شماعو: القانون الجنائي أصبح أداة لتخويف الصحفيين
قال محمد شماعو، محامي بهيئة الرباط، إن “القانون الجنائي أصبح يُستخدم لتخويف وقمع الصحافيين، حيث يُتابع العديد منهم في قضايا تتعلق بحرية الرأي والتعبير عبر هذا القانون بدلاً من مدونة الصحافة والنشر”.
حيث أكد شماعو خلال مداخلته بندوة حول” أسئلة حرية التعبير في مغرب اليوم “، الثلاثاء 10 دجنبر 2024، أن المسؤولين يحاولون الابتعاد عن مدونة الصحافة والنشر، لأنها تضمن للصحفي حسن النية، كما تتيح له حق إثبات صحة ما نشره، مشيرا إلى أن “هذا ما يتهرب منه المسؤولون باستخدام القانون الجنائي”.
وفي نفس السياق، أشار شماعو إلى أن “السبب وراء هذا التضييق على الحريات والتراجع الذي تعرفه حرية التعبير بالمغرب راجع أساسا إلى عدم تقبل المسؤولين للنقد وغياب الإيمان الكافي لديهم بأهمية العمل الصحفي كأداة للنقد والمتابعة”.
وفي هذا الصدد، أبرز المتحدث ذاته أن “هذا التوجه الذي ينهجه المسؤولين في الوقت الحالي مرتبط أساسا بخطة تدجين الإعلام، وخلق إعلام مشبوه يشوه صورة الإعلام المستقل”، مشددا على أن المصيبة الأكبر من ذلك، هي “توظيف القضاء في كل ذلك”.
وفي هذا السياق، شدد شماعو على أن “كل القضايا التي يتابع فيها الصحفيون اليوم لا تمت بصلة للقانون ولا لحقوق الإنسان”، مؤكدا في هذا السياق على أن حماية حرية الرأي والتعبير حق يجب حفظه والدفاع عنه، وأنه يجب أن تكون هناك حماية خاصة للصحفي من كل التهديدات بما فيها الضغط الذي يتعرض له نتيجة التعبير عن رأيه.
حيث ذكر أن هذا التهديد “الخطير” لحرية التعبير في المغرب، يؤكد على أنه “لم يتم بذل أي مجهود في مجال صون حرية التعبير، بل على العكس من ذلك، تم التراجع على العديد من المكتسبات التي جاء بها دستور 2011 في مجال حفظ وحماية الحقوق والحريات”.
وفي سياق متصل، أبرز المحامي شماعو أن دعم قطاع الصحافة يعد أيضا عنصرًا أساسيًا في تعزيز الديمقراطية في المجتمع، حيث يجب أن يكون موجهًا لدعم الصحافة المستقلة والتعددية الإعلامية، من أجل صون حرية الرأي والتعبير، وحماية الصحافيين من كل التهديدات التي تحيط بهم في هذا الإطار.
