رئيس جامعة وجدة: لا توجد مادة تضاهي قيمة الماء
قال ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، إن التركيبة الكيميائية للماء التي تتكون من عنصري الهيدروجين و الأوكسجين، تعد أبسط وأسهل تركيبة كيميائية على الإطلاق، لكن في نفس الوقت الماء مادة لا تضاهي قيمتها أي مادة أخرى على وجه الأرض بما فيها الألماس.
وأضاف في الندوة الأولى من الحملة التحسيسية التي أطلقها مركز الشرق للعلوم وتكنولوجيا الماء والبيئة التابع للجامعة، اليوم الخميس 28 مارس 2024، بالمدرسة العليا للتكنولوجيا والتي تستمر حتى 20 من أبريل القادم، أنه بالنظر لهذه الأهمية القصوى قال الله تعالى :”وجعلنا من الماء كل شيء حي”.
كما استحضر في هذا السياق ما قاله أنطوان دي سانت اكزوبيري، في مؤلفه “أرض الرجال”، عندما وجد نفسه تحت رحمة العطش وهو تائه في صحراء ليبيا حيث قال ممتدحا الماء “أيها الماء أنت لست مهما للحياة..أنت الحياة”.
وأبرز أن الماء فعلا هو الحياة كلها، بالنظر إلى أنه موجود في كل مناحيها، ولا توجد مادة تصنع أو تزرع ولا يدخل في تكوينها وتركيبها الماء، وحتى الطاقة بما فيها الطاقات المتجددة أو الطاقات النظيفة والجديدة تحتاج إلى الماء.
وكما أن الماء هو الحياة، فهو أيضا مصدر للقلق و التوترات بين الدول، إذ أن العديد من الدول تعرف عدة توترات بسبب الماء.
وحتى يؤكد على أهمية الحفاظ على الماء، دعا الحاضرين وكانوا في الأغلب من الطلبة والتلاميذ إلى إدراك صعوبة العيش في أماكن التوتر بسبب الماء، بل صعوبة العيش في ظل الندرة التي بدأنا نعيش آثارها بشكل مستمر.
وأشار إلى أن المنظمات الدولية المعنية، تؤكد على أنه لانجاز تطور اقتصادي لابد أن تتوفر للفرد نحو 1400 متر مكعب من الماء سنويا، وفي الوقت الذي كنا في المغرب في مطلع الستينات نتوفر على أزيد 2650 متر مكعب للفرد سنويا، تراجعنا اليوم إلى ما دون 700 متر مكعب للفرد.
وفي الوقت الذي أكد على أن التغيرات المناخية لها دور كبير في الوضعية الحالية، أبرز أن المواطن يجب أن يضطلع بدور فعال أيضا في ترشيد إستهلاك المياه، هذه المادة التي لا يمكن تصنيعها.
ومن جانبها فالجامعة حسب زغلول تقوم بأدوار مهمة في مواجهة الوضعية الحالية، من خلال الأبحاث والدراسات التي تقوم بها فرق البحث التابعة لها، وهي الأبحاث التي مكنت حتى الآن من وضع العديد من المشاريع والابتكارات التي مكنت فعلا من الحصول على مياه ذات جودة كما هو الحال بالنسبة للمحطة النموذجية التي شيدتها الجامعة ببركان ومكنت العشرات من الأسر من معالجة المياه المالحة.
وأيضا العدادات الذكية التي تعمل بتقنيات تمكن المستهلك من ترشيد استهلاكه، وتجرى في الوقت الراهن دراسات وأبحاث بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف ترشيد واقتصاد الاستهلاك.
هذا بالإضافة إلى البرامج التي يعمل عليها الباحثون بكلية المتعددة التخصصات بالناظور التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، حيث يجري الباحثون دراسات أظهرت نتائج جيدة تمكن من خفض الاستهلاك في المجال الفلاحي لنحو 20 في المائة.