رفع الأثقال.. رياضة تشكو ضعف الإمكانيات بالقنيطرة ومناشدة للنهوض بأوضاعها- حوار
تواجه رياضة رفع الأثقال في المغرب تحديات جمة، تحول دون بلوغها مستويات، تسمح لها بالمنافسة على أعلى مستوى بمختلف المنافسات القارية والعالمية.
وفي هذا الإطار، أجرت صحيفة “صوت المغرب” حوارًا مع رئيس النادي القنيطري لرياضة رفع الأثقال، عادل أرباب، الذي تحدث فيه عن أبرز التحديات التي يواجهها النادي، مثل غياب التمثيل في الجامعة الملكية المغربية لرفع الأثقال، ودعا في غضون ذلك، إلى ضرورة إحياء هذه الرياضة في مدينة القنيطرة، مسلطا الضوء على استراتيجية النادي لتطوير الرياضة محليًا، “من خلال استقطاب الشباب والمواهب، وتعزيز الدعم المادي واللوجستي للنادي”.
وشدد أرباب، في ذات السياق، على أهمية التعاون مع الجامعة الملكية المغربية لرفع الأثقال ومختلف الجهات المعنية، لتطوير رياضة حمل الأثقال بالمدينة، لافتا إلى دور الإعلام في زيادة الاهتمام الجماهيري بهذه الرياضة التي تحتاج إلى عناية أكبر لتحقيق نتائج مشرفة على المستوى الوطني والدولي.
فيما يلي نص الحوار:
توليكم رئاسة النادي القنيطري جاء بعد جمع عام يوم 14 شتنبر. كيف تقيمون أجواء هذا الجمع، وما هي أبرز النقاط التي ركزتم عليها في برنامجكم؟
أولاً، نشكر صحيفة “صوت المغرب” على هذه الالتفاتة وهذا الحوار القيم.
قبل أن أتولى رئاسة النادي القنيطري لرفع الأثقال، كنت عضواً في جمعية النادي القنيطري منذ تأسيسها في سنة 2014، وكان المؤسس هو الأخ الطاهر رشيد، الذي تولى الرئاسة لولايتين، قبل أن تضرب جائحة فيروس كورونا التي توقف النشاط الرياضي بالمدينة بسببها لمدة سنتين حتى تقرر عقد الجمع العام الذي تم بموجبه انتخابي رئيساً للنادي القنيطري لرفع الأثقال، طبقاً لقانون التربية البدنية 30.09 الذي ينص على أن الجمع يتم بلائحة ووكيلها، التي كانت وحيدة خلال الجمع و كنت مرشحها وتم التصويت بالإجماع ،هكذا تمت العملية .
النادي القنيطري غير ممثل حالياً في الجامعة الملكية المغربية لرفع الأثقال. ما هي أسباب هذا الوضع؟ وهل هناك خطوات لتغيير ذلك؟
أولاً، التمثيلية داخل الجامعة الملكية المغربية تتكون من جمعيات رياضية لرفع الأثقال. إذن، الجامعة هي من عليها فتح باب التواصل وتشجيع الجمعيات من خلال الدورات التكوينية والتعريف بهذه الرياضة العريقة والتاريخية التي لا تقل أهمية عن باقي الرياضات.
وقد قمنا في ولاية المكتب السابق الذي كان يترأسه الأخ الطاهر رشيد، بوضع طلب من أجل نيل حق التمثيل بالجامعة، وقد حضر بعض أعضائها وزاروا القاعة والمعدات.
لكن للأسف، بعد ذلك جاءت جائحة كورونا، ولم يتم الانخراط وظلت الأمور متوقفة إلى حين انتخابي. لكن سنعيد الاتصال مع الجامعة الملكية المغربية لرياضة رفع الأثقال، وسنضع طلبًا بين يدي الرئيس كمال لحلو، ونشكره من هذا المنبر على اهتمامه بهذه الرياضة لأنه إنسان رياضي ويحب هذه الرياضة. ونتمنى أن يكون هناك تغيير على مستوى القنيطرة التي أمثلها.
صرحتم بأنكم تسعون إلى إحياء رياضة رفع الأثقال في مدينة القنيطرة. ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم لتحقيق هذا الهدف؟
نبدأ السؤال من آخره. لتحقيق هذه الأهداف، هناك استراتيجية يضعها المكتب الجديد الذي يتكون من الغيورين والمحبين لهذه الرياضة. أولاً، التعريف بها من خلال الدورات التدريبية والعمل مع النوادي الرياضية لاكتشاف المواهب والطاقات الصاعدة. وكلنا أمل في تحقيق وتنفيذ برنامجنا الطموح. مدينة القنيطرة لديها شباب رائع ينقصه التشجيع، ولديه القدرات لتمثيل المدينة والمغرب.
المغرب لم يحصل على أي ميدالية في رفع الأثقال في أولمبياد باريس 2024. برأيكم، ما هي الأسباب الرئيسية لهذا الغياب عن منصات التتويج؟ وكيف يمكن تغييره؟
رياضة رفع الأثقال ليست رياضة عادية؛ فهي تتطلب اهتمامًا كبيرًا واستمرارية، كما تتطلب مصاريف مادية لصناعة الأبطال وصقل المواهب. وللأسف، هناك بعض الأبطال الذين لم تسعفهم الظروف. ربما هناك خلل يجب تداركه، وأعتقد أن الاهتمام بهذه الرياضة يجب أن يتضاعف لكي نتمكن من الصعود إلى منصات التتويج الأولمبية.
ما هي استراتيجيتكم لتطوير رياضة رفع الأثقال في القنيطرة؟ وهل هناك خطط لاستقطاب المواهب الشابة وتشجيعهم على ممارسة هذه الرياضة؟
استراتيجيتنا ستعتمد على اللقاءات التواصلية والتعريف برياضة رفع الأثقال مع الفتيان والشباب في مدينة القنيطرة. سيكون لدينا برنامج مع أعضاء المكتب للنادي القنيطري، وهدفنا هو تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة.
هل تواجهون صعوبات تتعلق بالدعم المادي أو اللوجستي للنادي؟ وكيف يمكن للجهات المعنية المساهمة في تحسين ظروفكم؟
لنكن واضحين، نعم، لدينا بعض الصعوبات المادية وسندق أبواب الجهات المعنية من مجالس منتخبة وسلطات محلية وإقليمية. وأعتقد جازماً بأنها لن تبخل عنا في تطوير هذه الرياضة، وكذلك الجامعة الملكية المغربية لرياضة رفع الأثقال برئاسة السيد كمال لحلو المحب لهذه الرياضة، لدفعها وتطويرها سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
كيف تتعاملون مع ضعف الاهتمام الجماهيري والإعلامي برياضة رفع الأثقال في المغرب؟
ضعف الاهتمام الجماهيري والإعلامي يعود أساساً إلى ندرة التظاهرات الرياضية والتعريف بها وبأبطالها وإنجازاتهم. في المقابل، تجد بعض الدول تضع هذه الرياضة في المقام الأول. ومن جانبنا سنسعى جاهدين لخلق وتنظيم تظاهرات في هذا المجال، وكما قلت، دورات وورشات تكوينية بالتنسيق مع الأندية والجامعة الملكية المغربية لرياضة رفع الأثقال. هدفنا هو رفع راية وطننا في المحافل الدولية.
كيف تنظرون إلى دور الجامعة الملكية المغربية لرفع الأثقال في تطوير هذه الرياضة؟ وهل هناك تعاون محتمل بينكم وبينها؟
الجامعة الملكية المغربية مكونة من جمعيات رياضة رفع الأثقال. دور الجامعة هو البحث عن النوادي الرياضية المهتمة بهذه الرياضة وتشجيعها، ومناقشة الإكراهات اللوجستية. هناك مجموعة من الأمور من اختصاص الجامعة حسب دفتر التحملات.
ما هي أهدافكم على مستوى النادي؟ وهل هناك مشاريع محددة تعملون على تحقيقها قريباً؟
أهدافنا حالياً هي التعريف أكثر بهذه الرياضة من خلال أنشطة ودورات تدريبية واستقطاب الفتيان والشباب. وهذا سيتطلب منا مجهودًا كبيرًا، لكن بفضل المكتب الحالي سنرفع سقف التحدي. أما على المدى البعيد، فحلمنا هو رفع راية وطننا في المحافل الدولية.
رفع الأثقال من الرياضات التي تتطلب تجهيزات خاصة. هل يمتلك النادي المعدات اللازمة؟ وإذا كان الأمر عكس ذلك، كيف تتعاملون مع هذا الوضع؟
بخصوص المعدات، حاليا نتوفر على البعض منها، وسنسعى للحصول على المزيد من المعدات مع حلول السنة المقبلة، إن شاء الله، من خلال فتح باب الانخراط في النادي القنيطري.
هل لديكم برنامج خاص للعنصر النسوي في النادي؟ وكيف يمكن تشجيع الفتيات على ممارسة رفع الأثقال؟
العنصر النسوي سيحصل على برنامج خاص من التمارين الرياضية مع خبراء في التغذية والأنشطة الرياضية، بالتوازي مع رياضة رفع الأثقال. العنصر النسوي هو شريك أساسي وركيزة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها في جميع المجالات.
ما هي الرسالة التي توجهونها لجماهير النادي القنيطري والمغربي بشكل عام لدعم هذه الرياضة؟
رسالتي هي أنه يجب وضع الثقة في الشباب ومنحهم فرصة في التدبير والتسيير. وأقول للقنيطريين وللمغاربة إن يدنا ممدودة للتعاون والعمل بعيداً عن الحزازات أو الاصطدامات الفارغة. نريد أن نرى راية بلادنا مرفوعة، كفانا من الهزائم. وفي النهاية، أشكر صحيفتكم المحترمة على هذا الحوار وعلى هذه النافذة التي أتاحتها لنا للبوح بما يخالجنا.
شكرًا لكم.