story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

طلبة الطب يعلقون الأمل على الوساطة البرلمانية ويتشبثون بملفهم المطلبي

ص ص

بعد مضي 7 أشهر قضوها خارج المدرجات وقاعات التكوين، ما يزال طلبة الطب والصيدلة يحملون آمال تدارك ما فات عبر استجابة الحكومة لمطالبهم التي أدى “تجاهلها” إلى أزمة عمرت طويلا، ويعلق الطلبة آمال انفراجها مع الوساطة الأخيرة التي يقودها البرلمان.

أمل في الوساطة البرلمانية

وعبر طلبة الطب والصيدلة في الندوة الصحافية التي عقدوها مساء اليوم الاثنين 15 يوليوز الجاري، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن الآمال التي يعلقونها في الوساطة التي يقودها البرلمان من أجل حل الأزمة، مؤكدين تشبثهم بالحوار وبمشروعية مطالبهم.

وأكد الطلبة أنه أمام الحوار الذي “تم إغلاقه” في وجههم منذ شهر فبراير المنصرم لجؤوا معه إلى طرق كل الأبواب الممكنة طلبا للوساطة مؤكدين أنه تم عقد حوالي 100 اجتماع مع مختلف الفعاليات الحزبية والنقابية والحقوقية من أجل التوسط الإيجابي.

وتحدث الطلبة عن الوساطة البرلمانية، التي قالوا إنهم “يثمنونها” والتي قالوا إنه تم على إثرها تنظيم اجتماع عرضوا فيه مقترحات الحكومي بينما قدم الطلبة من جانبهم مطالبهم من جديد، مؤكدين أنهم ينتظرون رد الحكومة مشيرين إلى أنه التوافق على عقد اجتماع ثان”.

وأشار الطلبة إلى أنهم كانوا على أعتاب التوافق مع الحكومة، لكن هذه الأخيرة نسفت هذا التقارب حينما أعلنت عن موعد للامتحانات بشكل أحادي عكس ما تم الاتفاق عليه، مبرزين أن مقترح الحكومة لطلبة الصيدلة لقي قبولا بنسبة 90 بالمئة، لكن المسؤولين تنكروا لذلك مشيرين إلى أنه تم رفض توقيع محاضر للاتفاق بهذا الخصوص.

ولفت الطلبة إلى أن جلسات الحوار التي تقول الحكومة إنها نظمتها مع الطلبة كانت “صورية” زغير مبنية على نقاش واقعي، وكانت الحكومة تفرض مواقفها دون نقاش أو توافق، كما أنها ظلت دائما ترفض التوقيع على محضر اتفاق، وهو ما عبر الطلبة عن رفضه بشكل كلي.

رفض للتسييس

وفي حديثها مع “صوت المغرب” على هامش الندوة الصحافية التي نظمها الطلبة اليوم الاثنين 15 يوليوز الجاري، قالت الطالبة إيمان أيت بنعمرو عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة إن “هذه الندوة تأتي من أجل توضيح المستجدات الأخيرة في الملف ومن أجل دحض المغالطات التي تروج بشأنه”.

وقالت إنه “على عكس ما يدلي به المسؤولون فإن الطلبة كانوا دائما منفتحين على مبادرات الحوار” وواصلت أنهم وضعوا مجموعة من طلبات الاجتماع مع الوزارات المعنية، مؤكدة أن “مطالب الطلبة، هي مطالب أكاديمية بحتة وبعيدة كل البعد عن التسييس كما يروج لذلك البعض”.

وتابعت الطالبة ذاتها معتبرة أن للطلبة الحق “في النضال” من أجل مطالبهم داخل تمثيلياتهم المشروعة والتي يكفلها لهم القانون المنظم للتعليم العالي، “ولا يمكن اتهام الطلبة بالتسييس”.

وفيما يتعلق بفرص التدارك الممكنة من أجل حل الأزمة، قالت المتحدثة إن الاحتقان في الكليات “فاق كل الأسقف وعمر طويلا” وتابعت أن الطلبة بالرغم مما وصفته بسياسة “التضييق والتعنت” لم يفقدوا بعد الثقة في مؤسسات البلاد من أجل التدخل من أجل إنصاف الطلبة. واعتبرت طالبة الصيدلة أن “قطاع الصحة بدون استثناء يعيش أحلك فتراته” مشيرة إلى ما تعرض إليه مهنيو الصحة من تدخل أمني لفض احتجاجاتهم.

نفسية “منهكة

هذه الفترة التي يراها الطلبة “حالكة” ليس فقذ على القطاع بل أيضا على مسارهم، وفق ما قال في حديث لـ”صوت المغرب” الطالب بدر الدويبي عضو في اللجنة السالفة الذكر، إنه “بعد مضي 7 أشهر من الاحتقان الذي كلما اقترب من الانفراج ازداد تعقيدا أضحت نفسية طالب الطب متدهورة”.

واعتبر المتحدث ذاته أن هذا الوضع صار يؤثر على قرارات الطلبة ويدفعهم إلى اختيارات أخرى يجنحون إليها “مكرهين” على حد تعبيره، وقال إن “العديد من طلبة الطب بوجدة لجأوا إلى سحب شهادات الباكالوريا من الكلية من أجل الانتقال نحو تخصصات أخرى”.

وأضاف أنه “حتى التلاميذ الذين كانوا يحلمون بدخول هذه المهنة صاروا أمام هذه الأزمة يفكرون في اختيارات وتخصصات أخرى تفاديا لسيناريوهات مماثلة” وخلص الطالب إلى أن “نفسية طالب الطب اليوم متعبة بما يكفي” محملا الحكومة مسؤولية “ما يمكن أن يقود إليه ذلك”.

مؤازرة الآباء

ومن جانبهم عبر آباء الطلبة عن مؤازرتهم لاختيارات أبنائهم، وهو الأمر الذي أكده في تصريح لـ”صوت المغرب” سعيد المتوكل أب إحدى طالبات الطب بالرباط والذي قال “إن الآباء قرروا منذ شهر يناير المنصرم مساندة أبنائهم لأن مطالبهم مشروعة”.

وقال إنه قد مرت 7 أشهر على المقاطعة المفتوحة للدراسة “وما تزال الحكومة بعيدة عن حل الملف العالق” واغتبر الأب أن في ذلك إشارة “إلى غياب الرغبة من أجل تحقيق الانفراج في الأزمة” وفق كلامهم.

ويرى المتحدث ذاته أن الطلبة “لا يطالبون بأمور تعجيزية وإنهم يريدون فقط تكوينا ذا جودة” واعتبر أن “ما قامت به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ليس إصلاحا في كليات الطب والصيدلة بقدر ما هو تغيير فقط” على حد تعبيره.

وبرر الأب هذا الأمر بقوله “إن لم يتم وضع خطة واضحة لهذا الإصلاح وهو ما جعل الطلبة أمام مصير مبهم يتسم بالضبابية كان لا بد معه اللجوء إلى الاحتجاج والإضراب”.

سعي للوساطة

ويأمل البرلمانيون أن تفرز خطوتهم تقدما في الوضع، بما ينقذ السنة الجامعية التي يرون أنه لا زالت هناك إمكانية لإنقاذها، بتعهد الحكومة تعويض الطلبة على ساعات التكوين، والتي تقدر بـ700 ساعة في السنة، والتفاعل الإيجابي للطلبة مع المبادرة الحكومية.

ويشار إلى أن مكونات مجلس النواب توحدت في التفاعل مع مبادرة الوساطة في أزمة الطب، بعدما كانت المعارضة قد انسحبت الإثنين الماضي من جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، احتجاجا على رفض الحكومة التفاعل مع طلبها لمناقشة الاحتقان داخل كليات الطب.

تمكن البرلمان بكل مكوناته من وضع أول لبنة في اتجاه الوساطة بين الطلبة والحكومة، يأتي بعدما كانت مكونات من المعارضة، قد اتهمت الحكومة بعرقلة هذا الدور الذي كان البرلمان منذ البداية يسعى للعبه في هذه الأزمة.