سوريا.. نهاية حقبة بشار الأسد الدموية

شهدت سوريا صباح الأحد 8 دجنبر 2024، تحولا تاريخيا بإعلان سقوط نظام بشار الأسد بعد حقبة دموية بدأت في 2011، وعقود من حكم عائلة الأسد. وتبدأ اليوم سوريا، التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد منذ عام 1971، صفحة جديدة من تاريخها.
وبينما يحتفل البعض بسقوط النظام، يبقى مستقبل البلاد رهينا بقدرة السوريين على تحويل هذا الانتصار العسكري إلى سلام واستقرار دائمين.
مصادر متطابقة أعلنت غادر الرئيس السوري بشار الأسد العاصمة دمشق في أعقاب تقدّم مفاجئ وسريع لقوات المعارضة المسلحة، التي سيطرت على معظم المناطق المحيطة بالعاصمة وأعلنت عن “بداية عهد جديد” للبلاد.
في أول إعلان “رسمي”، خرج رئيس الوزراء السوري، محمد غازي الجلالي، بتصريح مصوّر ومسجّل في منزله في العاصمة السورية، أعلن فيه استعداد حكومته للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب السوري.
وتعهّد الجلالي بنقل السلطات الحكومية بشكل سلس ومنهجي، مؤكدا أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة باعتبارها “ملكا لجميع السوريين”.
جاء هذا الموقف اللافت من أحد رموز النظام السابق بعد ساعات من تقارير أفادت بمغادرة الأسد العاصمة إلى وجهة مجهولة، حيث تم رصد توجّه طائرته نحو شمال غرب سوريا قبل أن تختفي من مجال ملاحظة التطبيقات المتخصصة في رصد الملاحة الجوية.
وحسب تصريحات الفصائل المسلحة المعارضة، فإن دمشق أصبحت “حرة من نظام الأسد”، وتمثل السيطرة على العاصمة ذروة عملية عسكرية أُطلق عليها “ردع العدوان”، بدأت قبل بضعة أيام، وأسفرت عن انهيار مفاجئ للنظام.
وكانت السيطرة على حمص، المدينة المركزية في البلاد، نقطة التحوّل الحاسمة التي فتحت الطريق نحو دمشق، حيث انسحبت قوات الجيش السوري من مواقعها الرئيسية تاركة فراغا أمنيا كبيرا.
وأعلنت المعارضة السورية نهاية “50 عاما من القهر تحت حكم البعث و13 عاما من الطغيان والتهجير”. كما تعهدت المعارضة بإقامة سوريا جديدة، يسود فيها العدل والسلام، مؤكدة أن هذا النصر يمثّل لحظة تاريخية ينتظرها ملايين السوريين في الداخل والخارج.
وأفادت تقارير إعلامية أن القوات الحكومية انسحبت من عدة مواقع استراتيجية، بما في ذلك مطار دمشق ومواقع عسكرية رئيسية في حمص.
وكشفت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية أن الرئيس بشار الأسد لم يظهر علنًا منذ أيام، مشيرة إلى أن حلفاءه الإقليميين، مثل إيران وحزب الله وروسيا، قلّصوا دعمهم للنظام، مما ساهم في تسريع انهياره.
عائلة الأسد التي حكمت سوريا منذ عام 1971 تركت إرثًا من القمع والاستبداد. وتولى بشار السلطة في عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد، وبدأ عهده بوعود إصلاحية سرعان ما تبخرت.
وأدت سياسات بشار الأسد القمعية، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011، إلى تدمير البلاد وتشريد الملايين. تسببت الحرب في مقتل مئات الآلاف من المدنيين، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وتدمير البنية التحتية للبلاد.