طلبة الطب بالرباط يطالبون بتعويضات التداريب ويتهمون العمادة “باعتماد مقاربة أحادية”
أصدر طلبة كلية الطب بالرباط عريضة يسائلون فيها عمادتهم حول مسؤوليتها في تأخير تعويض التداريب الاستشفائية التي تمت مقاطعتها، التي تمت مقاطعتها خلال فترة الاضرابات، مطالبين بتعويض هذه التداريب بدوام كامل بدل نصف دوام.
وشدد الطلبة في ذات العريضة، التي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منها، اليوم الخميس 02 يناير 2025، على أن “الغلاف الزمني المخصص للتداريب سيظل نفسه، مما يجعل من المنطقي تعويضها بدوام كامل”.
وفي سياق ذلك، قال مصدر من الطلبة طلب عدم ذكر اسمه، إن قرارا إداريا بسيطا غير معقلن وغير مبرر قد يؤدي إلى تداعيات كبرى، مشيرا إلى تهديد تأخر تعويض التداريب الإستشفائية على مستقبل المغرب، حيث أنه خلال سنة 2026 لن تتخرج أي دفعة للأطباء”.
ولفت المصدر ذاته، إلى العريضة التي وقعها أزيد من ألف طالب طب بكلية الطب والصيدلة بالرباط، والتي عبروا فيها عن مدى استيائهم من النهج الذي تسلكه عمادتهم والذي اعتبروه بأنه “لا يتماشى مع ما تم الاتفاق عليه مبدئيا خلال جلسات الحوار المنصرمة التي أفضت إلى حل النزاع الذي دام لحوالي 330 يوما”.
وشدد على أن النقطة التي أفاضت الكأس لدى الطلبة، هي تعويض التداريب بدوام كامل بدل نصف دوام، وبقاء الغلاف الزمني الأصلي، فضلا عن “عدم تجاوب الإدارة المعنية مع الطلبة وإقصاء رأيهم عبر عدم إشراك ممثليهم داخل المكتب المحلي في هذا القرار”.
وأردف المصدر ذاته، أنه “وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، الكل يتساءل و يسأل نفسه وغيره؟ أين تفضيل المصلحة العليا للبلاد من كل هذا؟”، متسائلا في الوقت ذاته بالقول، “2026 بدون أطباء فقط لإشفاء غليل حقد دفين؟ 2026 بدون أطباء دون مبرر واضح ومعقول ؟ 2026 بدون أطباء بجرة قلم واحدة ؟”.
واعتبر الطلبة، في ذات العريضة، أن العمادة “أقصت مكتب طلبة الطب بالرباط”، في إعادة برمجة التداريب الاستشفائية، واتهموها “باعتماد مقاربة أحادية وسياسة فرض الأمر الواقع”، مشيرين إلى أن “ذلك يتنافى مع روح العمل المتفق عليه مع وزارة التعليم العالي والمتعارف عليه وطنيا”.
وأشارت العريضة إلى أن طلبة السنة السادسة، لا توجد دروس نظرية مسائية تمنعهم من الاستفادة من دوام كامل، منبهين إلى أن “النهج الحالي سيحرم الطلبة من حقهم في اللحاق بمباراة الداخلية”.
وكشف المصدر ذاته، أنه تم “السماح للطلبة الذين رفعوا المقاطعة مبكرًا بتعويض ثلاثة أشهر من التداريب بأسبوعين فقط”، وهو ما “يمنحهم أولوية وفرصة كاملة لاجتياز مباراة الداخلية في ظروف ملائمة”، معتبرين أن هذا الأمر “يظهر اعتماد معايير مزدوجة وتمييزا غير مبرر بين الطلبة”.
وشدد طلبة الطب بالرباط، على أن “هذا الوضع يُشكل ضربًا واضحًا لمبدأ تكافؤ الفرص الذي يكرسه الدستور المغربي، والذي أوصى به وسيط المملكة منذ اقتراب حلحلة الأزمة واجتيازها، وهو ما يُعدّ محاولة تفويت فرصة واضحة دون مبرر معقول”.
وقال الطلبة، إن هذا التأخير سيؤدي إلى تأخير الدفعات التي من المفترض أن تتخرج في أفق 2025، 2026 و 2027، مشيرين إلى أن “ذلك يتعارض مع النموذج التنموي والرؤية الملكية، في ظل الحاجة الماسة إلى الأطباء عامة والداخليين خاصةً في المغرب”.
وبالنسبة للسنتين الرابعة والخامسة 2024/2025، طالب الطلبة في عريضتهم، “بحل جذري يسمح بتوحيد البرنامج البيداغوجي مع باقي الطلبة، يشمل التداريب الخاصة بالسنة المنصرمة والسنة الحالية”، مبرزين أن “انطلاق التداريب أثناء فترة اجتياز الامتحانات يهدد الطلبة بالتأخر عن مواعيد مبارتي الداخلية والإقامة، ما قد يؤدي إلى تأجيل تخرجهم بفترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة كاملة”.
وطالبوا بتقديم حلول تضمن استفادة طلبة جميع الدفعات من الدروس النظرية والأعمال التطبيقية قبل اجتياز الامتحانات كحق مشروع يضمن جودة التكوين، ويعزز العلاقة الوطيدة بين الطلبة وأساتذتهم، مضيفين أن “التفاوت الجامعي بين الطلبة الذين رفعوا المقاطعة والذين استمروا فيها بلغ مستويات خيالية”.