سانشيز يحتفظ بأربعة وزراء يديرون علاقة إسبانيا بالمغرب
أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، اليوم الاثنين، عن تشكيلة حكومته الائتلافية الجديدة، والتي خرجت من رحم توافق صعب مع الانفصاليين الكاتلونيين، معيدا معه أربعة من وزرائه السابقين الذين عرفوا باهتمامهم الكبير بالمغرب.
وتضم الحكومة الجديدة 22 وزارة، وهو نفس عدد الوزارات في الحكومة السابقة، مع إسناد 12 حقيبة للنساء.
ألباريس.. مهندس اتفاق تاريخي مع المغرب
حافظ خوسيه مانويل ألباريس، على منصبه وزيرا للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في حكومة سانشيز الجديدة، بعدما كان قد دخل الحكومة السابقة في سياق الأزمة مع المغرب.
سانشيز، كان قد أدخل ألباريس لحكومته قبل أقل من سنتين بديلا عن ماريا أرانشا غونزاليس لايا قادما من سفارة مدريد بباريس، والتي وجهت لها اتهامات بالوقوف وراء الأزمة الدبلوماسية مع المغرب والتي اندلعت بعد دخول رئيس جلهة “البوليساريو” بهوية مزورة للتطبيب في إسبانيا.
ووصفت تقارير صحافية إسبانية ألباريس لحظة دخوله لحكومة سانشيز الأولى، بأنه مهندس إعادة العلاقات المغربية الإسبانية، والرجل الذي وقف وراء خروج إسبانيا من حيادها التاريخي في قضية الصحراء واصطفافها إلى جانب سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وزيرة الدفاع تضع سبتة ومليلية نصب عينيها
تشبث سانشيز بمارغريتا روبليس لتستمر في تولي منصب وزيرة الدفاع في حكومته الجديدة، بعدما أدارت أزمات كبيرة مرت منها إسبانيا، ومنها ما ارتبط بالمغرب.
روبليز عرفت باهتمامها الكبير بسبتة ومليلية، وكانت أول وزيرة دفاع إسبانية تجري زيارة لوحدات القيادة العامة المتمركزة في ثكنات سبتة المحتلة قبل سنة.
كما أنها وعلى الرغم من تجاوز البلدين للأزمة، لم تكتم انزعاجها في شهر أبريل الماضي من تصريحات رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة عندما تحدث عن ثغري سبتة ومليلية المحتلين.
ولم تتردد روبليز في الرد على ميارة، وقالت في مقابلة تلفزيونية: “بقوة مطلقة وكاملة، سبتة ومليلية إسبانيتان”، قبل أن تستطرد: “لا حاجة إلى المزيد من المناقشة”، وفق تعبيرها.
وزير فلاحة متشبث بالاتفاق مع المغرب
ومن بين أبرز الوزراء الإسبان المحافظين على مقاعدهم في حكومة سانشيز، وزير الفلاحة والصيد والبحري الإسباني، لويس بلاناس، والذي عرف بمواقفه القريبة من المغرب.
بلانس، عبر قبل أشهر قليلة عن رفضه بشكل قاطع للمقترح التي تقدمت به “البوليساريو”، والمتعلق بمنح رخص استثنائية للسفن الإسبانية للصيد في مياه إقليم الصحراء، بعد انتهاء اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في 17 يوليوز الماضي.
وحسب ما أوردته الصحافة الإسبانية، فإن بلاناس قال على هامش لقاء له بجامعة قرطبة، إن الاتفاق بخصوص الصيد البحري كان مع المغرب وسيكون مع المغرب، رافضا المقترح الذي تقدمت به جبهة “البوليساريو”، وأضاف أن وزارته ستعمل على منح مساعدات مالية للسفن المتضررة في حالة عدم تجديد الاتفاق مع المغرب.
وزير الداخلية.. دفاع المغرب في أوروبا
سيواصل فيرناندو غراندي مارلاسكا مهمته وزيرا للداخلية في الحكومة الثانية لسانشيز التي أعلن عن تشكيلتها اليوم، بعدما دبر ملف التعاون الأمني مع المغرب خلال السنوات الخيرة، حتى في أيامه الصعبة التي رافقت الأزمة الدبلوماسية.
مارلاسكا كان قد دافع على المغرب في عدة مناسبات أمام المسؤولين الأوروبيين، منهم وزراء داخلية، نافيا عن الرباط تهمة استعمالها لقضية الهجرة كورقة للابتزاز والضغط على الاتحاد الأوروبي.
ورد وزير الداخلية الإسباني حسب الصحافة الإسبانية على سؤال كيفية الرد على الدول التي تستعمل ورقة الهجرة للضغط على الاتحاد الأوروبي، كالمغرب وبلاروسيا، بالقول “إنني لا أوافق على هذه الاستنتاجات بشأن المغرب”، مضيفا بأن على الاتحاد الأوروبي أن يعمل على خلق روابط التعاون مع البلدان المصدرة للهجرة من أجل تجاوز هذا المشكل.
واتخذ مارلاسكا موقفا مشابها قبل أشهر، عندما رفض توجيه أي اتهام للمغرب، بخصوص الشراء المزعوم للأصوات في الانتخابات المحلية، بمدينة مليلة المحتلة.