سابقة “تاريخية”.. نجاح أول عبور رسمي لشحنة من سبتة المحتلة إلى المغرب
![سابقة “تاريخية”.. نجاح أول عبور رسمي لشحنة من سبتة المحتلة إلى المغرب](https://thevoice.ma/wp-content/uploads/2025/01/f.webp)
تمكنت شاحنة تجارية إسبانية من عبور جمارك سبتة المحتلة نحو مدينة الفنيدق، في سابقة وصفتها وسائل إعلام إسبانية بـ”التاريخية”، إذ أنها المرة الأولى التي تعبر فيها شاحنة محملة ببضائع معلنة رسميا من معبر “باب سبتة” بعد استكمال جميع الإجراءات الجمركية.
أول رحلة تجارية رسمية
وانطلقت شاحنة تابعة لشركة فيفيرا (Vivera) الإسبانية، من مدينة سبتة المحتلة، الثلاثاء 12 فبراير 2025، محملة بمنتجات مرتبطة بقطاع السيارات في تمام الساعة 15:25، بينما غادرت شاحنة أخرى محملة بمنتجات منزلية مليلية المحتلة، في الساعة 19:30، وكلاهما نجح في تسليم البضائع للجانب المغربي بعد عدة محاولات باءت بالفشل خلال يناير الماضي وبداية فبراير الجاري.
وبينما لم تكن الشحنة القادمة من مليلية أول عبور عبر جمارك المدينة المحتلة شمال شرق البلاد، تعد الشحنة التي عبرت معبر “باب سبتة” أول رحلة تجارية رسمية، وهي خطوة رئيسية نحو “تطبيع العلاقات التجارية”، وفق ما أشار إليه الجانب الإسباني.
وأكدت مصادر رسمية، وفقا لصحيفة إل فارو دي سبتة، أن السائق الذي انطلق من سبتة سلّم الشحنة إلى المستلم المغربي بحلول الساعة التاسعة مساء من نفس اليوم.
ألباريس: نعمل لضمان عدم التراجع
في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الأربعاء 12 فبراير 2025، إن إسبانيا والمغرب يعملان لضمان “عدم التراجع بعد أول عبور رسمي للسلع عبر جمارك سبتة، حيث لم تكن هناك جمارك من قبل، والثاني عبر مليلية، التي أغلقتها الرباط في عام 2018″، وفقا لصحيفة إل فارو دي سبتة.
وأوضح ألباريس، من باريس حيث يشارك في اجتماع مع نظرائه الأوربيين، أن شاحنة جديدة محملة بالبضائع “عبرت الثلاثاء من مليلية إلى المغرب، بينما شهدت سبتة لأول مرة في التاريخ عبور سلع نحو الأراضي المغربية”.
وأشار الوزير إلى أن “الجمارك الإسبانية والمغربية تواصلان العمل المشترك بشكل طبيعي لضمان استمرار تدفق السلع عبر المعابر الجمركية في المدينتين ‘المستقلتين’، بحيث يكون هذا الأمر نهجا دائما بلا رجعة”.
وكان فتح الجمارك أحد البنود الرئيسية في البيان المشترك الذي وقعه البلدان في 7 أبريل 2022، عقب اجتماع بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، والذي أنهى أزمة دبلوماسية بين البلدين، لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
الاستيراد من المغرب التحدي التالي
وينتظر بعد استكمال الترتيبات، أن تعقد مندوبة الحكومة في سبتة المحتلة كريستينا بيريز، مؤتمرا صحفيا للإعلان عن انطلاق المرحلة الجديدة من تطبيع العلاقات التجارية بين المغرب وإسبانيا.
وبينما قامت سلطات سبتة المحتلة بتصدير البضائع إلى المغرب، يرى الجانب الإسباني أنه “لا يزال هناك تحد يتمثل في نجاح عملية استيراد السلع من المغرب”.
وأوضحت إل فارو دي سبتة أن المدينة المحتلة تتطلع إلى استيراد مواد البناء لتخفيض تكاليف الإنشاءات، بالإضافة إلى استيراد منتجات أساسية مثل الأسماك والخضروات، وهو “ما يُعد خطوة أساسية لاستكمال الدورة التجارية وجعلها روتينية”.