story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

سوسيولوجي: “المواعدة العمياء” مساحة خارج الرقابة الاجتماعية

ص ص

أحدث فيديو “المواعدة العمياء”، الذي يحاكي أحد البرامج التلفزيونية الأمريكية، ضجة كبيرة بعد بثه على شبكات التواصل الاجتماعي، كونه يروج لثقافة، اعتبرتها فئة عريضة من المغاربة، دخيلة على أعراف وعادات الشعب المغربي، إلى درجة أنها “تهدد قيم المجتمع وتخدش الحياء العام”.

وبالمقابل ترى فئة أخرى أن هذه الضجة لم تكن “تستحق كل هذا الحيز الكبير من النقاش والاهتمام من طرف الرأي العام”، معتبرة ذلك يدخل في إطار “الحرية الرأي والتعبير”.

الرقابة الاجتماعية

وفي هذا الصدد يرى الباحث في علم الاجتماع زكرياء أكضيض أن “المجتمعات الذكورية يميل أفرادها إلى إنتاج حدود صارمة بين عالم الرجال و عالم النساء، ما يجعل أي مساحة تجمع العالمين تقع في خانة المحضورات”.

وتستثنى من هذه المحظورات، وفق أكضيض “المساحات المسموح بها اجتماعيا؛ كالأعراس والمحافل والمناسبات العائلية ومجالات الدراسة والعمل”، معتبرا أن فئة الشباب في المجتمع المغربي تظل من الفئات الذي لديها قابلية للتمرد على ما يرغب فيه الوعي الجمعي”.

هذا، وأوضح المتحدث ذاته أن الشباب بشكل عام يميل إلى إنتاج مساحات مادية ورقمية خارج الرقابة الاجتماعية من أجل الالتقاء والتعارف بين الجنسين، “ويشكل برنامج ” المواعدة العمياء” أو ما يصطلح عليه باللغة الإنجليزية بـ”blind dating”؛ نموذجا من أنماط المساحات التي تتحرك خارج الرقابة الاجتماعية”، وفق قراءة الباحث في علم الاجتماع.

ويخلص الباحث السوسيولوجي إلى أنه “رغم إدانة الوعي الجمعي المغربي لهذه الممارسات، إلا أنه من الصعب التحكم فيها لأنها متجذرة منذ القدم؛ غير أنها تعيد إنتاج نفسها في كل مرة على شاكلة صيغ تتناسب مع كل سياق اجتماعي”.

المس بالأخلاق العامة

وبعد الجدل وموجة الاستنكار التي عمت مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما اعتبر إخلالا بالحياء العام، أعلنت السلطات الأمنية عن فتح تحقيق في شبهة “المساس بالأخلاق العامة والتحريض على الإخلال العلني بالحياء بواسطة الأنظمة المعلوماتية”، وذلك على إثر تداول شريط فيديو تظهر فيه فتاة بصدد محاكاة برنامج أجنبي على شبكات التواصل الاجتماعي.

ووفق ما أكده مصدر أمني، فإن اليقظة المعلوماتية للأمن الوطني كانت قد رصدت مؤخرا تداول شريط الفيديو المنشور على اليوتيوب، وقامت بمعاينة وجرد الأفعال المنشورة، وبادرت بإحالتها على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وذلك من أجل البحث فيها تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

ويحرص البحث القضائي حاليا، وفق المصدر ذاته، على التحقق من مدى احتواء الشريط المذكور على عناصر تأسيسية مادية ومعنوية لجرائم يعاقب عليها القانون المغربي، وذلك من أجل تحديد المسؤوليات القانونية اللازمة.

تشابه في الأسماء

في السياق، خرجت مؤسسة “هبة” لتطوير وإشعاع الفنون بكافة أشكالها، ببيان اليوم الاثنين 15 أبريل 2024 توضح فيه ما اعتبرته “سوء الفهم المتعلق ببرنامج “كواليس” الذي تنتجه بشراكة مع الاتحاد الأوروربي؛ وذلك بعدما وجدت المؤسسة نفسها في قلب زوبعة من الانتقاد والاستهجان بسبب الخلط الذي وقع بين اسم البرنامج الذي تنتجه مع الاتحاد الأوروبي وإسم القناة الالكترونية التي نشرت فيديو “المواعدة العمياء”، مبرزة أن الأمر يتعلق فقط “بتشابه الأسماء” ولا تبرطها أية علاقة مع ذلك المحتوى.

وتوعدت مؤسسة “هبة” التي أنشئت بمبادرة ملكية سنة 2006، بهدف “تطوير وإشعاع الفنون بكافة أشكالها”، بحماية سلامة مشروعها من نشر أي معلومات خاطئة حوله، موردة أنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة ضد أي شخص أو جهة مستمرة في هذه الإدعاءات التي تضر بسمعتها وسمعة شركائها”.