رهان في أوزبكستان
مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة في بطولة العالم بأوزبكستان التي توجه إليها أمس الإثنين، سيكون الرهان على لاعبي هشام الدݣيݣ فيها مختلفا هذه المرة بعد أن أن حققوا إنجازا تاريخيا في بطولة العالم لسنة 2021 بتأهلهم كأول منتخب عربي وإفريقي إلى دور الربع وخروجهم المشرف أمام البرازيل بهدف واحد دون رد، وسينتظر المغاربة من منتخبهم الذهاب أبعد من الدورة السابقة، وكلهم ثقة في قوته واستعداده الجيد.
المنتخب المغربي للفوتصال بعد أن خاض سلسلة من المباريات الودية، أبان فيها عن تطور لافت ومستوى لا يقل عن أبرز المنتخبات العالمية التي تلعب على اللقب، سيدشن مساره في بطولة العالم بملاقاة طاجيكستان يوم 16 شتنبر المقبل، ثم بنما يوم 19 شتنبر، قبل اختتام دور المجموعات بالاصطدام بالبرتغال في 22 من الشهر ذاته، ننتظر أن يتعامل المدرب هشام الدݣيݣ مع مباريات الدور الأول بذكاء أكبر من أجل اقتصاد المخزون البدني والحفاظ على الطراوة البدنية، والوصول ب”الفورمة” اللازمة إلى الأدوار المتقدمة ومواجهاتها الصعبة.
دورة أوزبكستان 2024 هي أيضا محطة لنقيس بها تطور الفوتصال المغربي كتجربة محلية خالصة نعتبرها نموذجا ملهما لباقي المنتخبات الوطنية، فالذي تحقق في العقد والنصف الأخير على مستوى تطوير الأندية الوطنية وجودة قاعات التباري وإنتاج لاعبين داخل المغرب وإيصالهم إلى الإحتراف بأندية أوربية قوية، في حقيقة الأمر شيء يدعو إلى التنويه، وإلى التمني أن نتوفر على منتخب أول يشبه منتخب الفوتصال في تفوقه الإفريقي و”كاريزماه” في حصد الألقاب بشكل متوالي، وفي توفره على شخصية البطل التي يقارع بها أعتى المرشحين على لقب كأس العالم بدون مركب نقص.
قبل أيام طالعت مقالا للصحفي الرياضي الإسباني المتخصص في كرة القدم داخل القاعة أدريان إستيبان كاريرو، أكد فيه أن أقوى منافس قد يخلق المفاجأة في بطولة العالم بأوزبكستان هو المغرب، وأنه قد يكون خصما قادرا على الإطاحة بمنتخب “لاروخا” إذا ما التقيا في إحدى الأدوار المتقدمة، مبديا انبهاره بالإجتهاد التكتيكي الذي يبدعه باستمرار الناخب الوطني هشام الدݣيݣ الذي اعتبره واحد من خيرة مدربي الفوتصال في العالم.
كل هذا لا يعني أن نرفع سقف المتمنيات أكثر من اللازم، ونبدأ في المطالبة بالعودة باللقب من أوزبكستان، رغم أننا نتوفر على كل المقومات لذلك، ولكن مبدأ التأني في قطف ثمار مشروع كروي ناجح، والتدرج في الإنجازات يفرض علينا أن نتقبل أي نتيجة تشبه الدورة الماضية، أو فوقها بقليل، ما دام القطار موضوع على سكته بشكل صحيح، وأن الفوتصال المغربي سيقول كلمته عالميا طال الزمن أم قصر.