story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

رواندا تخلد الذكرى الـ 30 للإبادة الجماعية للتوتسي

ص ص

تخلد جمهورية رواندا، غدا الأحد، الذكرى السنوية ال30 للإبادة الجماعية ضد التوتسي، التي تعد واحدة من أبشع جرائم القتل الجماعي والتطهير العرقي في القرن العشرين.

ففي 7 أبريل 1994، غداة إسقاط طائرة الرئيس جوفينال هابياريمانا فوق كيغالي، أطلق متطرفون من عرقية الهوتو ومليشيا “إنترهاموي”، حملة قتل مروعة استهدفت أقلية التوتسي والمعتدلين من الهوتو.

وعلى مدى مئة يوم من المجازر قتل ما لا يقل عن 800 ألف شخص، معظمهم من أقلية التوتسي، وتعرضت نحو 250 ألف امرأة للاغتصاب، فيما فر مئات آلاف الأشخاص إلى بلدان مجاورة.

وبعد مرور 30 عاما على هذه الإبادة، لا زالت رواندا تلملم جراح الماضي وتعالج الآثار العميقة لهذه المجازر، مركزة جهودها بشكل خاص على تكريس وتعزيز المصالحة الوطنية والوحدة، وكذا تقديم باقي المتهمين بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية إلى العدالة.

وكما جرت العادة، من المرتقب أن يعطى الرئيس الرواندي بول كاغامي، غدا الأحد، انطلاقة أسبوع الحداد الوطني بالبلاد من خلال وضع إكليل من الورود على نصب جيسوزي التذكاري في كيغالي، حيث ترقد جثامين أكثر من 250 ألفا من ضحايا الإبادة الجماعية، وذلك خلال حفل سيشهد حضور العديد من الشخصيات الأجنبية.

كما سيلقي كاغامي خطابا بالمناسبة، سيتبعه إيقاد”شعلة الذكرى”، التي من المرتقب أن تظل مشتعلة على مدى 100 يوم، وهي الفترة التي استغرقتها الإبادة الجماعية بهذا البلد ما بين 7 أبريل و 15 يوليوز من عام 1994.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية، إن ” هذه المذبحة الرعناء التي راح ضحيتها مليون من التوتسي – ومعهم بعض من الهوتو ومن غيرهم ممن عارضوا الإبادة الجماعية – يمكن ربطها بعلاقة سببية مباشرة بعقود سابقة من خطاب الكراهية الذي ألهبته التوترات العرقية وظلال الاستعمار التي لم تنجل”.

وأضاف غوتيريش “هذا العام، نذكر أنفسنا بالجذر المتعفن الذي منه تخرج الإبادة الجماعية: الكراهية”، مبرزا أن “أحلك النوازع البشرية صارت اليوم تتحرك في كل ركن من أركان العالم، بعد أن أيقظتها مرة أخرى أصوات التطرف والانقسام والكراهية”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة ” لنحرص على أن الأعمال التي اندلعت في 7 أبريل 1994 لن تنسى البتة، ولن تتكرر أبدا، في أي مكان”.

وسيتم خلال أسبوع الحداد الوطني (7-13 أبريل) تنكيس العلم الوطني ومنع إقامة أي مناسبات عامة أو حفلات زفاف أو احتفالات، وكذا تعليق المنافسات الرياضية وغيرها من الأحداث الترفيهية.

كما سيتم تنظيم مجموعة من الأحداث التي تهدف إلى التفكر في الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد، بما في ذلك زيارة مختلف النصب التذكارية للإبادة الجماعية، وتنظيم مؤتمر حول الإبادة الجماعية ومكافحة خطاب الكراهية.

ومن المرتقب أن يختتم أسبوع الحداد الوطني في 13 أبريل الجاري بإحياء ذكرى شخصيات سياسية قتلت بسبب آرائها المناهضة لإيديولوجية الإبادة الجماعية، على أن تتواصل 100 يوم من الحداد إلى غاية منتصف يوليوز المقبل، تاريخ انتهاء الإبادة الجماعية بالبلاد.