صفعة “طوب” تكشف طبيعة التوافق الهش بين الاستقلاليين
بعد سنتين من التأخير على عقد المؤتمر الوطني الـ 18، لحزب الاستقلال بسبب الصراعات الداخلية التي تعود إلى ما سمى بخلوة الهرهورة، ارتأى الاستقلاليون قبل ايام قليلة إلى ضرورة عقد مؤتمرهم الوطني آواخر أبريل المقبل على أن تنظم دورة المجلس الوطني في 02 مارس الجاري، بعد بلاغ صدر عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب أعلنت فيه أن الاستقلاليين تجاوزوا خلافاتهم واتفقوا على مرشح وحيد ومتجهون نحو المؤتمر الوطني دون انقسامات.
لكن ما حدث من صفع وسب وركل في جلسة الإعلان عن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالمجلس الوطني الذي نظم نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة بوزنيقة يكشف أن التوافق الذي تحدث عنه الاستقلاليون في بلاغ اللجنة التنفيذية لم يتجاوز جدران القاعة التي احتضنت اجتماع التوقيع على البلاغ.
صفعة على الخد أمام الملأ في محطة أرادها الاستقلاليون أن تكون عرسا ديمقراطيا كانت كافية للكشف عن حجم الاختلاف الذي لا زال ممتدا بين أجنحة الحزب، وأن بلاغ ال 25 من فبراير الماضي لا يمكنه أن يمحو فجوة الانقسام بين الاستقلاليين المستمرة منذ سنتين.
وفي خلفية ما جرى أوضح يوسف أبطوي عضو اللجنة التنفيذية الذي قام بتوجيه الصفعة للنائب البرلماني منصف طوب إنه بالرغم من التوافق الذي أعلن عنه بلاغ اللجنة التنفيذية الذي صدر في الـ 25 فبراير 2024، إلا أن دورة المجلس الوطني للحزب كانت تعيش أجواء مشحونة في الكواليس تعكس حدة الخلاف بين عدد من الأعضاء.
وقال عضو اللجنة التنفيذية، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” إنه، “خلال تقديم الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة لعبد الجبار الراشدي، المرشح المتوافق عليه لرئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر للحزب، ظهر مرشح ثاني بشكل مفاجئ، ويتعلق الأمر بأشرف أبرون، وهو ما خلق مشاحنات ووتر الأجواء داخل القاعة، بعدما تمسك الأخير بحقه في الترشح ومنافسة الراشدي على رئاسة اللجنة.
وأضاف أبطوي أنه تفاجأ بمنصف الطوب يسب أشرف أبرون، وقال إنه تدخل لتهدئته، غير أن البرلماني الطوب هاجمه بألفاظ قال إنها “نابية” وتحمل كلاما قدحيا في حق والدته “فكانت ردة الفعل اللإرادية”.
وحاولنا التواصل مع النائب البرلماني وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الميزان منصف طوب لأخذ رأيه في الموضوع وتعليقه على كلام زميله في الحزب يوسف أبطوي، إلا أن هاتفه كان غير مشغل.
وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال قد قررت أمس توقيف كل من أشرف أبرون ويوسف أبطوي، بسبب حادثة الصفع، التي اعتبرتها “سلوكا غير مقبول”.
من جانبه، أعرب الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية عن “تضامنه المطلق واللامشروط لجميع أعضائه بدون استثناء مع عضو الفريق منصف الطوب، الذي تعرض لاعتداء من طرف يوسف أبطوي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال يوم السبت، خلال انعقاد دورة المجلس الوطني للحزب، مطالبين بتجميد عضويته”.
واعتبر بلاغ الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية أن منصف الطوب عبر “أثناء هذا الحدث النشاز والمؤسف عن روح وأخلاق عالية خدمة للمصلحة العامة للحزب بالرغم من قسوة الاعتداء الشنيع والغريب عن أخلاق وقيم حزب الاستقلال”.