رغم الإجهاد المائي.. المغرب يفتح سوقا جديدة لتصدير الأفوكادو المستنزفة للمياه
أرسل المغرب، في مارس 2024، أول شحنة مباشرة لفاكهة الأفوكادو من نوع “هاس” إلى جورجيا، وذلك بفضل التعاون بين أحد المستوردين المحليين وسلسلة أحد المتاجر الكبرى، مما أتاح للمستهلكين الجورجيين إمكانية الوصول إلى كمية وفيرة من الأفوكادو بسعر منخفض.
لكن المثير في عملية التصدير هاته، هو أن هذا النوع من الأفوكادو عالي الجودة من المغرب يتم بيعه بسعر أقل من أفوكادو من نوع “فويرتي الأخضر” القادم من تركيا.
وعزا موقع agrimaroc.ma هذا الفرق في السعر بين النوعين من أجل حمل المستهلكين الجيورجيين الذين يميلون تقليديا إلى اختيار الأفوكادو الأخضر غير الناضج، على استهلاك الأفكادو المغربي من نوع “هاس”.
وأوضح المصدر ذاته، أنه على الرغم من تزايد شعبية استهلاك الأفوكادو في جورجيا، إلا أن المواطنين هناك لا يزال لديهم تصورات خاطئة حول نضج الفاكهة.
ويعتقد الكثير من الناس خطأً أن الأفوكادو الداكن ناضج جدًا وغير صالح للاستهلاك، كما يقول خبير من موقع إيست فروت المتخصص في الخضروات والفواكه، مما يدفعهم إلى تفضيل الأفوكادو الأخضر.
لكن، مع بداية توريد أفوكادو الهاس من المغرب، فمن الممكن أن يتم التخلي تدريجياً عن هذه الأحكام المسبقة من طرف المستهلكين الجيورجيين، حول الأفوكادو المغربي.
وللإشارة فقد عرفت واردات جيورجيا من الأفوكادو ارتفاعا كبيرا سنة 2023، بنسبة بلغت 80% لتتجاوز 1500 طن لأول مرة، وقد كان هذا الارتفاع بفضل شحنات مباشرة من الأفوكادو القادمة من كينيا في عام 2023، مما ساهم في تنويع مصادر التوريد للمستهلكين الجورجيين.
وعلى الرغم من محاولات جيورجيا لزراعة فاكهة الأفوكادو، إلا أن الظروف المناخية بالبلاد غير مواتية، حيث أن فصل الشتاء يكون باردا جدا وهو ما لا يتناسب مع هذاالنوع من المزروعات.
ولذلك، يظل الاستيراد هو طريق إمداد الأفوكادو الرئيسي للبلاد، مما يوفر للمستهلكين مجموعة متنوعة من الخيارات وبأسعار تنافسية.
وتعتبر فاكهة الأفوكادو من الزراعات المستنزفة للفرشة المائية حسبما أكدته عدد من التقارير، وهو ما دفع الحكومةإلى وقف دعم هذا النوع من الزراعات.
وكان وزير التجهيز والماء نزار بركة قد أكد في تصريحات سابقة، أن الحكومة قررت وقف دعم زراعة الأفوكادو، وبدأت في نهج منطق الحذف المرتبط بكمية الماء في المناطق المختلفة، وهو المنطق الذي تم الاعتماد عليه لاتخاذ قرار وقف زراعة البطيخ الأحمر في طاطا، وتخفيض زراعته بنسبة 75 بالمائة في زاكورة.
وفي السياق، أشارت تقارير إلى أن نسبة صادرات المغرب من الأفوكادو ارتفعت خلال السنة الأخيرة، وتوسعت المساحات المزروعة من هذه الفاكهة، على الرغم مما تعيشه البلاد حالة إجهاد مائي دفعت السلطات إلى إعلان “حالة الطوارئ المائية” منذ يوليوز من العام الماضي.
وتتم زراعة فاكهة “الأفوكادو” بالمغرب، على طول الساحل بين مدينتي طنجة والرباط، والذي يتمتع في الوقت الحالي، بما يكفي من الأمطار والموارد المائية للري، خصوصا وأن هذه الفاكهة تعد من أكثر الفواكه استهلاكا للمياه.
فحسب بيانات المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة، فإن كيلوغراما واحدا من الأفوكادو يتطلب 729 لترا من المياه، ما يمثل أضعاف ما تحتاجه فواكه أخرى.
لكن معطيات أخرى لمجلة “هيدرولوجيا وعلوم نظام الأرض” العلمية أكدت أن كيلوغراما واحدا من الأفوكادو يتطلب مايناهز 2000 لتر من الماء، وهو ما يمثل أضعاف ما تحتاجه فواكه أخرى.