story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

طلبة من غزة بالمغرب.. معاناة البعد والحرب

ص ص

“لا أقسى من أن تنام وتستيقظ على خبر أن منزلك قد قُصف وأن مصير كل أسرتك صار مجهولا”، تقول فاطمة أبو عمشة، بنت غزة التي تدرس في المغرب والتي استفاقت قبل أيّام على خبر فقدان الاتصال مع أسرتها بالقطاع في ظل قصف إسرائيل المكثف وقطعها للاتصالات.

فاطمة التي تدرس في المغرب منذ سنة 2019، تقول في تصريح ل”صوت المغرب”: “أتابع أخبار غزة بعجز موجع يصعُب وصفه” .

تسكت فاطمة قليلا ثم تكمل وعيناها تنظران في الفراغ: “بتاريخ 19 أكتوبر 2023 قُصف منزلنا لقد سُوي بالأرض تماما”. كانت هذه إحدى أكثر اللحظات قساوة في عمرِ فاطمة.

“عشت ساعات صعبة وقاسية لأنه كان من الصعب معرفة ما الذي حل بعائلتي”، تقول بنت غزة التي نالت شهادة الإجازة من جامعة محمد الخامس بالرباط وتتابع الدراسة حاليا بسلك الماستر في الجامعة ذاتها.

بقيت فاطمة ليوم كامل تحاول ربط الاتصال بعائلتها دون مجيب إلى أن نجحت أخيرا في اليوم التالي للقصف في أن تحصل على أخبارهم فاطمأن قلبها.

ويعاني الطلبة المغتربون عن أهاليهم في غزة من عدم القدرة على التواصل مع عائلاتهم بسبب انقطاعات متتالية في شبكة الإنترنت. “أعرف أخبار عائلتي فقط من خلال المكالمات الدولية، ومابين مكالمة وأخرى وقت طويل جداً وأتحدث معهم لدقيقة أو أقل وهذا الأمر مكلف جداً”، تقول الطالبة الغزاوية.

نساءُ الحرب “يقطعن شعرهن”

وتحكي لنا فاطمة قصص النساء في الحرب بغزة “صديقتي ريتا تعاني الآن من إصابة خطيرة في الصدر.. بينما أختها تهشم حوضها وبكل أسف استشهدت كل عائلتهن أمام أعينهن”.

وتستحضر الطالبة الفلسطينية قصة أخرى لإحدى رفيقاتها في القطاع :”صديقة أخرى كانت شاهدة على استشهاد والدتها وشقيقتها وشقيقها إثر قصف جيش الاحتلال لبيتهم، لقد بقيت أسبوعا في العناية المركزة بعد أن ألقت بها شدة الانفجار من النافذة إلى خارج البيت، وقد تماثلت للشفاء، لكنها تتمنى لو أنها استشهدت مع عائلتها”.

وتضيف فاطمة بمرارة: ” النساء في غزة يقمن بقص شعرهن بسبب شح المياه.. فالماء نادر هناك”، وتواصل “أعرف نساء كثيرا استأصلن أرحامهن بسبب غياب المعدات الطبية وخروج المستشفيات عن الخدمة جراء القصف”.

انقطاع كامل
يحكي فارس طالب في السنة الخامسة بكلية الطب والصيدلة بالرباط قادماً إليها من غزة قبل ست سنوات، عن حياته بعد السابع من أكتوبر قائلا: “تخيل أن تنتظر في كل دقيقة هاتفا يعزيك أو صوتا يخبرك أن عائلتك استشهدت..كلما سمعت أن هناك قصفا هرعت إلى الهاتف حتى أطمئن.. صرت أنام وأصحو على هذا الكابوس”.

ويضيف الطالب الفلسطيني: “في المرات النادرة جدا التي أستطيع فيها التواصل مع أسرتي، يسألونني عن الدراسة.. بحكيلهم منيح منيح ” يسكت قليلا ثم يكمل “بيني وبينك هو في شي منيح؟”.

وعن صعوبة ربط الاتصال بالأهالي في القطاع المحاصر يشرح قائلا إن الاتصال بالسكان الموجودين بشمال غزة أمر مستحيل تماما، أما بالنسبة للجنوب “فالأمر يختلف حسب درجة قربك من الحدود أو برج الاتصال.. هذا إن تبقى في المنطقة برج اتصال أساسا”.

وبينما كان “صوت المغرب” يتحدث إلى فارس وصلته رسالة تفيد أن الإنترنت انقطع كليا عن القطاع، افتعل فارس ابتسامة مريرة ثم قال: ” وهيك صار انقطاع كامل”.