طالبتها بوقف حرب الإبادة والاعتذار.. سياسيون مغاربة يسلمون بريطانيا رسالة بمناسبة ذكرى “وعد بلفور”
تسلّمت السفارة البريطانية في الرباط رسالة من سياسيين وحقوقيين مغاربة، يتهمون فيها لندن بكونها “شريكة في جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني” بعد 107 سنوات على وعد بلفور، مطالبة إياها بوقف الحرب والاعتذار.
وقال أبو الشتاء مساعف عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إنهم دأبوا على تسليم رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني في الثاني من نونبر من كل سنة بمناسبة ذكرى وعد بلفور، موضحاً أن سبب تأخر تسليمها هذه السنة إلى الإثنين 4 نونبر 2024، هو تزامن الذكرى مع عطلة الأسبوع.
وأشار مساعف إلى أن هذه الرسالة، التي تسلّموا وصل إيداعها من السفارة، تأتي في سياق جرائم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، لتنبيهها إلى شراكتها ومسؤوليتها في هذه الحرب سواء من خلال الدعم العسكري أو المالي وللسياسي، فضلاً عن التصريحات العنصرية لمسؤوليها.
وطالبت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بريطانيا بالتوقف فوراً عن دعم الكيان الصهيوني في حرب الإبادة، والقيام بالدور المطلوب في المحافل الدولية والمؤسسات الأممية لوقفها ووقف العدوان على شعوب المنطقة”.
كما دعتها في الرسالة المواجهة “باسم الشعب المغربي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية تحررية” إلى الاعتراف بجريمتها والاعتذار من الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة مع ترتيب الآثار القانونية، والسياسية والمالية والدبلوماسية التي تؤدي لإلغاء هذا الوعد وإعلان عدم شرعيته، فضلاً عن تمكين الفلسطينيين من كامل حقوقهم في الحرية وتقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وجاء في نص الرسالة التي، وضعها مناهضو التطبيع بيد السفير البريطاني “ها قد مرت 107 سنوات على توقيع وزير خارجية بريطانيا، آرتر بلفور في 2 نونبر 1917 الوعد المشؤوم الذي شكل خطوة أساسية على طريق النكبة الفلسطينية، حيث تم اغتصاب فلسطين وتهجير اليهود من مختلف بقاع المعمور إليها”، فضلاً عن “تشكيل عصابات مسلحة وتدريبها وحمايتها”. وهو ما نتج عنه “تدمير المئات من المدن والقرى وارتكاب أفظع المجازر في حق سكانها وتهجير عشرات الآلاف من الأسر إلى غزة والضفة وبلدان الطوق ومختلف أنحاء العالم حيث يعيشون الغربة والمعاناة منذ 77 سنة”.
وأوضحت رسالة الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أن الشعب الفلسطين يعيش اليوم، منذ السابع من أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية ومحاولات للتهجير خاصة في قطاع غزة، “أدت إلى دمار شامل وواسع واستشهاد أزيد من 53 ألفاً من السكان 70 في المائة منهم من النساء والأطفال”، لافتة إلى أن الدمار “اتسع وتمدد ليشمل لبنان والعدوان على إيران وسوريا ويهدد اليمن”، ماينذر ب”حرب إقليمية خطيرة”.
وقالت الرسالة إن بريطانيا “تبقى شريكة في هذه الحرب الظالمة حيث تدعم الاحتلال بالسلاح والاستخبارات كما تخقف خلفها سياسياً وإعلامياً وغير ذلك من أشكال الدعم”، وهذا ضداً تضيف الرسالة على الاحتجاجات العارمة للشعب الإنجليزي ضد السياسات الاستعمارية المخزية”.
وذكرت أن وعد “بلفور المشؤوم”، كان “وبالا على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بأكملها وعلى السلام والأمن في العالم، وسيظل هو الوصف التاريخي القانوني للجريمة التاريخية التي ارتكبتها بريطانيا”، كما “سيبقى وصمة عار عليها أبد الدهر”. مشددة على أن الدول الاستعمارية التي سارت على ركب بريطانيا، وفي مقدمتها فرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية تتحمل كذلك “مسؤولية جرائم وعد بلفور ” و سايكس بيكو بتقسيم المنطقة، ونهب خيراتها وحرمان شعوبها من مقومات العيش الكريم وتنمية مستقلة في خدمة مصالحها وطموحاتها”.
وأكدت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع التي تضم عشرات الهيئات السياسية والحقوقية المغربية، بينها جماعة العدل والإحسان والحزب الاشتراكي الموحد والنهج الديمقراطي العمالي، أنها “آلت على نفسها التصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان العنصري المجرم الذي خططت دولة بريطانيا لزرعه كالسرطان وسط شعوب المنطقة”.