رسمياً.. الرجاء ينهي مرحلة التسيير الجمعوي ويفعل الشركة الرياضية

أعلن نادي الرجاء الرياضي بشكل رسمي، تفعيل شركته الرياضية وفتح رأسمالها أمام مستثمر مؤسساتي، في خطوة وُصفت بالتاريخية، تجعل الرجاء أول نادٍ مغربي يدخل في شراكة من هذا النوع، بهدف الخروج من أزمته المالية والبنيوية العميقة، وإرساء نموذج جديد من التسيير الاحترافي والمستدام.

وأوضح النادي، في عبر بيان رسمي نشره على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماع، الثلاثاء 27 ماي 2025، أن المشروع يأتي تتويجًا لمسار اشتغال استمر لأكثر من سنتين، ويهدف إلى التحول من نموذج تسيير جمعوي تطوعي إلى نموذج مؤسساتي قائم على الشراكة بين الجمعية الرياضية والمستثمر المؤسساتي، داخل شركة “RAJA SA”، المؤسسة منذ أواخر سنة 2020.

ويقوم المشروع على زيادة رأسمال الشركة الرياضية من 300 ألف درهم إلى 250 مليون درهم، حيث ستسهم الجمعية الرياضية للنادي بـ100 مليون درهم، وهي قيمة الأصول التي ستُحوَّل من الجمعية إلى الشركة، في حين سيسهم المستثمر المؤسساتي بـ150 مليون درهم تُدفع على ثلاث دفعات خلال ثلاثة مواسم رياضية.

وستتوزع الحصص داخل رأسمال الشركة بنسبة 60% للمستثمر و40% للجمعية.

وسيشمل هذا التحول توقيع عقد تدبير بين الطرفين، يحدد أسس الاشتغال وآلياته، إضافة إلى مدة الشراكة، ونظام العائدات التي ستعود على الجمعية، في احترام لمقتضيات القانون 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة.

كما ستبقى أكاديمية الرجاء الرياضي، التي تبلغ قيمتها التقديرية 280 مليون درهم، في ملكية الجمعية، مع وضعها رهن إشارة الشركة الرياضية.

وأكد الرجاء أن هذا المشروع نال ترحيبًا رسميًا من سلطات مدينة الدار البيضاء، ومن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال تقديم خطوطه العريضة في مطلع سنة 2025، لما يتضمنه من حلول بنيوية واستراتيجية، قادرة على إعادة التوازن المالي والإداري للنادي، وتعزيز استقراره وتنافسيته.

وجاءت هذه الخطوة، حسب البيان، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات سنة 2008، والتي دعت إلى تنويع مصادر تمويل الأندية الرياضية، والرفع من كفاءة تسييرها، عبر شراكات بين القطاعين العام والخاص.

وشدد النادي على أن المشروع يهدف إلى معالجة الأزمة الهيكلية التي عاشها طيلة سنوات، بسبب ضعف الحكامة وتعاقب الرؤساء والأزمات المالية الخانقة، مشيرًا إلى أن المشروع يمثل فرصة لتجاوز هذه المعوقات، وبناء نادي عصري مهيكل، قادر على الاستمرار والتألق محليًا وقاريًا.

وفي السياق ذاته، كشف الرجاء عن تفاصيل التقييم المالي الذي أنجزته مؤسسة متخصصة، والذي قدر القيمة الإجمالية لأصول النادي بـ510 ملايين درهم، موزعة على 80 مليون درهم لقيمة اللاعبين، و150 مليون درهم للعلامة التجارية، و280 مليون درهم للأكاديمية.

أما مجموع الديون والخصوم المستحقة فقد بلغ 130 مليون درهم، ليُحتسب صافي التقييم بـ380 مليون درهم، منها 100 مليون فقط ستحوَّل إلى الشركة الرياضية بعد خصم قيمة الأكاديمية.

وأوضح النادي أنه توصل إلى اتفاق مبدئي مع شريك تاريخي سبق أن كان راعيًا رسميًا للفريق، لدخول رأسمال الشركة الرياضية، وذلك خلال اجتماع رسمي عقد يوم 9 ماي الجاري بحضور رئيس الجامعة، بعد سلسلة من المفاوضات والدراسات المالية والفنية.

ويطمح الرجاء من خلال هذه الخطوة إلى الجمع بين خبرة الجمعية الرياضية في الجانب التقني والتكويني، وبين الكفاءة الإدارية والمالية للمستثمر، في إطار حكامة مستقرة وفعالة، تُحدث قطيعة مع نمط التسيير التقليدي، وتؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ النادي.

وأكد النادي أن المجلس الاستشاري يرى في هذا المشروع أفقًا حقيقيًا لبناء نادٍ نموذجي، يتمتع ببنية قوية، ومكانة تنافسية على المستويات الوطنية والإفريقية والدولية، معتبرًا إياه منعطفًا استراتيجيًا في مسار الرجاء الرياضي، وقاطرة لإصلاح عميق، يعيد للنادي إشعاعه التاريخي.

وتقرر أيضا عقد جمع عام للجمعية في الأيام المقبلة، للتداول في التقريرين الأدبي والمالي لموسم 2024/2025، وطرح هذا المشروع الهيكلي على التصويت، وانتخاب مكتب مديري جديد تكون مهمته الأولى تنفيذ هذا المشروع وتفعيله، من خلال إعداد الوثائق القانونية كعقد التدبير وميثاق المساهمين.

كما عبر المجلس الاستشاري عن شكره وامتنانه لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، وللسلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء، ولإدارة الشركة المؤسساتية المستثمرة، على ما قدموه من دعم ومساندة لإنجاح هذا المشروع الاستراتيجي.