سفير إسرائيلي سابق يدعو ماكرون لفرض عقوبات على دولة الاحتلال

دعا السفير الإسرائيلي السابق لدى فرنسا، إيلي بارنافي، والمؤرخ الفرنسي فانسان لومير، الثلاثاء 5 غشت 2025، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى فرض عقوبات فورية على إسرائيل، مؤكدين أن “الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ومعاناة الرهائن الإسرائيليين، تقتضي تحركًا عاجلًا وملموسًا”.
وفي مقال مشترك نُشر على صفحات صحيفة لوموند الفرنسية، توجه الكاتبان إلى ماكرون بالقول: “سيادة الرئيس، إذا لم يتم فرض عقوبات فورية على إسرائيل، فستضطرون إلى الاعتراف بمقبرة”، مشددين على ضرورة التحرك الآن لإتاحة وصول الطعام ومستلزمات الرعاية الصحية إلى غزة على نحو واسع.
وأشار بارنافي ولومير إلى أن “العقوبات الفورية والملموسة وحدها” هي القادرة على التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، ومن ثم الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير الوضع بشكل حقيقي.
وأكدا أن الهدف من هذه العقوبات هو، إنهاء المجاعة في غزة، وضمان وقف إطلاق نار دائم، والإفراج عن جميع الرهائن، وحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية، “وإنقاذ إسرائيل من نفسها”، وفق تعبيرهم.
وانتقد الكاتبان التذرع بـ”غياب إجماع أوروبي” لعدم فرض عقوبات، مشيرين إلى أن ماكرون نفسه كان قد أعلن في 24 يوليوز 2025 اعتزام فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر المقبل، وهو الإعلان الذي تبنته لاحقًا كل من بريطانيا وكندا.
واعتبرا أن هذه الدينامية الدبلوماسية تمنح فرنسا القدرة على قيادة تحالف أوروبي من الدول الراغبة، متسائلين عن سبب “ازدواجية المعايير”، حيث فرض الاتحاد الأوروبي 18 حزمة عقوبات على روسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، بينما لم تُفرض أي عقوبة على إسرائيل.
وأوضحا “سيادة الرئيس، لا تخلطوا بين الضجيج الدبلوماسي والواقع الميداني. منذ إعلانكم في 24 يوليوز، تغير كل شيء على الصعيد الدبلوماسي ولكن في غزة لم يتغير شيء” مضيفين “الوعد بالاعتراف لا يغني من جوع”.
كما نبه المقال إلى التطورات السياسية الخطيرة، مشيرًا إلى تصويت الكنيست الإسرائيلي في 23 يوليوز المنصرم على قرار يدعو لضم الضفة الغربية، والذي حظي بأغلبية 71 صوتًا مقابل 13، في مؤشر اعتبروه “تهديدًا صريحًا لأي أفق لحل سياسي عادل”.
يُذكر أن إيلي بارنافي شغل منصب سفير إسرائيل لدى فرنسا بين عامي 2000 و2002، فيما يُعد فانسان لومير أحد أبرز المؤرخين الفرنسيين المختصين بالقضية الفلسطينية، ويُدرّس حاليًا بجامعة باريس-إست غوستاف-إيفل، وقد أدار المركز الفرنسي للأبحاث في القدس من 2019 حتى غشت 2023.