طالب بتعزيز تمثيلية النساء والشباب.. “الكتاب” يصادق على مذكرته الانتخابية

صادق حزب التقدم والاشتراكية على مذكرته المتعلقة بإصلاح المنظومة العامة المؤطرة لانتخابات مجلس النواب لسنة 2026، والتي سيُقدِّمها يوم الأربعاء 27 غشت 2025، لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت.
وفي عرضها لأهم ما جاء في هذه المذكرة، أكدت شرفات أفيلال عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، “أن الحزب صاغ أربعة مقترحات أساسية تمثل العمود الفقري لرؤيته الإصلاحية”.
ويهم المقترح الأول، وفق أفيلال في تصريحها لصحيفة “صوت المغرب”، تخصيص لائحة خاصة بالنساء تضم ثلث المقاعد، لتعزيز الحضور النسائي داخل المؤسسة التشريعية، إذ أوضحت أن هذا المقترح ينسجم مع منطق المناصفة الذي يسعى الحزب إلى تكريسه عبر خطوات عملية داخل المنظومة الانتخابية.
أما المقترح الثاني، فيتعلق باللائحة الخاصة بالشباب، والتي اقترح الحزب أن تضم ما بين 20 إلى 30 شاباً وشابة، وذلك بهدف ضمان إشراك الأجيال الجديدة في القرار السياسي، وتكريس الحضور الشبابي في الحياة البرلمانية كقوة اقتراحية وتجديدية.
كما قدم الحزب مقترحاً ثالثاً يهم تخصيص لائحة للأطر، بهدف رفع مستوى الأداء البرلماني من خلال استقطاب كفاءات مؤهلة، وأكدت أفيلال أن هذه اللائحة ستراعي مبدأ التوازن بين الرجال والنساء، مع حصر عدد المقاعد ما بين 40 و50 مقعداً، في انتظار الحسم النهائي في العدد.
وإلى جانب هذه المقترحات، شددت المتحدثة على ضرورة إدخال بعض التعديلات على مستوى الدوائر الانتخابية، إذ أوضحت أن توسيع بعض الدوائر التي تضم مقعدين فقط أو ثلاثة من شأنه تقليص تأثير المال وضمان منافسة سياسية نزيهة، بعيداً عن شراء الذمم والتحكم في النتائج.
ومن جهته، أكد كريم تاج، عضو المكتب السياسي لحزب “الكتاب”، هو الآخر أن المذكرة تضمنت مقترحات متنوعة تهم تعزيز التمثيلية النسائية، حيث شدد على أن “الوقت قد حان للانتقال من مجرد السعي إلى المناصفة نحو ترجمتها فعلياً”، مشيرا إلى أن الحزب يعتبر أن ما تحقق في السابق مهم، “لكن يجب البناء عليه بخطوات عملية أكثر تقدماً”.
وفي السياق نفسه، أبرز تاج أن المذكرة أولت أهمية كبيرة للشباب، إلى جانب محور أساسي يتعلق بالتخليق ومحاربة الفساد، مبرزا أن الحزب “قدم مقترحات ملموسة في هذا الشأن”، باعتباره مدخلاً أساسياً لضمان انتخابات نزيهة وشفافة، ولتعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات.
كما توقف المتحدث عند مسألة النقاش العمومي والحوار السياسي، مؤكداً ضرورة أن يكون النقاش قوياً ومنفتحاً على وسائل الإعلام العمومية ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر أن فتح المجال للأحزاب وزعمائها للتعبير عن برامجهم سيعطي زخماً حقيقياً للمشهد السياسي، ويحفز على المشاركة السياسية.
وأشار كذلك إلى أهمية المقترحات المتعلقة بتدبير الانتخابات والإشراف عليها، موضحاً أن الأمر لا يقتصر فقط على النصوص القانونية، لافتا إلى أن التدبير المادي والإجرائي والعملياتي لعملية الاقتراع، بما في ذلك مكاتب التصويت، يجب أن يكون في اتجاه تعزيز الشفافية وترسيخ الثقة.
وفي ما يخص اللوائح الانتخابية، اعتبر تاج أن المذكرة شددت على ضرورة معالجتها بشكل عميق يعكس حقيقة الهيئة الناخبة، مردفا بالقول “إن أي إصلاح لا يمكن أن يكتمل دون مراجعة دقيقة لهذه اللوائح، لضمان تمثيل واقعي ومنصف للمواطنين داخل العملية الانتخابية”.
وفي السياق، أعلن المكتب السياسي للحزب الثلاثاء 26 غشت 2025، عن عقد ندوة صحافية يوم الاثنين المقبل، الموافق لـ فاتح شتنبر 2025، بالمقر الوطني للحزب في الرباط، موضحا أنه سيتم خلال هذه الندوة تقديم تفاصيل المذكرة إلى الرأي العام.
وأكد بلاغ الحزب أن المذكرة تتوخى الإسهام في جعل الانتخابات المقبلة محطة وطنية ديمقراطية متميزة، مبرزا أن “مقترحات الحزب تصب في اتجاه تخليق الفضاء الانتخابي، وتحفيز المشاركة الواسعة، وتعزيز حضور النساء والشباب والكفاءات ومغاربة العالم، إلى جانب تطوير التقطيع الانتخابي وتحسين الآليات التنظيمية والتمويلية”.