طلبة الطب..اقتراع يحسم في وساطة حكومية لنزع فتيل الاحتقان
يبدو أن أزمة طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة تخطو خطواتها الأخيرة نحو نهاية النفق، بحيث أنه بعد تأجيل امتحانات الدورة الربيعية إلى أجل آخر، أعلن الطلبة عن توصلهم بمقترحات حكومية لحل الأزمة التي عمرت لأشهر، مشيرين إلى أنه سيتم تدارسها داخل جموع عامة وتنظيم اقتراع إما بقبلولها أر رفضها.
وجاء ذلك في بلاغ نشرته اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أعلنت فيه عن تنظيم جموع عامة إخبارية وطنية، يوم غد الاثنين 10 يونيو 2024، من أجل تقاسم مقترحات الوساطة الحكومية لحلحلة الأزمة، والمستجدات الأخيرة.
وأفادت اللجنة أن هذه الجموع العامة ستكون متبوعة بيوم اقتراع وطني يوم الثلاثاء 11 يونيو 2024 من أجل توفير مهلة كافية للتفكير، وذلك بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب.
وأكدت اللجنة الوطنية للطلبة في هذا الصدد أن الجموع العامة للطلبة هي من تختار وتحسم في كل القرارات، قائلة إنها “كانت ما تزال وستظل متمسكة بالديمقراطية الداخلية المنبنية على النقاش الهادف والرجوع إلى القواعد الطلابية”.
وفي السياق، كانت خمس كليات للطب وطب الأسنان والصيدلة، قد أعلنت عن تأجيل امتحانات الدورة الربيعية التي كان من المقرر إجراؤها يوم الاثنين 3 يونيو الجاري، وذلك بعد أن كان للطلبة لقاء مع الحكومة عرضوا فيه ملفهم المطلبي الذي قاطعوا الدراسة والتكوين من أجله لأشهر.
ومباشرة بعد اللقاء، قررت خمس كليات للطب وطب الأسنان والصيدلة بالمملكة تأجيل الامتحانات التي كان من المنتظر أن تجرى يوم الاثنين 3 يونيو بالرغم من أن الطلبة كانوا مقاطعين للدروس النظرية والتطبيقية منذ أشهر.
وأفادت مصادر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وقتها، أنه في مقابل هذا التأجيل الذي قررته الكليات الخمس، لم تبد الحكومة تفاعلا آخر من جانبها فيما يتعلق بالملف المطلبي للطلبة أو فيما يخص العقوبات والتوقيفات التي أصدرتها في حق الطلبة وممثليهم بتهم تتعلق بالتحريض على الإضراب والإخلال بالسير العادي للدراسة.
وبعد اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة يوم الأربعاء 29 ماي المنصرم مع عمداء كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، تفاعل الطلبة مع ذلك، معتبرين إياها خطوة تشير إلى وجود بوادر قرب انفراج الاحتقان بكليات الطب والصيدلة المستمر منذ أشهر.
وعبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، في بلاغ لها يوم الخميس 31 ماي، عن ترحيبها “بالتجاوب الإيجابي للحكومة بحضورهم اجتماعا أوليا لمناقشة التأسيس لوساطة جادة”، دون توضيح طبيعة هذه الوساطة لكن الطلبة اشترطوا توقيف العقوبات ضد مسؤولي اللجنة وتأجيل الامتحانات.
وقالت اللجنة، إن “الطلبة تلقوا بروح إيجابية تصريح رئيس الحكومة الذي أعلن فيه أن التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب يعد من أولويات الدولة الاجتماعية مما اعتبروه تأسيسا للمعالم الكبرى لحل أزمة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب التي دامت لأزيد من 6 أشهر”.
كما رحب طلبة الطب، بالتجاوب الإيجابي للحكومة بحضورهم اجتماعا أوليا لمناقشة “التأسيس لوساطة جادة”؛ من أجل التوصل إلى “حلول نهائية ترفع الضبابية السائدة منذ أزيد من سنتين، وتوضيح مختلف النقاط العالقة بملفهم المطلبي، لضمان الحفاظ على جودة التكوين الطبي والصيدلي”.
وشددت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، على أن تأجيل امتحانات الدورة القادمة سيمكن من إتاحة فرصة التوصل إلى حل لهذه الأزمة، كما أن مسألة العقوبات ستكون من الأولويات التي ستطرح على طاولة هذه الوساطة.