رغم تداعياته.. تقرير يكشف عدم اهتمام المغاربة بالتغير المناخي

كشف تقرير حديث أن التغير المناخي لا يزال يحظى باهتمام محدود في أوساط المواطنين المغاربة، رغم ما تشهده البلاد من تداعيات بيئية متزايدة، أبرزها الجفاف وندرة المياه وتقلّبات الطقس.

وبحسب التقرير، الصادر عن مؤسسة “أفروبارومتر” (Afrobarometer)، فإن نسبة المغاربة الذين صنفوا “التغيرات المناخية” كإحدى أبرز المشاكل التي تواجه البلاد لم تتجاوز 0,6% من إجمالي المستجوبين، وهي نسبة توصف بالضعيفة مقارنة بمواضيع أخرى مثل البطالة، تدهور الأجور، وارتفاع تكاليف المعيشة.

فوي السياق ذاته، أشار المصدر إلى أن أولويات المواطنين المغاربة تمحورت أساسًا حول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، حيث تصدرت قضايا كالبطالة بنسبة 22,8%، وغلاء المعيشة بنسبة 18,5%، بالإضافة إلى مشاكل تتعلق بالسكن والتعليم والخدمات الصحية.

ورغم الترتيب المتأخر لقضية التغير المناخي ضمن أولويات المستجوبين، فإن معطيات التقرير تكشف عن مؤشرات واضحة تدل على تأثيرات هذا التغير في الحياة اليومية للمغاربة. لافتا إلى أن نحو 32% من المشاركين قالوا إنهم واجهوا خلال السنة الماضية نقصًا في المياه الصالحة للشرب لأغراض منزلية، وهي نسبة ترتفع بشكل ملحوظ في المناطق القروية مقارنة بالمدن.

وفي نفس السياق عبر 27% من المستجوبين عن تعرضهم لنقص في الوقود المستخدم للطهي، ما يعكس تراجع القدرة على الحصول على مصادر طاقة مستدامة.

وأورد المصدر ذاته أن نسبة مهمة من الأسر المغربية، خاصة في المناطق القروية، تعتمد على مصادر مياه غير مهيكلة كآبار غير محمية أو مياه الأمطار، وهو ما يؤشر على هشاشة البنية التحتية المائية، وضعف التأقلم مع التحولات المناخية الجارية.

وفيما يخص الطاقة، أفاد التقرير بأن 6,6% من الأسر القروية تستخدم الألواح الشمسية كمصدر بديل للكهرباء، مقابل 1,9% في المدن، ما يُظهر وجود بوادر لاعتماد حلول مستدامة وإن كانت ما تزال محصورة ضمن نطاق محدود وفردي.

*سناء الأحبابي – صحافية متدربة