نبه حامي الدين إلى التهديدات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف ما يحدث في غزة بأنه مجرد البداية، في إطار مشروع لتغيير خريطة الشرق الأوسط.

وأشار إلى تصريحات وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، الذي عبّر عن طموحه في إقامة ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى” التي تضم فلسطين ودولًا عربية عديدة، من بينها سوريا ولبنان واليمن ومصر والسعودية، مع إخضاع الأردن للسيطرة الإسرائيلية.

وحذّر حامي الدين من استمرار الصمت العربي، مستنكرًا ما وصفه بـ”المهزلة” المحتملة في إعلان تطبيع رسمي في القطاع الزراعي، قائلاً إن “الحديث عن مشاركة حزب زراعي بيطري في التطبيع لا يتناسب مع شرف الاسم ولا مع فداحة الموقف”.

كما تحدّث عن أنباء تفيد بإرسال سفن أمريكية محملة بالعتاد والسلاح إلى قاعدة نيفاتيم الصهيونية، والتي تُستخدم كمنصة لإطلاق “صواريخ ذكية” تستهدف المدنيين في غزة، مؤكدًا أن “هذه الأسلحة تُمطر بها أجساد الأطفال والنساء والشيوخ، وسط صمت دولي وعربي مخزٍ”.

وفي ختام حديثه، دعا محمد حامي الدين الأنظمة العربية إلى الارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية وتوجيه بوصلتها نحو فلسطين، معتبرًا أن الاستمرار في نهج الصمت والتطبيع لا يعني سوى تكرار لمأساة ملوك الطوائف في الأندلس. وأضاف: “أمامنا خياران لا ثالث لهما: إما الاصطفاف مع المقاومة والشعوب، أو الانهيار في مستنقع الخيانة”.

من جانبه، أكد إبراهيم الصمدي، صحافي مهني وعضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة بطنجة، أن الاعتصام المنظم بمدينة طنجة يوجّه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى الأنظمة العربية الصامتة، مفادها أن “الكيان الصهيوني لا عهد له، ولا يمكن الوثوق بيدٍ ملطخة بدماء الأبرياء، تُسفك ليلاً ونهاراً أمام أنظار العالم وصمته”.

وشدد الصمدي على أن العدوان الصهيوني المتواصل على غزة دخل مرحلة أكثر دموية وسادية، مشيرًا إلى أن الصور والمشاهد المتداولة عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي “تُظهر حجم الفظائع والجرائم”، في ظل غياب أي تحرك جدي من المنتظم الدولي، بينما “الشعوب الحرة في العالم وحدها هي من تصرخ وتقول: أوقفوا المجازر، أوقفوا الحصار، أوقفوا التجويع، وأوقفوا التهجير القسري لشعبنا في غزة”.

وأضاف أن “الشعب الفلسطيني ليس مجرد قضية سياسية، بل هو قضية عقيدة، لأنه يرتبط بأرضه ارتباطًا روحيًا وثيقًا، ففلسطين تحتضن المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي محمد، ومن أجلها نضحي بأرواحنا وأموالنا وأصواتنا”.