story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

ساعف: المشاريع الكبرى تغيّر المشهد السياسي المغربي وتعيد رسم أولويات الدولة

ص ص

أكد الأستاذ الجامعي ومدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، عبد الله ساعف، أن السياسة اليومية التقليدية تتراجع في المغرب أمام بروز المشاريع الكبرى، لتصبح هذه الأوراش العملاقة عنواناً لمرحلة جديدة تتجاوز النقاشات السياسية والبرامج الحزبية.

جاء ذلك خلال ندوة حول «حزب العدالة والتنمية وسؤال المستقبل؟» التي نظتمها شبيبة حزب “المصباح”، يوم السبت 20 شتنبر 2025، بمناسبة ملتقاها الوطني التاسع عشر بمدينة بوزنيقة.

وأشار ساعف إلى أن المشاريع الكبرى في مجالات الطاقات المتجددة، الطرق السيارة، الماء، وتهيئة الموانئ، وغيرها، تُقدّم كواجهة قوية لفاعلية الدولة، “ما يجعل البرامج الانتخابية للأحزاب المحلية والتشريعية تبدو صغيرة أمامها، ويجعل السياسة اليومية وكأنها عادت إلى الصف الثالث أو الرابع”، بما يخلق شعوراً عاماً بالعزوف عن العمل السياسي وعدم الرضا عن الأداء السياسي.

وتناول المتحدث في نفس السياق، طبيعة النخب التي تشكل الحقل السياسي المغربي اليوم، مشيراً إلى ثلاث فئات رئيسية، حددها في فئة بقايا الحركة الوطنية، مشيرا إلى أن “القلة المتبقية منهم إما متقاعدون أو مرضى أو توفوا”، وفئة رجال الأعمال، “الذين يسيطرون على الساحة العمومية بدافع المصالح الشخصية واستغلال الفرص”، ثم الفئة الثالثة، “الجيل الجديد المتشكل عبر الثقافة الرقمية، واسعة المدى، مشتتة ومتنوعة أخلاقياً واجتماعياً”، مما يصعّب توحيدها داخل أطر سياسية واضحة.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن هذه التركيبة تجعل النقاش العمومي غير موحد، ميرزا أنه “لا يمكن الحديث عن قضية جامعة توحد الخطاب السياسي، في ظل حالة من التشتت والتمزق”.

وفي هذا الإطار، أشار ساعف إلى مشروع استثنائي يتمثل في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، باعتباره ورشاً ضخماً سيُحدث تحولاً في البنيات التحتية ويعزز الحضور الاقتصادي والحضاري للمغرب، “كما يمنحه قدرة أكبر على التفاوض على الصعيد الدولي”.

لكنه حذر، في المقابل، من جعل هذا المشروع، “محور نقاشاتنا طوال هذه السنوات والرهان عليه كأنه الحل الأمثل، في ظل عدم وضوح نتائج نجاحه أو تحقق عوائده”، موضحا أن الحكومة المقبلة ستعمل في أفق 2030، حيث يمثل تنظيم كأس العالم رهاناً صعباً ونتائجه غير مضمونة.

وقد أشار في هذا الباب إلى أن رهان تنظيم كأس العالم بعد خمس سنوات قد “ينجح في تعزيز صورة المغرب دولياً، أو يبقى مجرد رهانات لم تتحقق”.

وفي غضون ذلك، لفت المتحدث إلى النظام السياسي العالمي القائم حاليا، والذي يشهد ما وصفه بالانتهازية والوصولية وتراجع القيم والأخلاق، في سياق إقليمي ودولي متقلب، يؤثر مباشرة على الأوضاع العربية والإسلامية.

وخلص عبد الله ساعف، الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم بين عامي 2000 و2002، مداخلته بالتركيز على خمسة توجهات أساسية لتعزيز العمل السياسي.

وقد لخص هذه التوجهات في إعادة الاعتبار للسياسة، عبر تعزيز مكانة الفاعل السياسي واستعادة مصداقية العمل السياسي، ومبدأ التحديد الذاتي، من خلال امتلاك القوة دون استغلالها المفرط وتوجيهها بحكمة للحفاظ على توازن الجسم السياسي، والبعد الأخلاقي عبر استلهام الدروس من الربيع العربي، والحاجة إلى نفس أخلاقي قوي في العمل السياسي، كما ساهم في صعود قوى مثل العدالة والتنمية، وتجاوز أفق 2030 وعدم اقتصار السياسات العمومية على سقف زمني محدد، “بل التفكير في ما بعد كأس العالم 2030 لضمان استمرارية القوة السياسية”.