“رحلة إلى الصين” تمنح طبيب الحسن الثاني جائزة ابن بطوطة للرحلة
عبّر الدكتور محمد خليل الطبيب السابق للملك الراحل الحسن الثاني في تصريح خص به صحيفة “صوت المغرب” عن سعادته بفوز كتابه رحلة إلى الصين، بجائزة بن بطوطة صنف الرحلة الحديثة. وهي الجائزة التي اعتبرها الكاتب بمثابة شهادة بأهمية العمل الذي قدمه.
ويعتبر محمد خليل الذي يترأس جمعية الصداقة المغربية الصينية، والذي تم تقليده بوسام رفيع من الرئيس الصيني الحالي، نظير مساهمته في تطوير العلاقات المغربية الصينية، كتابه الجديد الفائز بجائزة بن بطوطة للرحلة الحديثة “باكورة إصداراته، التي ستتلوها إصدارات أخرى”.
فكرة الكتاب
وأشار خليل إلى أن فكرة الكتاب، وليدة تقاسم ذكرياته في الصين مع عائلته الصغيرة، التي كانت تطلب منه كل مرة تحرير كتاب يؤرخ لرحلته، مضيفا أن ما سرّع إخراج الفكرة للوجود، “هو تدوينة كتبتها قبل سنوات على صفحتي بالفايسبوك، تحكي قصة أستاذة أمريكية للغة الإنجليزية بكلية الطب التي كنت أدرس بها في الصين”، وهي التدوينة التي حظيت بإعجاب المتتعين الذين طلبوا منه كتابة مذكراته عن رحلته ، خصوصا وأن قصة الأستاذة الأمريكية انتهت بإعلان إسلامها.
وأضاف خليل أن إصدار الصحفي حميد الجماهري لكتاب يحكي قصة رحلته دامت عشرة أيام للصين، “والذي طلب مني أن أقدم قراءة له في إحدى السنوات، جعلني أتساءل، لماذا لا أؤلف كتابا عن رحلتي، وأنا الذي قضيت سنوات طويلة في الصين، طالبا، ثم زائرا لها عشرات المرات، باعتباري رئيسا لجمعية الصداقة المغربية الصينية”.
حكايات من الكتاب
وتحكي فصول الكتاب، بداية رحلة الطالب محمد خليل إبن مدينة الدار البيضاء أواخر السبعينات إلى دولة الصين من أجل دراسة الطب، وما رافق قرار الرحيل من استعدادات، وتفاصيل الرحلة الطويلة من مطار الدار البيضاء إلى مطار بكين، وأجواء الدراسة التي رافقته كطالب أجنبي، وصعوبة التواصل مع الصين كفضاء منغلق يومها.
ويقدم الكتاب بلغة أدبية شيقة، مراحل التحول الذي عرفته الصين، من بلد منغلق على نفسه إلى بلد منفتح ومتقدم، كما يقدم وصفا دقيقا وممتعا عن المدن التي زارها الكاتب، من خلال نظرة رحالة معاصر، وكذلك من خلال نظرة رحالة سبقه إلى الصين قبل 6 قرون، حين يقارن بين الوصف الذي قدمه ابن بطوطة للأماكن التي زارها، والأماكن التي زارها صاحب الكتاب، وذلك عبر عشرات المدن داخل الصين والبلدان المجاورة.
ولم يفت الكاتب الإشارة إلى طبيعة تفاعله وهو في المهجر مع الأحداث التي عرفها المغرب يومها، من قبيل انتفاضة 1981، إضافة إلى أحداث أخرى، من قبيل مجزرة صبرا وشاتيلا وغيرها، وذلك من خلال مضامين تحاول تقريب القارئ الصيني من طبيعة القضايا العادلة للشعوب العربية، خصوصا القضية الفلسطينية، التي يقدمها الكاتب باعتبارها قضية شعب محتل يقاوم من أجل الاستقلال.
شخصيات مغربية
ولم يخل الكتاب من تذكّر لذكريات مرتبطة بعودة الكاتب للمغرب، والفترة التي قضاها كطبيب بالمصحة الملكية كطبيب للحسن الثاني، إضافة إلى لحظة عودته لزيارة الصين برفقة الوزير الأول المغربي يومها عبد الرحمان اليوسفي.
ويقول الكاتب، إن الصين التي وجدها، غير الصين التي رحل عنها، بلد حقق قفزة اقتصادية كبرى، بفضل قيادة سياسة لها رؤية ومشروع للتحديث.
ويستحضر الدكتور خليل كذلك علاقته بالدكتور عبد الكريم الخطيب، عبر محطات عديدة، تبدأ من لحظة تشجيع الرجل كأول طبيب جراح بالمغرب للطالب محمد خليل للدراسة في الصين، وزيارة الدكتور الخطيب للصين رفقة زوجته و كذلك رفقة أول سفير للمغرب في هذا البلد، وعلاقته بشخصيات أخرى.
ترجمة الكتاب وكتب أخرى في الطريق
ويعتبر كتاب الدكتور محمد خليل الفائز بجائزة بن بطوطة لأدب الرحلة، باكورة إنتاجاته، والتي ستتلوها إنتاجات أخرى، شرع الكاتب في تحرير إحداها، ويتعلق الأمر بكتاب يقارن بين الطب العربي والطب الصيني التقليدي.
وسيصدر الكتاب باللغة الصينية، بالتزامن مع إصداره باللغة العربية، حيث تكفل أحد مراكز الدراسات والأبحات في جامعة شان هاي بالصين بترجمة الكتاب، وهي الترجمة التي أنجزها أحد أهم المترجمين الصينيين، والذي قدم كذلك للكتاب في نسخته باللغة العربية.