سبيك: التشكيك في العمليات الأمنية جزء من “عقيدة التنظيمات الإرهابية”

اعتبر المراقب العام للشرطة بوبكر سبيك أن التشكيك في العمليات الأمنية جزء من عقيدة التنظيمات الإرهابية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المواطن المغربي يُعد قطب الرحى لأية عملية أمنية تنفذ في البلاد، لأنه يساهم في التبليغ عن الجرائم.
وأوضح الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في ندوة صحافية بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الإثنين 24 فبراير 2025، أن التشكيك في العمليات التي تخطط لها الخلايا الإرهابية تعتبر “من جهاد الكلمة أو اللسان لدى عناصر هذه الخلايا”.
ونفذ المكتب المركزي للأبحاث القضائية عملية أمنية واسعة في 9 مدن، الأربعاء 19 فبراير 2025، أسفرت عن تفكيك خلية متطرفة كانت تستهدف المملكة بتكليف وتحريض من قيادي بارز في تنظيم داعش بمنطقة الساحل الإفريقي. وفي أعقاب هذه الخلية ظهرت تعليقات تشكك في واقعية الخطر الإرهابي.
وفي هذا الصدد، نبه سبيك إلى خطورة الانسياق وراء عملية التشكيك، مشيرا إلى أن أمير خلية “الأشقاء الثلاثة” التي تم تفكيكها في يناير الماضي، كانت الأبحاث قد رصدت مجموعة من التدوينات تعود إليه على مواقع التواصل الاجتماعي، يشكك من خلالها بعمليات سابقة.
وأوضح المراقب العام للشرطة أنه عندما تم سؤال هذا الشخص أمام العدالة بشأن تلك التدوينات، أجاب قائلاً إن ذلك “من عقيدتنا، إذ نشارك جميعاً في التشكيك بالعمليات، بهدف تبخيس العمل الأمني، ودفع الأجهزة للإنكفاء على ذاتها”.
وبخصوص إشاراك المواطنين للأجهزة الأمنية في مواجهة الخطر الإرهابي، قال بوبكر سبيك إن المواطن هو جزء أصيل وقطب الرحى في أي عملية أمنية لأنه يساهم بالإبلاغ عن الجرائم.
وذكر سبيك أنه بقدر ما يعد الأمن “منفعة ومكسباً جماعياً نستفيد منه جميعاً”، فهو أيضاً “مسؤولية جماعية يساهم الجميع في إرسائها وتوطيدها”، مشدداً على أن الإبلاغ عن الجرائم أو أي أفعال تحدق بأمن المملكة أو المواطن واجب منوط بهذا الأخير.
وقال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية حبوب الشرقاوي إن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها، الأربعاء الماضي، تلقت الأمر من قيادي بارز في تنظيم داعش بولاية الساحل، يدعى عبد الرحمان الصحراوي وهو ليبي الجنسية.
وأوضح الشرقاوي، في نفس الندوة الصحافية، أن خطورة الخلية تتمثل في أنها “كانت مشروعاً استراتيجياً لولاية داعش في الساحل من أجل إقامة فرع لها بالمملكة، وذلك من خلال أسلوب إدارتها، بحيث أنهم قاموا بتشكيل لجنة مصغرة مكلفة بالتنسيق بخصوص المخططات الإرهابية وكيفية تنفيذها”.
وأشار المسؤول الأمني إلى أن عمليات البحث والتحري لتتبع أنشطة عناصر هذه الخلية الإرهابية، التي أطلقت على نفسها اسم “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، استغرقت قرابة سنة كاملة، مما مكّن السلطات من إيقاف جميع أعضائها الـ12 في عدة مدن مغربية، وهي العيون، والدار البيضاء، وفاس، وتاونات، وطنجة، وأزمور، وجرسيف، وأولاد تايمة، وتمارة بضواحي الرباط.
يذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية تمكن، على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح الأربعاء 19 فبراير 2025، من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة كان يستهدف المغرب، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي.
وأفادت معطيات أمنية بأن الخلية الإرهابية تلقت أمراً بتنفيذ عملياتها الإرهابية من تنظيم “داعش”، يوم الأحد 17 فبراير الجاري.
وأوضح المصدر ذاته، أن أمر التنفيذ كان عبارة عن شريط فيديو يبارك العلمية ويحث “جنود الله في الأرض” على التنفيذ، مشيراً إلى أن معتقل العيون ومعتقل تامسنا كانا على علاقة مباشرة بمسؤول تنظيم “داعش”، فيما الباقون كانوا أتباعاً مهامهم التنسيق والتنفيذ.