سانشيز يشيد بصلابة العلاقات بين المغرب وإسبانيا
أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بما وصفه “بصلابة العلاقات المغربية الإسبانية” التي دخلت مرحلة جديدة، بعد الموقف الإسباني الذي دعم مخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية للمملكة، حسب ما نقلته وسائل إعلام إسبانية.
وجاء هذا الكلام حسب المصادر نفسها، بمناسبة افتتاح مؤتمر السفراء بمقر وزارة الخارجية الإسبانية، حيث تحدث فيه سانشيز عن أولويات بلاده في السياسة الخارجية.
وأوضح في هذا الصدد أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب قد دخلت مرحلة ثنائية جديدة منذ الدعم الذي أبدته مدريد للمقترح المغربي في الحكم الذاتي بالصحراء المغربية. وذكّر رئيس الوزراء الإسباني في سياق حديثه عن هذا الازدهار في العلاقات، بالاجتماع رفيع المستوى الذي التأم في فبراير الماضي والذي حضره رئيس الوزراء الإسباني ورئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.
وقد أسفر هذا الاجتماع عن توقيع 19 اتفاقية في مختلف المجالات وكذلك إصدار إعلان مشترك في هذه القمة، وضع الخطوط العريضة للتعاون والشراكة المغربية الإسبانية في مجالات عدة.
وخلص سانشيز في هذا الخصوص، إلى أن البلدين “حققا درجة هائلة من الصلابة والثقة التي يتعين على الجانبين العمل على مواصلة تعزيزها”.
وعلاوة على ذلك، أكد رئيس الحكومة الإسبانية أهمية تعزيز الحوار بين البلدين المطلين على ضفتي البحر الأبيض المتوسط لمكافحة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية وزيادة الوعي بمخاطر هذه الآفة، مضيفا أن الاستقرار والأمن في منطقة الساحل يجب أن يظلا أولوية بالنسبة لإسبانيا وأوروبا.
واستقبل رئيس الوزارء الإسباني بالمناسبة أيضا السفير الجزائري المعين بعد أشهر من التوتر والفراغ الدبلوماسي بين البلدين، منذ مارس 2022، الذي أعقب تغيير مدريد موقفها حيال قضية الصحراء المغربية الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي.
ورحب سانشيز خلال هذا الاستقبال بالسفير الجزائري الجديد، مؤكدا على “العلاقات الوثيقة التي تجمع بلاده بالجزائر” قائلا إن “الجزائر لطالما كانت بلدا صديقا ويجب علينا الاستمرار في هذه الصداقة” دون أن يشير إلى فترة التوتر التي مرت بها العلاقات بين البلدين حسبما نقلته الصحف.
وكانت الجزائر قد استدعت سفيرها لدى مدريد سعيد موسي للتشاور، احتجاجا على ما اعتبرته “الانقلاب المفاجئ” في موقف الحكومة الإسبانية إزاء ملف الصحراء، وتم تعيينه في منصب سفير للجزائر في فرنسا، وبقي مكتب السفير الجزائري بإسبانيا شاغرا قبل أن تعين الجزائر في نونبر المنصرم سفيرا جديدا.
وفي منتصف العام المنصرم أوقفت الجارة الجزائرية مبادلاتها التجارية مع مدريد في خطوة أخرى احتجاجا على الموقف الإسباني تجاه الصحراء، واشترطت التراجع عن ذلك الموقف من أجل تجاوز الأزمة، وهو الأمر الذي لم تتراجع عنه الحكومة الإسبانية.