story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

ضيوف “من الرباط”: ركود سياسي وأزمة ثقة يعيقان المسار الديمقراطي بالمغرب

ص ص

سلط برنامج “من الرباط”، الذي يبث على منصات “صوت المغرب”، الضوء على وضعية المشهد السياسي بالمغرب في ظل ما يعتبره كثيرون حالة “ركود وتراجع” في الأداء الديمقراطي والمؤسساتي، حيث قدّم ضيوف البرنامج قراءاتهم المتقاطعة لواقع السياسة المغربية، بين انتقادات موجهة للحكومة والبرلمان، وتساؤلات حول جدوى النموذج الديمقراطي الحالي، وصولا إلى ملاحظات حول غياب النخب وضعف الثقة بين المواطن والمؤسسات.

من جهته اعتبر الباحث في العلوم السياسية عز العرب حلمي أن المغرب يعيش اليوم “ركودا سياسيا واضحا”، وصفه بـ”الرداءة”، سواء على مستوى النقاش العمومي أو حصيلة الأداء الحكومي.

 وأشار إلى أن البرلمان نفسه يواجه معضلة “ضعف الحضور”، سواء من جانب الوزراء أو البرلمانيين، “مما يفقد المؤسسة دورها في خلق النقاش السياسي الحقيقي”، موضحا أن “تناقضات الأغلبية الحكومية وغياب الانسجام يضعفان أكثر هذا المسار، وهو الأمر الذي ظهر بشكل جلي في قضية إلغاء قرار الدراجات”.

وفي ما يخص نزاهة الانتخابات، توقف حلمي عند خطاب العرش الأخير وتصريحات وزير الداخلية، التي شددت على أن الاستحقاقات المقبلة ستكون نزيهة، معتبرا أن هذا يحمل ضمنيا اعترافا بأن “التجارب السابقة لم تكن على هذا المستوى”.

كما أكد المتحدث، أن المغرب لم يعش بعد تجربة ديمقراطية حقيقية منذ الاستقلال، إذ ظل الانتقال الديمقراطي شعارا أكثر منه ممارسة، بينما تواصلت ممارسات أضعفت الأحزاب وكرّست هيمنة وزارة الداخلية على حساب المنتخبين، مستدركا أن الحفاظ على “الحد الأدنى” من التجربة يبقى ضروريا لتطويرها تدريجيا من خلال تشجيع الشباب على الترشح و ممارسة العمل السياسي.

من جهته، طرح الصحافي عبد الله الترابي إشكالية تتعلق بالفلسفة السياسية للنظام، متسائلا عما “إذا كانت الديمقراطية التمثيلية بصيغتها الحالية ما تزال صالحة للمغاربة”.

 وأوضح الترابي أنه رغم انتمائه إلى التيار الليبرالي الديمقراطي، إلا أنه بات “كافرا” بالديمقراطية كما تمارس في المغرب اليوم، “نظرا لما يعتريها من فساد انتخابي وعجز مؤسساتي وغياب الكفاءات”.

 وأشار إلى أن نسب المشاركة المتدنية في المدن الكبرى تكشف عن “أزمة شرعية”، إذ يمكن أن “يصعد مرشح مدينة كبرى بخمسة آلاف صوت فقط، في حين أن أغلبية المواطنين لا يعرفون حتى أسماء مسؤوليهم المحليين”، وهو ما يعمّق، حسب قوله، “شعور العزوف ويفتح النقاش حول بدائل ممكنة لنظام التمثيل السياسي الراهن”.

أما رئيس المعهد المغربي لتحليل السياسات، محمد مصباح، فاعتبر أن المجتمع المغربي يعيش بمنطق “قيم البقاء”، حيث “يكفي توفير الحد الأدنى من الخدمات والعيش حتى يقبل المواطن بالوضع القائم”.

و يرى مصباح أن  الطموحات مثل الديمقراطية وتحقيق الذات “تبقى مؤجلة أو ثانوية في سلم الأولويات”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “غياب النخب، وضعف التواصل الحكومي، وحتى غياب الحضور الرمزي لشخصيات وزارية وبرلمانية في الوعي العام، كلها عوامل تعمق أزمة الثقة وتزيد من حالة الركود السياسي”.

*أكرم القصطلني_ صحافي متدرب

لمشاهدة الحلقة كاملة المرجو الضغط على الرابط