story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

شوقي: تصرف نتنياهو سلوك أرعن من كيان شب على الخيانة وشاب على الغدر والتملص من التزاماته

ص ص

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حوار له يوم أمس الخميس 30 ماي 2024، بإحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية، عن توقيعه لاتفاقيات “السلام” مع عدد من الدول العربية ومن بينها المغرب، في إشارة إلى اتفاق التطبيع الثلاثي الذي وقعته كل من المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، يقضي بتطبيع العلاقات بين المغرب ودولة الاحتلال مقابل اعتراف هذه الأخيرة بسيادة المغرب على صحرائه.

وكان يحمل بين يديه، وهو يتحدث عن اتفاقيات “السلام” في المنطقة العربية، خريطة العالم العربي، وتظهر من خلالها خريطة المغرب مبتورة من أقاليمها الجنوبية، وهو الأمر الذي يعكس حجم الابتزاز الذي تمارسه دولة الاحتلال، بسبب المواقف الرسمية والشعبية المتوالية للمملكة المغربية في إدانة واستنكار الجرائم الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة.

وفي تعليقه على هذا السلوك الاستفزازي، يقول رئيس مركز أوميغا للأبحاث الاقتصادية والجيوسياسية سمير شوقي، “لا يفاجئني أي سلوك أرعن من هذا الكيان الذي شب على الخيانة وشاب على الغدر والتملص من التزاماته إزاء الدول الشريكة والمجتمع الدولي”.

وأضاف شوقي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن إسرائيل كانت ولا زالت دولة مارقة لا تعترف بالمواثيق الدولية وتدوس على قرارات مجلس الأمن الملزمة وذلك منذ ستة عقود، وقد رأينا كيف مزق ممثل هذا الكيان ميثاق الأمم المتحدة من داخل مقر هذه الهيئة الأممية في غياب تام لأي شكل من الزجر وفي اختبار مهين لكل أعضاء الجمعية العامة”.

ومنذ بداية الحرب الإجرامية لدولة الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، لم يتوقف الشارع المغربي والديبلوماسية الرسمية للمملكة عن إدانة وشجب حرب الإبادة والتهجير القسري الذي يمارس جيش الاحتلال في حق الفلسطينيين بالقطاع المحاصر، فضلا عن المطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط وإسقاط التطبيع.

وفي هذا الصدد يقول رئيس مركز أوميغا للأبحاث الاقتصادية والجيوسياسية، “إن الحكومة المتطرفة التي تقود الكيان الصهيوني مثال حي للأنظمة التي يجب أن تكون منبوذة في العالم وأن تُحشر في الزاوية ولا تستفيد من أي فجوة تنفث من خلالها سمومها بما في ذلك التطبيع معها ولا يجب منحها جرعة تنفس بأي شكل من الأشكال”.

وأوضح سمير شوقي، أن ما أقدم عليه رئيس الكيان الصهيوني في حادثة الخريطة، “عمل استفزازي مقصود منه ابتزاز المملكة جراء مواقفها المشرفة في الحرب على غزة”.

ومباشرة بعد موجة الاستنكار الواسع التي واجهت سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية الإسرائيلية حسن كعيبة، في منشور له على موقع “إكس”، إنه “بسبب خطأ غير مقصود” استعمل نتنياهو خريطة تظهر فيها خريطة المغرب مبتورة عن صحرائها، مقدما اعتذاره للمغاربة ملكا وحكومة وشعبا، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ذلك.

“وإذا كان شبه الاعتذار الذي أقدم عليه لا تنطلي نواياه على أحد، فإن هذا الكيان الغاصب نجح في فرط عقد ما تبقى من مطبعين بيننا، لأنه فضح خبثه بنفسه”، يقول رئيس مركز أوميغا للأبحاث الاقتصادية والجيوسياسية سمير شوقي.

هذا التصرف الاستفزازي لرئيس الوزراء الإسرائيلي ليس جديدا ولا الأول من نوعه، على الرغم من تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل منذ ما يقرب من 4 سنوات، بحيث سبق لنتنياهو أن أقدم على نفس الفعل في أكتوبر الماضي، عندما استقبل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حيث وضع وراءه صورة، تظهر من خلالها خريطة المغرب مبتورة من أقاليمها الجنوبية.

وقد حاولت الخارجية الإسرائيلية، حينها تبرير الواقعة التي أثارت سخط المغاربة، عندما قالت في تصريحات صحافية “إن إسرائيل تعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وأن موقف نتنياهو لا يقبل الشك”.

ومن شأن هذا التصرف الابتزازي المتكرر لنتنياهو بخصوص الوحدة الترابية للمملكة أن يفتح باب إنهاء العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل وإسقاط التطبيع بشكل رسمي بين البلدين بعدما سقط شعبيا بفعل المسيرات الشعبية، شبه اليومية بعدد من المدن المغربية، المطالبة بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.