صراع البقاء والمقاعد القارية يشعل الجولة 27 من البطولة الاحترافية

تتجه أنظار عشاق الكرة الوطنية، مساء الأربعاء 23 أبريل 2025، إلى ملاعب المملكة التي تحتضن مباريات الجولة السابعة والعشرين من البطولة الاحترافية “إنوي”، في توقيت موحد (الثامنة مساءً)، وسط أجواء ضاغطة ومصيرية للعديد من الأندية الباحثة إما عن موطئ قدم في المسابقات القارية أو طوق نجاة يبعدها عن جحيم النزول.

في قراءة فنية خص بها صحيفة “صوت المغرب”،اعتبر الإطار الوطني عبد الرحيم طاليب، أن الجولة الجارية تحمل بين طياتها الكثير من المفاتيح التي قد ترسم ملامح نهاية الموسم، موضحًا: “نحن أمام واحدة من أكثر الجولات حساسية، حيث تُصارع أندية من أجل البقاء وأخرى تطمح إلى حجز بطاقة خارجية، وفي كلا الحالتين، الهامش ضيّق، والخطأ ممنوع”.

وسيكون الوداد الرياضي على موعد مع نزال محفوف بالمخاطر أمام أولمبيك آسفي، بملعب المسيرة، في مواجهة وصفها طاليب بـ”الاختبار الحقيقي” للفريق الأحمر، مضيفًا: “رغم أن الوداد يسعى للتقدم في جدول الترتيب، فإن أولمبيك آسفي، الذي عاش بداية موسم صعبة، عاد تدريجياً إلى الواجهة ويُجيد خلق المتاعب للمنافسين، حتى في أسوأ أحواله”.

وعن المباراة المرتقبة بين الجيش الملكي وشباب السوالم بالقنيطرة، يرى طاليب أن فريق السوالم “يلعب آخر أوراقه في معركة البقاء”، مشددًا على أن تعثره قد يفتح الباب أمام المغرب التطواني للتقدم، مما يضاعف حجم الضغط عليه.

وأردف: “منذ رحيل المدرب رضوان الحيمر، يعيش السوالم حالة من التيه التقني والتراجع الذهني، ويبدو أن الفريق لم يتعاف بعد من الصدمة”.

وفي ما يخص مباراة الرجاء الرياضي وحسنية أكادير المرتقبة على أرضية مركب محمد الخامس، فقد اعتبر طاليب أن المواجهة ستكون “مفتوحة على كل الاحتمالات”، بالنظر إلى تباين أهداف الفريقين، موضحًا: “الرجاء يسعى إلى تعزيز موقعه في سبورة الترتيب، فيما تحاول الحسنية استغلال وضعية شباب السوالم المقلقة، والاقتراب من منطقة الأمان”.

وتابع: “الفريق السوسي يعرف أن أي نتيجة إيجابية في هذه الجولة قد تكون بمثابة طوق نجاة، خصوصًا أنه يواجه فريقًا مطالب بدوره بتحقيق الفوز، ما يجعل اللقاء حامي الوطيس”.

“كل المباريات في هذه الجولة حاسمة، وستكشف لنا معالم الصراع النهائي سواء على مستوى القمة أو أسفل الترتيب. لا مجال للتعثر، وكل نقطة ستكون بحساب”. -عبد الرحيم طاليب

وفي طنجة، ستكون الأضواء مسلطة على الفريق المحلي في مواجهته لاتحاد تواركة، حيث أشار طاليب إلى أن اتحاد طنجة “بدأ الموسم بطريقة أكثر من رائعة، ما جعل الأنظار تتجه نحوه كمنافس محتمل على المراكز المتقدمة”، لكنه استدرك قائلًا: “منذ مرحلة الإياب، تغيّرت الأمور، وتراجعت النتائج، وكانت الهزيمة أمام المغرب التطواني في ديربي الشمال ناقوس خطر واضح”.

وأضاف: “عُقدت اجتماعات مصغّرة بين المكتب والإدارة التقنية في محاولة لفهم أسباب التراجع، وهو ما يعكس وجود أزمة داخلية تؤثر على تركيز اللاعبين. على الفريق أن يتجاوز الضغوط، ويركز على المباريات المتبقية لإنهاء الموسم بصورة تليق بجماهيره وتاريخه”.

كما ستشهد الجولة مواجهات قوية بين فرق وسط الترتيب، حيث يستقبل شباب المحمدية ضيفه النادي المكناسي، فيما يلتقي نهضة الزمامرة بالمغرب الفاسي، ويصطدم الفتح الرباطي بالمغرب التطواني.

أما مباراة نهضة بركان والدفاع الحسني الجديدي، فقد تم تأجيلها إلى موعد لاحق، بسبب التزام الفريق البركاني بمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، في خطوة تمنح الفريق فرصة للتركيز على رهاناته القارية.