story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

زياش والإنتقالات الذكية

ص ص

الفترة القادمة على مستوى منتخبنا الوطني ستكون فيها الأنظار مسلطة على اللاعبين الذين يحضون بثقة وليد الرݣراݣي، وسيخصهم الجمهور بالمتابعة الدقيقة بهدف معرفة عطاءاتهم ومستواهم داخل أنديتهم، حيث ظهر هذا الإهتمام واضحا حتى في حركة بعضهم في سوق الإنتقالات خلال الميركاتو الشتوي الحالي، ومدى جودة اختياراتهم لأندية جديدة تمنحهم هامشا للعب والتألق سيما في ظل المنافسة التي أصبحت كبيرة على المراكز في الفريق الوطني.

ويمكن اعتبار ذهاب الشاب آدم أزنو معارا من نادي باييرن ميونيخ الألماني، إلى نادي بلد الوليد الإسباني، قرارا ذكيا من وكيل أعماله.. فالبقاء احتياطيا في النادي البافاري قد يجمد مستواه التقني ويمنعه من الإحتكاك والتطور و”تطيير” دهشة البدايات، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان حضوره في لائحة وليد الرݣراݣي بالنظر لوجود لاعبين آخرين في مركز الظهير الأيسر. وانتقاله إلى بلد الوليد سيمنحه دقائق أكثر للعب في دوري يعرف مستوى كروي عالي، ولن يجد صعوبة في الإندماج في النادي الجديد بحكم نشأته في إسبانيا ضمن أكاديمية البارصا لاماسيا. ووجود المغربيين سليم أملاح وأنور التهامي قبله هناك.

أيضا كان انتقال أسامة تيرغالين من نادي لوهافر الفرنسي إلى العريق الهولندي نادي فاينورد روتردام، اختيارا جيدا من شأنه أن يرفع من أسهمه في الفريق الوطني إذا لعب أساسيا وأظهر ما يختزنه من صفات “الرقايقية” ، سيما وأن خريج أكاديمية محمد السادس يلعب في مركز وسط الميدان الدفاعي الذي يعرف منافسة كبيرة في تشكيلة وليد الرݣراݣي من طرف ثلاث أو أربع لاعبين يتألقون مع أنديتهم كل أسبوع.

ثم هناك الموهوب الواعد رضى بلحيان الذي اختار البقاء في الدوري الإيطالي “الكالشيو”, وانتقل من نادي هيلاس فيرونا المتواضع، إلى نادي العاصمة الشهير لازيو روما، وهو انتقال قد يفيده كثيرا من حيث القيمة الكروية للنادي الذي سيحمل قميصه، مما يعني أضواء أكثر، وإمكانية ليصبح لاعبا أساسيا في الفريق الوطني خلال السنوات القادمة.

الإنتقال الوحيد في صفوف لاعبي المنتخب الوطني “اللي ما تسرطش” للجمهور المغربي، هو توقيع حكيم زياش لنادي الدحيل القطري قادما من نادي غلطة سراي التركي الذي تخلص من زياش أخيرا، بعدما ظل خارج حسابات مدرب الفريق لدورات طويلة من مرحلة ذهاب الدوري، والتحاقه بدوري يعرف مستوى تقنيا في المباريات أقرب إلى الحصص التدريبية، بدا وكأن حكيم دخل مبكرا مرحلة العد العكسي نحو إنهاء مشواره الكروي، رغم تصريحه بعد وصوله للدوحة أنه يطمح للعودة للفريق الوطني وخوض “الكان” المقبل، إذ منطقيا يصعب أن تتجاهل لاعبين يتألقون في بطولات ذات مستويات عالية وضمن أندية عملاقة، وتفضل عليهم لاعبا يمارس في صفوف الدحيل القطري.

لكن أمر استدعاء حكيم زياش للفريق الوطني، يجب أن يبقى في يد وليد الرݣراݣي وطاقمه، فهم الأقدر على معرفة جدوى وجوده في اللائحة من عدمه، وهم الذين لديهم المعطيات التقنية التي قد تدفعهم إما لإعادة زياش والإستفادة من الجوانب الإيجابية التي يتوفر عليها، أو مصارحته بأن المنتخب الوطني بات يتوفر على فائض من اللاعبين ممن هم أفضل منه أداءً وقدرة على مساعدة المجموعة، وأن زمن وجوده في المنتخب الوطني قد انتهى.