رشيد بنمحمود.. رجل الظل والنور الذي قاد الأسود حينما غاب الركراكي
بعدما غاب الناخب الوطني وليد الركراكي عن المباراة التي جمعت أسود الأطلس أمس الأربعاء بمنتخب الرصاصات النحاسية، استلم رفيقه في عالم الساحرة المستديرة ومساعده رشيد بنمحمود مشعل قيادة الأسود، وهو الرجل الذي كان من من جنود الظل الذين صنعوا المعجزة التي سطرها الأسود في قطر.
ولرشيد بنمحمود تاريخ طويل مع الكرة والملاعب، بدأه يافعا بيوسفية الرباط ثم توالت التجارب بعدها ليصل لاحقا إلى عالم التدريب.
اللقاء الأول بالكرة
بدأت قصة رشيد بنمحمود مع الكرة صغيرا، نسج خيوطها الأولى بدحرجة الكرة في الشوارع والساحات مع الأقران قبل أن تنطلق مسيرته الكروية مع العديد من الأندية المغربية والعربية، ومع المنتخب الوطني الأول الذي حمل قميصه لأكثر من عقد من الزمن.
بداية الرحلة انطلقت عند بنمحمود من وسط ميدان يوسفية الرباط بين سنتي 1986 إلى 1989، قبل أن ينتقل إلى فريق القرض الفلاحي بين عامي 1989 و1993، وبعدها الفتح الرباطي في السنتين المواليتين.
رحلته مع الملاعب ظلت مستمرة لكن خارج البلاد هذه المرة وتحديدا بالخليج مع نادي الريان بين 1996 و1997، ثم لعب في صفوف شباب أهلي دبي ما بين 1998 و2003، ومنه انتقل إلى نادي العربي بقطر، قبل أن ينهي مسيرته الكروية سنة 2005.
ومابين كل هذه النوادي، كان رشيد بنمحمود يخوض مشوارا آخر مع المنتخب الوطني المغربي دام عقدا من الزمن، لينهيه سنة 2002، وهو المشوار الذي كتب له فيما بعد أن يستمر بصيغة أخرى يدخلها من باب التدريب.
نحو مربع التدريب
حينما انتهت حكايته لاعبا للكرة، ولج رشيد بنمحمود بثبات مربع التدريب، ضمن طاقم رشيد الطاوسي، مدرب المنتخب الوطني الأسبق، جنبا إلى جنب مع وليد الركراكي، الذي سيلتقي به لاحقا، في رحلة مونديال قطر، حيث سيصنعان معا ملحمة سيتذكرها التاريخ طويلا.
وقبل رحلة المونديال تألق بنمحمود مع المدرب الحسين عموتة في أكثر من مناسبة، خاصة مع الحصول على ألقاب عديدة منها عصبة أبطال أفريقيا والبطولة الاحترافية، وهو التألق الذي لم يستمر لوقت أطول على إثر خلافات قادتهما إلى طرق مختلفة.
وفي مشواره مع التدريب، اختبر بن محمود تجارب مهمة، حيث حصل على العديد من الشهادات التدريبية باشتغاله رفقة مدربين كبار، منهم المدرب الألماني وينفريد شيفر داخل نادي الأهلي الإماراتي.
رفيق لوليد وقريب من لاعبيه
انتقل رشيد بنمحمود مجددا إلى دائرة الضوء، بعدما استدعاه الناخب الوطني وليد الركراكي إلى الطاقم التقني للمنتخب خلال منافسات كأس العالم بقطر.
هناك حيث سطع نجمه مع الأسود مرة أخرى، رجل يحلل الميدان وآداء اللاعبين ويقدم المعطيات والخطط، ولكنه أيضا يصنع في خضم كل ذلك الثقة والفرحة معا، كثير من مقربيه يشهدون له “بالمواقف والنكة” وأنه “رجل الجمع بين المتناقضات”.
هو حس غير خفي حيث تظهره في كل مرة المقاطع المصورة من كواليس تداريب أبناء وليد الركراكي، ومنها تلك المشاهد التي يظهر فيها إلى جانب حكيم زياش، اللاعب الذي طالما عرف عنه العناد، ووحده رشيد بنمحمود يفك هذه الشيفرة ليسرقا معا لحظات للمرح أثناء الحصص القاسية.
وعن غياب رفيقه الاضطراري وليد الركراكي عن مباراة المغرب ضد زامبيا علق بنمحمود: “لسنا سعيدين بتوقيف مدربنا لأنه في اعتقادنا لا يستحق ذلك، ولأنه رجل قام بعمل كبير في كأس العالم من أجل تقديم صورة أخرى لإفريقيا”.