زلة لشكر بشأن غزة.. ابن الرضي: قمة البؤس والبكاري: آن لحزبه أن يستريح في قبره

انتقد ضيوف برنامج “من الرباط” تصريحات الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، ضد حركة المقاومة الإسلامية – حماس، معتبرين أنها تتماهى مع السردية الصهيونية، وتتناقض مع الرأي العام المغربي المتعاطف مع غزة، ومع التوجهات اليسارية لحزبه.
وقال الصحافي مصطفى ابن الرضي، خلال مداخلته في برنامج “من الرباط”، الذي يبث على منصات “صوت المغرب”، إن “لشكر لا يستفتى حتى في المغرب وداخل حزبه، فكيف له أن يستفتى في غزة؟”.
واعتبر ابن الرضي أن “من قمة البؤس أن يخرج إنسان تربى في مدرسة اليسار، التي لديها حساسية تجاه ظلم أياً كان، لإدانة حماس بتلك الطريقة”. وقال: “أنا لست ضد نقد الحركة، لكن في زمن الحرب والإبادة لا يليق”.
وشدد ابن الرضي على أن نقاش الموقف من حماس لا يكون في خضم الحرب، مشيراً إلى أن الحديث عن أخطاء الحركة لا ينبغي أن يتم بمعزل عن الحق الأساسي للفلسطينيين في المقاومة. ووجه السؤال للشكر: “هل أنت مع حق الشعب الفلسطيني في المقاومة أم لا؟”، معتبراً أن المراوغة في هذه المسألة “غير مقبولة”.
وأوضح ابن الرضي أن اليساري الحقيقي لا يمكن أن يدين حماس بهذا الشكل، خاصة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، معتبراً تصريحات لشكر “خطيئة ومخالفة للرأي العام الذي أغلبه متعاطف مع غزة”.
كما أشار إلى أن تحميل حماس مسؤولية المجازر هو تبنٍّ للرواية الصهيونية، مؤكداً أن ما حدث في 7 أكتوبر لم يكن وليد اللحظة بل له مقدماته، وأن تحميل المقاومة المسؤولية يتجاهل دور الاحتلال في التصعيد.
وأضاف ابن الرضي أن نقاش هجوم المقاومة في 7 أكتوبر، “لن يكون صحيحاً إلا بعد دعم حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وبعد انتهاء الحرب، حينها يمكن ربما نناقش إن كان انتقال حماس من استراتيجية الدفاع والردع إلى الهجوم خياراً خاطئاً”، ومع ذلك يضيف المتحدث أن ذلك لا يجعلها بأي شكل من الأشكال مسؤولة عن المجزرة التي وقعت في غزة.
بدوره، اعتبر الحقوقي خالد البكاري أن الحديث عن مسؤولية حماس في الأحداث الجارية مغالطة، موضحاً أن الحركة لم يكن لديها خيارات متعددة سوى المواجهة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وقال البكاري إن الخيارات التي كانت أمام المقاومة هي “إما أن تصمت حماس، أو تنتظر الهجوم الإسرائيلي لترد عليه، أو تبادر بالهجوم. وكل خيار له كلفته”، مشدداً على أن الحركة اتخذت قرار المواجهة حتى النهاية، مقدمة درساً في تحمل المسؤولية.
كما أبدى البكاري استغرابه من قول لشكر إن تصريحاته الأخيرة ليست جديدة، وإن الحزب كان قد حذر من عواقب هجوم حماس في حينه، متسائلاً عن السبب الذي يجعل هذا ذلك مر دون ضجة، في حين أن مقالاً مثل “كلنا إسرائيليون” الذي نشر في صحيف أجنبية أثارت ردود فعل قوية. واعتبر أنه إن صح هذا الادعاء، فهو يشير إلى فقدان الحزب لزخمه وتأثيره السياسي، وإلى ضعف مواقفه التي لم يعد يكترث لها أحد.
هذا وانتقد البكاري “ترديد إدريس لشكر لسردية النظام”، متسائلاً عن جدوى سعي حزب سياسي إلى السلطة إذا كان متفقاً مع السلطة من الآن. وأكد أن أي حزب يحترم نفسه يجب أن يكون له موقف مستقل من القضية الفلسطينية، بناء على قراءته الخاصة وتحالفاته الأيديولوجية والدولية.
واختتم البكاري حديثه بالإعراب عن حزنه على وضعية الاتحاد الاشتراكي، وقال: “رغم ذلك، علينا أن نتوقف عن جلد الحزب، فقد نال نصيبه من التأبين وآن له أن يستريح في قبره مع كامل الاعتذار للاتحاديين الصادقين”، في إشارة إلى التراجع الكبير لدوره في الساحة السياسية المغربية.
لمشاهدة الحلقة كاملة، المرجو الضعظ على الرابط