روح المنتخب
الإنتصار المبهر الذي عاد به الفريق الوطني المغربي أمس من الغابون، لم يكن فقط نجاحا في امتحان اللعب خارج الوطن وتحقيق فوز في قلب أجواء جنوب الصحراء، بل جاء بتفاصيل جد مهمة ستفيد وليد الرݣراݣي كثيرا في مشوار الإعداد لكاس إفريقيا 2025.
أكبر إنجاز تحقق في الغابون هو أننا شاهدنا منتخبا بروح مجموعة واحدة، استطاع تجاوز ارتباك البداية بعدما تأخر في النتيحة بهدف لصفر، وبدا وكأن وليد الرݣراݣي تخلص من وضع مسموم كان يجد فيه حرجا في تنزيل الكثير من أفكاره التكتيكية بسبب وجود حكيم زياش وابراهيم دياز في نفس التشكيلة، مع ما لاحظه الجميع من عدم انسجام بينهما وتضايق زياش على الخصوص من وافد جديد قدموا له الوعود أنه سيكون قائد هجوم الفريق الوطني مستقبلا.
شاهدنا الكيفية الرائعة التي استغل بها لاعبو الفريق الوطني الضربات الثابتة واستطاعوا من خلالها تسجيل ثلاث أهداف، وذلك بسبب دور العميد أشرف الحكيمي في تنظيم هذه الضربات بعدما كنا نشاهد تسابقا مخجلا حولها في السابق، وأيضا نتيجة لتعاقد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع إطار فرنسي متخصص في الكرات الثابتة اشتغل معه اللاعبون كثيرا وأصلحوا العديد من التنفيدات العشوائية التي كانت تحدث سابقا.
مباراة أمس أظهرت تحسنا كبيرا في الأداء الهجومي بمختلف أنواعه، من الوسط كما من الأطراف، وأفرزت قوة البدلاء في كرسي الإحتياط الذين يتوفر عليهم وليد الرݣراݣي وقدرتهم على إعطاء الإضافة بعد إشراكهم والمحافظة على النتيجة.
كل هذا لا يمنع من القول إن تشكيلة وليد الرݣراݣي لازال يشوبها بعض “التشاش” على مستوى بعض المراكز، وأيضا بعض الهفوات الفادحة بين الفينة والأخرى قد تكون وبالا علينا ـلا قدر الله- عندما سنواجه خصوما أقوى من الغابون، وأولها مشكل متوسط الدفاع الذي وإن كان يقوم بمباريات جيدة، إلا أنه وللأمانة لازال الجميع غير مرتاح إلى حد بعيد بما في ذلك الناخب الوطني الذي صرح أنه لازال ينتظر عودة غانم سايس، وهو ما يشير إلى أنه لازال يراهن على اللاعب المخضرم لقيادة دفاع الفريق الوطني في الكان المقبل.
سننتظر مباراة الليسوتو القادمة في هذه الإقصائيات يوم الإثنين المقبل بوجدة، لنرى المزيد من التحسن في الأداء، ومن اكتساب روح المجموعة، ومن منتخب وطني يكتسب شيئا فشيئا شخصية البطل بروح صافية موحدة لا وجود فيه لمن يلعب لنفسه أو لإستعراض أنانيته.