story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

دولة ريال مدريد العميقة !

ص ص

الجدل الذي يعرفه الدوري الإسباني لكرة القدم حول التحكيم وقرارات الحكام، هو فقط قمة جبل الجليد في تداعيات العلاقة السيئة بين نادي ريال مدريد ورابطة “لاليغا”، والخلاف بين خابيير تيباس وفلورينتينو بيريز حول عائدات النقل التلفزي لمباريات الدوري، ولا علاقة للبارصا ولا قضية نيغريرا بالموضوع.

المشكل تعود جذوره الأصلية إلى مطالب ريال مدريد وبرشلونة منذ مدة طويلة بحصص أكبر من عائدات بيع حقوق النقل التلفزيوني بالنظر لقيمتهما الكروية في إسبانيا والعالم، ومساهمتهما الكبيرة في رفع نسب مشاهدة المباريات، فيما كانت رابطة لاليغا ترى ضرورة تحقيق بعض التوازن المالي بين جميع الأندية الإسبانية، ووصل الخلاف قبل بداية هذا الموسم إلى تصريحات لرئيس الريال الذي اعتبر تيباس شخصا غير مؤهل للتفاوض مع الحكومة الإسبانية حول عائدات النقل التلفزي لليغا، التصريح الذي فهم منه تيباس أن بيريز يعمل على إزاحته من منصبه وهنا بدأ شد الحبل بينهما.

ثم جاءت قضية عقد بيع حقوق التصوير داخل مستودعات الملابس وتصريحات اللاعبين بين الشوطين، لتزيد من حدة الحرب الخفية بين رابطة لاليغا وريال مدريد بعد أن رفض الأخير التوقيع على العقد، معتبرا أن مستودع الملابس هي منطقة حساسة وما يدور فيها لا يجب أن يخرج للرأي العام، وهو مبرر يخفي حقيقة رفض مبلغ 13 مليون أورو الذي تم تخصيصه للنادي مقابل السماح بالتصوير، بسبب ما اعتبرته جهات داخل ريال مدريد أن قيمة النادي أكبر بكثير من المبلغ المذكور.

وزاد رفض خابيير تيباس لمشروع السوبر الأوربي الذي يتبناه فلورينتينو بيريز بدعم من رئيس البارصا جوان لابورطا، من حدة الخلاف بينهما، حتى تراكمت “أخطاء” حكام المباريات التي يكون النادي الملكي طرفا فيها، خصوصا بعد مباراة ملعب كورنيا دلبرات ضد إسبانيول برشلونة، حيث تلاها بيانٌ ناري من إدارة بيريز، وصل  إلى حد اتهام حكام الدوري الإسباني بالفساد وعدم النزاهة واستهداف فريق أنشيلوتي، وتفاقمت حدة “الحرب” بعدما هدد الحكام بالإضراب احتجاجا على الإتهامات الموجهة إليهم، وساد الإعتقاد من خلال المباريات التي تلت البيان أن حكام لاليغا دخلوا على خط المواجهة، وأصبحوا يعاقبون ريال مدريد من خلال قرارات مثيرة للجدل خصوصا مباراة أوساسونا وطرد بيلينغهام من طرف الحكم مونتيرو، وأيضا “تسهيل” مهمة البارصا في الفوز وإزاحة الريال عن صدارة الترتيب.

طبعا العراب فلورينتيو بيريز وكعادته لن يبتلع هذه الضربات الموجهة لناديه، وسيواصل مواجهة تيباس في تداعيات معركة عائدات النقل التلفزي، فهو النادي- المؤسسة الإقتصادية المعروف بتغلغله في مختلف طبقات المجتمع الإسباني وله نفوذ داخل دواليب الدولة، وسيستعمل كل الوسائل للمحافظة على مصالحه المالية والرياضية، بما في ذلك إخراج الملفات “المرقدة” لخصومه، وقضية شركة الحكم مونتيرو وحالة التنافي، لم تخرج إلى الوجود هكذا بالصدفة مباشرة بعد جدل قيادته لمباراة ريال مدريد، وأيضا قد يصل الأمر إلى فرض تغييرات في أعلى الجهاز الكروي في إسبانيا في القادم من الأيام.