story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

رغم تعهداته الطاقية.. تقرير: المغرب ثاني أكبر مستهلك للفحم في إفريقيا

ص ص

أفادت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها أن المغرب يعد ثاني أكبر مستهلك للفحم في القارة الإفريقية، متوقعة أنه لن يعرف الطلب على هذه المادة تراجعًا كبيرًا بحلول سنة 2027، رغم تعهد المملكة في السنوات الأخيرة بالتقليل من اعتمادها على الوقود الأحفوري عمومًا، والتوجه نحو رفع مساهمة الطاقة النظيفة في المزيج الطاقي الوطني.

وأوضحت الوكالة في تقريرها حول تحليل استخدام الفحم بدول العالم وتوقعاتها لسنة 2027، أن المغرب يعد ثاني أكبر مستهلك للمادة في هذه القارة بعد جنوب إفريقيا التي تستحوذ على 86% من استهلاك إفريقيا، متوقعة أن ينخفض الطلب على الفحم إلى 9 ملايين طن سنة 2027 بدل 9.7 ملايين طن متوقعة هذه السنة.

وفسرت الوكالة هذا “التراجع الطفيف” بإضافة 6 تيراواط/ساعة من توليد الطاقة المتجددة بحلول عام 2027، بالإضافة إلى نمو الطلب الإجمالي على الكهرباء بمقدار 4 تيراواط/ساعة، مبرزة أنه بناءً على هذه المعطيات من المتوقع أن ينخفض الطلب على الفحم بشكل طفيف ليصل إلى 9.0 ملايين طن خلال الفترة حتى عام 2027.

وإجمالًا، تتوقع الوكالة أن يرتفع استهلاك الفحم في إفريقيا بمقدار 6 ملايين طن ليصل إلى إجمالي 191 مليون طن، مدفوعًا بشكل رئيسي بتحسن أداء محطات الطاقة العاملة بالفحم التي تديرها شركة “إسكوم” المملوكة للدولة في جنوب إفريقيا.

وقد شكّلت جنوب إفريقيا 86% من استهلاك الفحم في إفريقيا عام 2023، ومن المتوقع أن يرتفع استهلاكها للفحم إلى 165 مليون طن في 2024.

وبهذه الوتيرة، يرى العديد من المراقبين أن المغرب لا يزال بعيدًا عن تحقيق أهدافه الطاقية، رغم تسطيره لاستراتيجيته الوطنية للطاقة المتجددة، والتي تعهد من خلالها بالحد من انبعاث الغازات الدفيئة بحوالي 45.5%، والرفع من حصة الطاقة المتجددة في المزيج الطاقي الوطني إلى 52% بحلول 2030. حيث يعتمد المغرب على الفحم بنسبة 70% في توليد الكهرباء، بينما تمثّل الطاقة المتجددة نحو 20% فقط.

وكان الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، قد أوضح أنه رغم رهانات الحكومة الحالية بشأن الطاقات المتجددة، إلا أنها لا تمثل سوى 9% من المزيج الطاقي الوطني، علمًا أن هذا الطموح بدأ العمل عليه قبل 15 سنة، مما يعني أن المغرب لا يتقدم سوى بنصف نقطة مئوية سنويًا، وهو ما يدل على ضعف وتيرة التطور في هذا المجال.

وتابع الخبير في تصريح سابق لصحيفة “صوت المغرب” أنه على الرغم من الشعارات التي ترفعها العديد من الدول حول العالم المتعلقة بالتحول الطاقي نحو الطاقات المتجددة، إلا أن الخبراء يرون أن مساهمة البترول في المزيج الطاقي لن تقل عن الثلث في الخمسين سنة المقبلة، مضيفًا أنه “إن كانت الحكومة ترى أن الشمس والرياح قادرتان على تلبية الطلب المقدر بـ12 مليون طن من الطاقات البترولية، فلتقم بتفعيل هذا الحل حالًا لحماية المغاربة من شر الأسعار الملتهبة اليوم”.