story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

سعي المغرب لامتلاك مقاتلات “إف- 35”.. مخاوف إسبانيا وخيارات الرد

ص ص

يبدو أن سعي المغرب لامتلاك مقاتلات “إف- 35” (F-35) لا يقلق الجزائر التي تخوض سباق تسلّح معه فحسب، بل يتجاوز الحذر الحدود الشرقية للمملكة إلى حدودها الشمالية في الضفة المقابلة من البحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد داخل أروقة قصر العاصمة الإسبانية مدريد.

وفي هذا الصدد، ترى صحيفة “لا رازون” الإسبانية، أنه في حال إتمام صفقة بيع مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35 بين واشنطن والرباط، بموافقة دونالد ترامب عند توليه السلطة في الـ 20 من الشهر الجاري، “سيكون ذلك بمثابة حدث تاريخي في مجال الطيران العسكري الإفريقي، مع احتمال إعادة تشكيل توازن القوى في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.

وتوضح الصحيفة ذاتها أن امتلاك المغرب لهذا النوع من الطائرات ستكون له انعكاسات على التوازن العسكري مع إسبانيا، مشيرة إلى أن “حصول المغرب المحتمل على مقاتلات F-35 يثير تداعيات هامة على التوازن العسكري مع إسبانيا، خاصة في غرب البحر المتوسط ومضيق جبل طارق”.

وأفادت بأن تقنيات التخفي والقدرات المتقدمة لمقاتلات F-35 “قد تمنح المغرب تفوقاً جوياً نوعياً على القوات الجوية الإسبانية، التي تعتمد بشكل رئيسي على طائرات Eurofighter Typhoon وF-18”.

وأضافت أن مقاتلات F-35 تتوفر على إمكانية تتيح لها حمل مجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ كروز، مما يعزز قدرة المغرب على استهداف أهداف بعيدة المدى داخل الأراضي الإسبانية،.

كما أشارت صحيفة “لا رازون” إلى أن أجهزة الاستشعار المتقدمة لمقاتلات F-35 من شأنها أن “تعزز قدرة المغرب على جمع المعلومات الاستخباراتية حول الأنشطة العسكرية الإسبانية”.

وفي ما يتعلق برد الفعل الإسباني، فتقول الصحيفة ذاتها إن حصول المغرب على طائرات F-35 قد “يدفع إسبانيا إلى البحث عن قدرات عسكرية جديدة للحفاظ على التوازن الاستراتيجي، وهو ما قد يشمل شراء طائرات مقاتلة جديدة أو تحديث الطائرات الحالية أو تطوير تقنيات جديدة”.

وعرضت صحيفة “لا راثون” مجموعة من الخيارات الإسبانية للحفاظ على التوازن الاستراتيجي في مواجهة احتمالية حصول المغرب على F-35، بينها تسريع تحديث مقاتلات Eurofighter بما في ذلك دمج رادار AESA Captor-E لتحسين قدراته.

ومن الخيارات أيضاً، تقول الصحيفة، اقتناء مقاتلات F-35، إذ “تفكر إسبانيا منذ سنوات في شراء عدد محدود من مقاتلات الجيل الخامس مثل F-35، ويمكن أن يشمل ذلك 12 طائرة من طراز F-35B لتحل محل طائرات Harrier AV-8B+ القديمة على متن حاملة الطائرات “خوان كارلوس الأول”، وعدد مماثل للقوات الجوية”.

هذا “ويمكن لإسبانيا أيضا تعزيز التعاون مع حلفائها في الناتو والاتحاد الأوروبي لتطوير قدرات مشتركة لمواجهة التفوق المحتمل لـ F-35 المغربي”، تضيف لا راثون.

كما قد تكثف إسبانيا جهودها الدبلوماسية لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتقليل التوترات مع المغرب، رغم القضايا المعقدة مثل مدينتي سبتة ومليلية وباقي الجزر المحتلة من طرف إسبانيا.

وتتجاوز تداعيات حصول المغرب على F-35 البعد الثنائي مع إسبانيا وتشمل، وفقاً للصحيفة ذاتها، سباق تسلح في شمال إفريقيا قد يؤدي إليها هذا التطور، إذ تسعى دول أخرى إلى امتلاك قدرات مماثلة، كما قد يؤثر ذلك على الاستقرار الإقليمي ويزيد التوترات بين الدول.

ومن شأن هذه الصفقة أيضاً تعزيز نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

وفي هذا الصدد، توقفت الصحيفة عند السياق الجيوسياسي وما يصحبه من تحالفات استراتيجية وتنافسات إقليمية، إذ ترى أنه “لا يمكن فهم إمكانية حصول المغرب على مقاتلات F-35 دون تحليل السياق الجيوسياسي الذي تندرج فيه العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة.

وأشارت “لا راثون” إلى أن المغرب حليف استراتيجي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا، “إذ عززت الشراكة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب الروابط بين البلدين، وتأتي إمكانية بيع مقاتلات F-35 ضمن هذا الإطار من العلاقة المتميزة”.

وأشارت إلى أن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، الذي تم بوساطة الولايات المتحدة عام 2020، فتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجال الدفاع، لافتة إلى أن “دعم إسرائيل لبيع F-35 للمغرب يعد مثالاً واضحاً على هذه الديناميكية الجديدة”.

هذا بالإضافة إلى كون “العلاقة بين المغرب والجزائر تتسم بالتوتر بسبب نزاع الصحراء المغربية”، وبالتالي قد يؤدي حصول المغرب على F-35 إلى زيادة حدة هذا التنافس وإثارة سباق تسلح في المنطقة.

وللولايات المتحدة مصالح استراتيجية في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، بما يشمل مكافحة الإرهاب والأمن البحري والاستقرار الإقليمي، ما يجعل من بيع F-35 للمغرب تعزيزاً لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.

وشددت الصحيفة الإسبانية على أن الدعم الإسرائيلي لبيع مقاتلات F-35 إلى المغرب يلعب دوراً أساسياً، بحيث أن “إسرائيل التي تشغل بالفعل هذه الطائرة تتمتع بنفوذ كبير في واشنطن وقد دافعت عن هذه الصفقة لعدة أسباب منها: تقاسم المغرب وإسرائيل مخاوف أمنية إقليمية مثل مكافحة الإرهاب والتصدي لنفوذ إيران”.

كما يمكن أن يؤدي بيع F-35 إلى المغرب إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين إسرائيل والدول العربية التي طبعت علاقاتها معها، وترى تل أبيب في الرباط “حليفاً استراتيجياً في شمال إفريقيا وتعتبر أن تعزيز قدراته العسكرية يساهم في استقرار المنطقة”، وفقاً للمصدر ذاته.