زلزال المغرب يحير العلماء.. والمعهد الوطني للجيوفيزياء يوضح
قال موقع “فوتوغا سيونس” المتخصص في الشؤون العلمية إن “الزلزال الذي ضرب مناطق من المغرب في الثامن من شتنبر ما يزال لغزا يثير فضول العلماء.
زلزال المغرب الاستثنائي
ونقل المصدر ذاته معطيات عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية التي أكدت أن زلزال المغرب “فاجأ المتخصصين، الذين لم يتوقعوا بشكل خاص رؤية زلزال قوي في هذه المنطقة من الأطلس الكبير، التي يعتبر تاريخها الزلزالي ضعيفا”.
وقام باحثو الهيئة بتحليل مجموعة كبيرة من البيانات الزلزالية التي تم جمعها أثناء الزلزال. ونشرت النتائج في مجلة السجل الزلزالي مؤخرا . وكشفت هذه النتائج أن “الزلزال وقع على عمق حوالي 25 كيلومترا وهي قيم غير عادية إلى حد ما نظرا للطبيعة التكتونية للمنطقة”.
وقالت الصحيفة نقلا عن هيئة المسح الأمريكية إن جزءا كبيرا من عدم اتضاح صورة زلزال الثامن من شتنبر لدى المتحصصين يتمثل في ما وصفته ب”ضعف تغطية الشبكة الزلزالية في المنطقة ولذلك تم استيقاء هذه البيانات من خلال محطات عن بعد ومن خلال بيانات الأقمار الصناعية التي تظهر تشوهات الأرض”.
وذلك فيما تظل “التمزقات التي حدثت في القشرة الأرضية السفلى، لا تزال غير محددة وواضحة في الوقت الحالي وتكشف هذه النتائج هذه النتائج بالتالي أننا لا نزال بعيدين عن فهم جميع العمليات التي تدخل في تكوين السلاسل الجبلية”.
ملاحظات عن قرب
وتواصلت “صوت المغرب” مع المعهد الوطني للجيوفيزياء بهذا الصدد وفي تعليق له على الموضوع اعتبر مدير المعهد ناصر جبور أن البيانات التي تتوفر عليها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية غير كافية وبالتالي “كان طبيعيا أن يمثل الزلزال بالنسبة لهم لغزا”.
وقال إن: “استنتاجاتهم بنيت على محطات رصد عن بعد وهو ما أسفر كنتيجة طبيعية عن ملاحظات مراقب بعيد” مضيفا أن “الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي في المغرب قدمت بالمقابل ملاحظات أكثر دقة بناء على عامل الرصد عن قرب وهو الأمر الذي مكن من تتبع لحظة انبثاق الزلزال”.
وأكد أنه “للوصول إلى فهم كامل لزلزال الثامن من شتنبر ينبغي دمج هذه الملاحظات القريبة والبعيدة حتى نحصل على صورة شاملة لتفسير الزلزال وكيفية عمل البؤرة”.
وأكد المصدر ذاته أن المعهد “بدأ يتوصل إلى تفسير أدق لأسباب حدوث الزلزال وولادة البؤرة بمنطقة إغيل في الحوز وكيف امتد الكسر الزلزالي من تحت جبال الأطلس الكبير باتجاه الجنوب”.
وقال ناصر جبور إن “المعهد سيعمل على التواصل مع الهيئة من أجل مدها بآخر المعطيات التي توصلو إليها بهذا الخصوص حتى تكتمل الصورة لأسباب الزلزال الاستثنائي الذي حدث في الثامن من شتنبر”.
وكان مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء قد أكد في تصريح سابق له ل”صوت المغرب” أن زلزال الحوز والمناطق الأخرى قد “أثر بشكل كبير على المجال الجغرافي الواسع للمغرب وهو ما نلاحظه في الهزات التي تسجل من وقت لآخر في مناطق مختلفة من البلاد”. مسجلا أن البلاد تعرف عموما زيادة في النشاط الزلزالي بنسبة تقدر ب 10 في المائة.