story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

طبيب مارادونا: رعايته في المنزل كانت كارثة طبية

ص ص

تستمر فصول محاكمة الطاقم الطبي الذي كان متابعا للحالة الصحية لأسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، بعد وفاته في 25 نونبر 2020، وسط شهادات صادمة تُلقي بمزيد من الضوء على ظروف رعايته قبل رحيله.

وفي جلسة استماع جديدة بمدينة سان إيسيدرو شمال بوينوس آيرس، الأربعاء 30 أبريل 2025، قال فرناندو فيلاريخو، رئيس وحدة العناية المركزة في عيادة “أوليفوس”، إن مارادونا “لم يكن ينبغي أن يخضع لرعاية منزلية بعد جراحة الدماغ التي أجراها”، معتبرًا أن حالته كانت تتطلب رعاية طبية داخل مؤسسة متخصصة بسبب حاجته إلى “إعادة تأهيل من الإدمان” وتجنّب ما وصفه بـ”السلوكيات الخطرة” مثل تناوله أطعمة غير صحية أو محاولته علاج نفسه.

وقال فياريخو أمام المحكمة، التي تنظر في قضية وفاة النجم الأرجنتيني عن سن 60 عاماً، إن مارادونا كان مريضاً معقداً “يعاني من اضطرابات مرتبطة بالإدمان، ونوبات هياج نفسي حركي، وسلوكيات يصعب ضبطها خارج إطار استشفائي متخصص”، مضيفًا: “نحن نتحدث عن مريض يمكنه أن يطبّق العلاج على نفسه، أو أن يتناول أي شيء دون رقابة… لم يكن بالإمكان السيطرة على حالته داخل منزل خاص، هذا أمر بالغ الخطورة”.

وأكد الطبيب أن مارادونا خضع لعملية إزالة ورم دموي في الدماغ دون أن تسبقها الفحوص الضرورية، وهو ما فاجأ الطاقم الطبي للعناية المركزة الذي تسلّم حالته بعد الجراحة.

وأوضح أن الطاقم قام بمراقبته لعدة أيام مستخدمًا المهدئات، لكنه شدد على أن بيئة المنزل لم تكن مناسبة إطلاقاً لاستكمال العلاج، قائلاً: “لا أعتقد أنه كان من الممكن إخراجه من مؤسسة طبية”.

وأشار فياريخو إلى أن البديل الوحيد الذي كان يمكن مناقشته هو “رعاية منزلية شبه مؤسسية”، أي إشراف دائم من ممرض مختص، وطبيب ملازم، ومرافقة علاجية مستمرة، وهي ظروف لم تكن متوفرة في المنزل الذي نقل إليه مارادونا بمنطقة تيغري، على بُعد نحو 40 كيلومتراً من العاصمة.

وفي شهادته، كشف الطبيب أن اقتراح الرعاية المنزلية جاء من طرف جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، مؤكداً أنه شعر بأنه مجرد طرف ثانوي في صراع بين هذين الشخصين.

وقال: “شعرت أنني بلا سلطة، وكل شيء كان مسموحاً به في غرفة مارادونا، من بينها السماح له بتناول وجبات غير صحية كالبرجر… ما حدث هناك كان محرجًا، وأنا أتحمل مسؤوليتي في ما حدث”.

وأفاد فياريخو بأن لوكي طلب منه، بعد أيام قليلة من الجراحة، تخدير مارادونا لفترة طويلة من أجل مساعدته على تجاوز أعراض انسحاب الكحول، لكنه رفض قائلاً: “هذا لم يكن المكان المناسب. أخبرت لوكي بكل شيء، وسجلت ملاحظاتي في السجلات الطبية”، مضيفًا أن عائلة مارادونا وافقت على التخدير، إما “لأنهم لم يكونوا يفهمون طبيعة هذا الإجراء، أو لأنهم وثقوا في المحيطين به”.

وفي شهادة سابقة، أوضحت دالما مارادونا، ابنة النجم الراحل، أن الفريق الطبي ضلل العائلة مرارًا، وأوهمهم بأن والدها يتلقى رعاية متكاملة بعد نقله إلى منزل خاص بمدينة تيغري.

وقالت: “أخبرونا أن كل شيء سيكون تحت السيطرة… لكن الواقع كان مأساويًا: لا رعاية، لا معدات، ولا حتى سيارة إسعاف في عين المكان”.

وأضافت باكية خلال جلسة وصفتها الصحف المحلية بـ”المؤثرة”: “لقد جعلونا نصدق أن الحل الأمثل هو المنزل، بينما الحقيقة أن والدي تُرك وحيدًا، في مكان غير نظيف، ومن دون أي مراقبة طبية فعلية”.

وحمّلت دالما المسؤولية مباشرة لجراح الأعصاب لوكي، والطبيبة النفسية كوساتشوف، والطبيب النفسي كارلوس دياس، مؤكدة أنهم كانوا يمنعون الزيارات العائلية تحت ذرائع واهية مثل “مارادونا نائم” أو “لا يريد التحدث لأحد”.

وتواجه المجموعة الطبية، المكونة من سبعة متهمين، تهمة “القتل العمد المحتمل بسبب الإهمال”، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة تتراوح بين 8 و25 عامًا.

وتستمر المحاكمة، التي انطلقت في 11 مارس الماضي، بمعدل جلستين أسبوعيًا، ومن المرتقب أن تمتد حتى يوليوز المقبل.

وكان تقرير الطب الشرعي قد استبعد وجود آثار للكحول أو المخدرات في دم مارادونا عند وفاته، لكنه كشف عن وجود أدوية نفسية، إضافة إلى علامات تشمع في الكبد.

وتوفي نجم نابولي السابق إثر أزمة قلبية حادة، أثناء فترة تعافيه في منزله، بعد أسبوعين فقط من خضوعه لعملية دقيقة لإزالة ورم دموي من الرأس.