طلبة الطب يردون على آيت طالب وميراوي في إنزال وطني
حج طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة من كل جهات ومدن المملكة اليوم إلى الرباط اليوم الخميس 29 فبراير 2024، في وقفة احتجاجية حاشدة أمام مبنى البرلمان، يرفلون في وزراتهم البيضاء حاملين شارات وشعارات الغضب ضد تدبير كل من وزاة الصحة والحماية الاجتماعية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
رد في الميدان
وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية التي ينظمها أطباء المستقبل، ردا على التصريحات التي كان قد أدلى بها كل من الوزيرين خالد آيت طالب وعبد اللطيف ميراوي منتصف الأسبوع المنصرم، في ندوة صحافية مشتركة.
وبعد أن كان الطلبة “يحتجون من أجل تحسين ظروف تكوينهم، وتحقيق مجموعة من المطالب التي ضمنوها ملفهم المطلبي، صاروا يحتجون أيضا ضد التصريحات التي جاءت على لسان المسؤولين الحكوميين”، والتي “اتهموا فيها الطلبة بتحريض زملائهم على مقاطعة الامتحانات والدراسة”.
وفي حديث له مع “صوت المغرب” خلال الوقفة قال عبد الحكيم أوعدو ممثل عن اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إن “هذا الإنزال الوطني يأتي كرد واضح على على وزيري الصحة والتعليم العالي” معتبرا أنها “تنطوي على الكثير من التضليل والمغالطات”.
وتابع المتحدث ذاته موضحا مطالب الطلبة قائلا “إننا نحتج من أجل قرار تقليص عدد سنوات التكوين، والذي يمر أساسا في ظروف غير ملائمة” واعتبر أن هذه استراتيجية الإصلاح غير واضحة المعالم والتي قال إنها “مرت دون إشراك الطلبة”.
ومن جانبه انتقد فاتح محمد أمين ممثل طلبة الطب بالدار البيضاء، التعامل مع طلبة الطب الوافدين إلى الرباط كم كدن مختلفة قائلا إنه “قد تم منع العديد منهم من اللاتحاق خاصة بأكادير وبوجدة” معتبرا ذلك “تضييقا”وتابع أنه بالرغم من ذلك فإن “الوقفة بالنسبة إليهم كانت ناجحة”.
وأكد أن وجود الطلبة “الآن أمام البرلمان هو تأكيد لاقتناعنا بشرعية مطالبننا” وقال “إننا واعون أنه كان من المفترض أن نكون الآن في المدرجات وفي التداريب الميدانية، وليس أمام قبة البرلمان لو أن المسؤولين استجابوا لمطالبنا.
ودعا المتحدث ذاته كلا من وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي إلى العودة إلى طاولة الحوار من جديد “والإنصات لصوت هؤلاء الطلبة” مؤكدا أنهم “لم يخلفوا يوما دعوة للحوار والنقاش”.
كف أصابع الاتهام
وكان محمد المهدي بنحميدة، المنسق الوطني للجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، قد رد على هذا الكلام في ندوة صحافية نظمتها اللجنة مطلع هذا الأسبوع الجاري، قائلا إن ” الإضراب لا يتم عن طريق التحريض بل بتصويت من الطلبة”.
وتابع أن نسبة التصويت على قرار الإضراب من طرف مختلف الطلبة عبر ربوع المملكة بلغت 92 بالمئة”، معتبرا أن اللجنة “لا تتخذ أي قرار حتى في حوارها مع الوزارتين المعنيتين دون العودة إلى الجموع العامة للطلبة”.
وتساءل المتحدث ذاته مستنكرا “كيف يمكن اتهام طلبة مقتنعين بمشروعية مطالبهم بأنهم محرضون أو مدفوعون طرف جهات ما نحو التصعيد” واصفا هذه الاتهامات التي داءت على لسان المسؤول الحكومي بأنها “ضرب صريح في وطنية طلبة لا يرغبون في شيء غير الارتقاء بجودة التكوين الطبي ببلادهم”.
ونفى محمد المهدي بن حميدة ما قاله الوزيرين المعنيان بشأن أن طلبة الطب مقتنعون بالعرض الوزاري الذي ترجمته في بلاغ مشترك كل من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتي قالت عنه في وقت سابق إنها حققت 95 بالمئة من المطالب.
وقال في هذا الصدد منسق اللجنة “إذا كان كلامهم صحيحا، فكيف يفسرون استمرار الطلب في مقاطعة الامتحانات؟” وأردف مجيبا “إن ذلك يعني أمرا واحدا وهو أن جل الطلبة غير مقتنعين بحلول الوزارتين اللتين امتنعتا عن الاستجابة للمطالب الرئيسية”.
وطالب المتحدث ذاته المسؤولين المعنيين “بالكف عن توجيه أصابع الاتهام للطلبة وابتزازهم”، داعيا إساهما إلى “تحمل المسؤولية السياسية في تدبيرهما للملف.