story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

طارق وجمال.. والآخرون

ص ص

حتى وجود مدربين مغربيين في نهائي دورة كروية قوية ومثيرة تتبناها الفيفا، لم يعد يشكل مفاجأة لنا في المغرب، والفترة الزاهية التي تسبح في نتائجها المنتخبات الوطنية، جعلت الكثيرين منا منذ انطلاق البطولة، يتوقعون وصول المنتخب الرديف بقيادة طارق السكيتيوي، و”منتخبنا بالتبني” الأردن بتدبير جمال السلامي.

كانت “غزوة” كروية مغربية شهدتها عاصمة الدوحة قطر، شاهدنا فيها كيف استطاع منتخبنا أن يهزم بالثلاثة منتخبا إماراتيا لم يفلح مجنسوه في إبطال التدبير التكتيكي الرائع لطارق السكيتيوي، ولا عرفوا كيف يقاومون شحنة المعنويات المرتفعة للاعبين المغاربة، وفعاليتهم في حسم المباراة.

ثم جاءت مباراة نصف النهائي الثاني، لنشاهد امتدادنا المغربي في منتخب “النشامى” ، وربانه جمال السلامي رفقة باقي الأطر المغربية التي تصنع تحولا تاريخيا لكرة القدم الأردنية خلال هذه السنوات .

السلامي هزم صديقه وأستاذه السابق هيرفي رونار ، وبشكل تكتيكي ذكي وقف خلاله السعوديون عاجزين أمام منتخب ٍ إشتغل المغاربة على تطويره تقنيا بشكل هائل منذ فترة الحسين عموتة.. أغلبية الأردنيين مدينون للمغرب وللأطر الكروية المغربية بهذا التطور الذي أوصلهم لنهائي كأسي آسيا والعرب، وبلغوا به نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخهم، باستثناء بعض الذين في قلوبهم مرض الجحود، ورغم كل هذه المنجزات ، لازالوا يعتبرون الحسين عموتة وجمال السلامي مدربين محدودين تقنيا ويرجعون تألق “النشامى” حاليا إلى العمل الذي أنجزه المدرب العراقي عدنان حمد !!

ما ينجزه مدربان مغربيان وُلدا وكبِرا ودرسا ومارسا اللعب والتدريب في المغرب، وأيضا أغلب لاعبي المنتخب الرديف الذين هم نتاج أحياء ودروب وقرى هذا الوطن، هو دليل إضافي يضرب تلك الفكرة الجاهزة حول تألق المنتخبات الوطنية ، والذي يرجعون الفضل الأول والأخير فيه لمنتوج الأكاديميات الأوربية، وأيضا للمدربين ذوي تكوين أجنبي.

الورش الكروي الداخلي يطرح نفسه بإلحاح اليوم، أمام نصيب المنتوج المحلي في إنجازات المنتخبات الوطنية، ولا شيء يحسم هذا الأمر غير الذهاب إلى منظومة تكوين احترافية، تصنع المستقبل لالاف المواهب ، وتنفع البلاد والعباد.