story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

صدارة وعبور إلى الأهم

ص ص

في غياب وليد الرݣراݣي عن كرسي الإحتياط بسبب عقوبة التوقيف الصادرة في حقه من طرف لجنة التأديب التابعة للإتحاد الإفريقي، والذي كان لموقع “صوت المغرب” سبْق الإنفراد بنشره أول أمس، دخل المنتخب الوطني المغربي مباراته الثالثة في دور المجموعات أمام منتخب زامبيا، وكان الهدف هو المرور متصدرا، وقد تحقق ذلك بسبع نقاط، وبإدارة تبقى جيدة في مجملها للمباريات الثلاث، بالنظر إلى طبيعة الدور الأول الذي يبقى الأهم فيه هو تجاوزه بأقل المجهودات والإصابات والبطائق الصفراء والحمراء.

مواجهة زامبيا في خلاصاتها العامة شاهدنا فيها تحسنا نسبيا لأداء الفريق الوطني مقارنة مع مباراة الكونغو الديموقراطية، من حيث التحكم في الإيقاع، وفرض أسلوب اللعب، والتعامل بسرعة مع متغيرات المباراة.

تشكيلة المدرب المساعد رشيد بنمحمود لعبت شوطا أولا جيدا، وامتلكت الكرة ومارست ضغطا هجوميا على الخصم من الأطراف والوسط، حيث نشطت الجهة اليمنى كالعادة بمثلث حكيمي، أوناحي، زياش، والجهة اليسرى عن طريق بوفال-الصيباري-عطية الله، وأفلحت العناصر الوطنية في الوصول عدة مرات إلى منطقة جزاء زامبيا عن طريق الإختراقات والكرات القصيرة، لكن المشكل الذي تكرر أيضا في هذه المباراة، هي عدم الفعالية في تحويل الهجمات إلى أهداف، وعدم استغلال الفرص العديدة التي كانت تنقصها اللمسة الأخيرة، وأيضا الإفراط في الإحتفاط بالكرة والبحث عن المراوغة في وقت غير مناسب.

الآداء الدفاعي كان جيدا بعودة عطية الله إلى الجهة اليسرى، وإشراك يونس عبد الحميد بجوار نايف أكرد، حيث شاهدنا تناغما في أدوار الرقابة، وإغلاق المنافذ أمام مهاجمي منتخب زامبيا، وتفوقا في النزالات الثنائية، وإجبار مهاجمي الخصم على التسديدات البعيدة، رغم بعض السهو في كرات قليلة لعبت وراء ظهر متوسطي الدفاع، كانت تعرف تغطية من الحارس ياسين بونو بخرجات موفقة.

التحكم في الإيقاع العام للمباراة تفوق فيه المنتخب الوطني إلى حد بعيد، حيث شاهدنا في كثير من مراحلها أن كتلة لاعبي المنتخب الوطني تتحرك وفق تخطيط مسبق، من حيث ممارسة الهجوم الضاغط، أو التراجع إلى الخلف لمحاولة جر الخصم الزامبي إلى نصف ملعب المنتخب الوطني، واللعب على الكرات المرتدة لإستغلال المساحات الفارغة التي كان يتركها الزامبيون بعد صعودهم، لكن هذا التنويع في الصعود والتراجع كان يعرف أحيانا بعض الخلل، ويترك تباعدا بين وسط الميدان والدفاع، الشيء الذي كان يستغله الخصم في لعب كرات خلف أمرابط والبقاء بشكل مباشر مع نايف أݣرد ويونس عبد الحميد في بعض الفترات، وهو ما دفع الطاقم التقني إلى تعزيز وسط الميدان الدفاعي بإدخال أمير ريتشاردسون بجوار أمرابط.

على العموم فالمنتخب الوطني دبر مباريات الدور الأول بنجاح كبير، وعرف كيف ينهيه متصدرا، ويُدخل أكبر عدد من لاعبيه في أجواء المنافسة، ويقتصد في مخزونهم البدني، وينظف حصيلة الأوراق الصفراء، وبدون أعطاب صحية باستثناء الإصابة التي نتمناها ان تكون خفيفة على حكيم زياش.

لكن الملاحظة الكبيرة البادية للعيان التي تقلق الجمهور المغربي في آداء الفريق الوطني ، والتي سيكون لها أهميتها في أدوار خروج المغلوب، هي عدم فعالية خط الهجوم، الذي يضيع الكثير من فرص التسجيل برعونة كبيرة ، حيث في المباريات الثلاث التي خاضها الفريق الوطني، كان بإمكانه أن يحسمها بشكل مبكر، ويلعب بقية الدقائق بأريحية أفضل، وهذه الفرص السانحة للتسجيل تبدأ في التناقص الآن مع أدوار خروج المغلوب، ومن المفروض استغلال أنصافها في التسجيل، لأن المباريات الحاسمة يفوز بها المنتخب الأكثر واقعية، والأكثر ذكاءً في الوصول إلى المرمى.

المنتخب الوطني مر الآن إلى الأصعب والأهم، ولديه الآن ستة أيام للإستعداد الجيد لمباراة دور الثمن أمام جنوب إفريقيا يوم الثلاثاء المقبل، ونتمنى مزيدا من التركيز على الهدف من المشاركة، وإغلاق المنافذ أمام كل ما قد يشتت أذهان اللاعبين والطاقم التقني عن الطريق نحو اللقب في هذه الدورة التاريخية المشوقة.