طالبت بإسقاط التطبيع.. التضامن مع فلسطين حاضر في مسيرات “فاتح ماي”

بعد تصدّره مشهد الاحتجاج في الشارع المغربي لأكثر من سنة ونصف، لم يغب التضامن مع غزة في يوم العمال العالمي، حيث امتزجت المطالب النقابية والاجتماعية المعتادة بحضور قوي للقضية الفلسطينية، والتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكتوبر 2023.
في الدار البيضاء، شهدت فعاليات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مسيرة حاشدة، شاركت فيها كل من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS).
في هذا الصدد، قال سيون أسيدون، نائب المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن “فلسطين حاضرة دائماً مع العمال المغاربة في فاتح ماي، فهم دائماً يعبّرون عن تضامنهم مع العمال الفلسطينيين الذين يعانون من الاضطهاد العنصري”.
وأوضح أسيدون أن الجبهة المغربية تحيي عيد العمال هذا العام بالمشاركة في المسيرات النقابية التي تنظمها مجموعة من المركزيات، مثل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء، والاتحاد المغربي للشغل بالرباط.
وأشار إلى أن فاتح ماي لهذه السنة يتزامن مع ظرفية خاصة، تتعلق بما قام به عمال الموانئ من تصد لعبور “سفن الإبادة” من الموانئ المغربية. وأضاف: “ما فعله هؤلاء العمال عمل بالغ الأهمية، فقد وقفوا في وجه حدث يُهدد السيادة الوطنية والموقف الأخلاقي، ويُعاكس الإرادة الشعبية الرافضة للتطبيع”.
وأكد أن الخطر الحقيقي يتمثل في “تجاهل قرارات محكمة العدل الدولية، التي طالبت بوقف التعاون العسكري وفرض حظر على دولة الاحتلال وجيشها”.
وذكر أسيدون أن الجبهة المغربية شاركت في مسيرات متعددة بعدد من المدن، وليس فقط في الدار البيضاء، وذلك إما من خلال قيادة الهتافات بشعارات تضامنية مع القضية الفلسطينية، أو عبر نشر وتوزيع مناشير، وتعليق ملصقات تُندد بالتطبيع وتُعبّر عن التضامن.
وقد رفع المشاركون في المسيرة العمالية بالدار البيضاء، من شغيلة ونشطاء، الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات تُطالب بإسقاط التطبيع، وتُدين العدوان الإسرائيلي على غزة.
ولم تخلُ فعاليات مختلف المركزيات النقابية، بما فيها الكونفدرالية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والاتحاد المغربي للشغل، من استحضار للقضية الفلسطينية، إذ خُصّصت مظاهرات عيد العمال هذا العام لدعم غزة والمقاومة الفلسطينية، والتنديد بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقفها.
ومن أبرز الشعارات التي رُفعت في هذه المناسبة: “غزة رمز العزة”، و”يا مقاوم سير، نحو النصر والتحرير”، و”قدسنا في العيون”، و”الشهيد خلّى وصية، لا تنازل عن القضية”، و”الشعب يريد إسقاط التطبيع”.
كما حرص قادة النقابات على استحضار القضية الفلسطينية في كلماتهم بالمهرجانات العمالية. وفي هذا الصدد، قال خالد هوير العلمي، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل: “إنها لحظة مفصلية في ظل مشروع استعماري صهيوني يسابق الزمن لإتمام مخططاته، برعاية قوى الهيمنة، وبتواطؤ أنظمة اختارت الانبطاح بدلاً من الكرامة والمقاومة.”
وأعرب العلمي عن إدانته الشديدة للإبادة الجماعية، مؤكداً تضامن نقابته “المطلق واللامشروط مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة”، من أجل بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وشدد على رفض كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، محمّلاً المسؤولية الكاملة في استمرار حرب الإبادة “لكل من يشارك سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً في دعم هذا الكيان”.
واختتم بالقول إن “القضية الفلسطينية ليست فقط قضية شعب تحت الاحتلال، بل هي قضية تحرر إنساني، ومقاومة للاستعمار والتمييز والهيمنة، إنها قضية إنسانية كبرى”.