دولة إفريقية تعثر مسار “أسطول الحرية” نحو قطاع غزة المحاصر
على بعد أيام من إعلان نشطاء “أسطول الحرية” عن بدء استعدادات الإبحار صوب غزة، في محاولة منهم لاختراق الحصار المطبق على قطاع غزة وحمل المساعدات الإنسانية إلى أهل القطاع، تعثرت هذه المساعي “بسبب عقبات إدارية فرضتها غينيا بيساو”.
تفاصيل “التعثر”
وأعلن “تحالف أسطول الحرية” في بيان له يوم أمس السبت 27 أبريل الجاري، أن سلطات الاحتلال ضغطت على جمهورية غينيا بيساو لسحب علمها من السفينة الرئيسية للأسطول، وهو أمر يتطلّب فحصا إضافيا يؤخر المغادرة المقررة.
وقال إن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل هذه الطرق لعرقلة السفن عن الإبحار للإغاثة، مؤكدة أنهم يعملون على تخطي هذه العقبة لكسر الحصار عن غزة، وأضافت أن هذا التأخير لن يزيد على بضعة أيام، بشرط عدم وجود ما أسمته بـ”التدخل السياسي”.
وفي التفاصيل وأوضحت لجنة التحالف أنها تلقت طلباً غير معتاد لتفتيش سفينتهم الرئيسية، “أكدينيز”، رغم أن السفينة كانت قد اجتازت جميع التفتيشات المطلوبة سابقاً، ومع ذلك سمحت اللجنة لفرق تفتيش مخصصة وصلت الخميس الماضي من دولة غينيا بيساو إلى إسطنبول بالتفتيش، بهدف تأمين انطلاق الأسطول في موعده المحدد.
وتابعت أنه في يوم الجمعة، قبل اكتمال التفتيش، تم إبلاغ الائتلاف بقرار سحب العلم “في خطوة سياسية بحتة”، كما طلبت عدة معلومات استثنائية، تتضمن تأكيد وجهة السفن، أي موانئ إضافية محتملة للزيارة، وميناء تفريغ المساعدات الإنسانية والتواريخ والأوقات المقدرة للوصول، بالإضافة إلى رسالة رسمية توافق صراحة على نقل المساعدات الإنسانية وقائمة كاملة بالشحنة”.
وانتقد التحالف جمهورية غينيا بيساو قائلا إنها “سمحت لنفسها بأن تكون أداة في يد السياسات الإسرائيلية الرامية لحرمان الفلسطينيين من المساعدات الضرورية للبقاء على قيد الحياة، مما يعد تجاهلاً لالتزاماتها تجاه القانون الدولي الإنساني والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية.
وكان هذا الأسطول تأهب للإبحار من ميناء توزلا بغرب تركيا إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه من الاحتلال الإسرائيلي وتقديم المساعدات للسكان الفلسطينيين، وفق ما عبر عنه النشطاء المشاركون فيه والذين قدموا من 30 دولة مختلفة.
وعبر نحو 280 ناشطا ومدافعا عن حقوق الإنسان ومحاميا وطبيبا حول العالم عن استعدادهم للصعود على متن السفينة، حيث ترسو بالميناء التركي السالف الذكر 3 سفن على الأقل محملة بـ5 آلاف طن من المواد الغذائية ومياه الشرب والمساعدات الطبية، تنتظر الضوء الأخضر من السلطات التركية للإبحار الأسبوع المقبل إلى غزة.
تأهب “إسرائيلي”
وفيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي فإنه أعلن عن استعداده عسكريا لاستقبال “أسطول الحرية” إذ قالت القناة العبرية الـ12 في وقت سابق، إن دولة الاحتلال تعمل على الاستعداد سياسيا وأمنيا وعسكريا، لوصول “أسطول الحرية” البحري، الذي سينطلق من تركيا باتجاه غزة، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد أيضا للسيطرة على السفينة بقوة السلاح.
وأشارت القناة العبرية إلى أنه وفي الأيام الأخيرة نفذت تل أبيب سلسلة من الإجراءات السياسية وبدأت أيضا بالاستعدادات الأمنية لاحتمال استيلاء مسلح على السفينة، موضحة أن الأجهزة الأمنية تستعد لاحتمال أن يكون من الضروري وقف الأسطول الذي سيكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
ووفق القناة، بدأت إسرائيل سلسلة من التحركات السياسية أمام دول أوروبية (لم تسمها) بمساعدة الولايات المتحدة، دون أن توضح القناة طبيعة هذه التحركات.
ومضت القناة قائلة: “في الوقت نفسه، بدأ الجيش الإسرائيلي أيضا التدريب والتحضير لمداهمة السفينة وبدأ مقاتلو “شايطيت 13″ (وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية) في التدرب على مداهمة السفينة والاستعداد لكل سيناريو محتمل، ما يعيد إلى الأذهان الأحداث التي شهدها أسطول الحرية عام 2010”.
ووفق المصدر ذاته، أصيب مقاتل من “شايطيت 13” بعد سقوطه من حبل يتدلى من مروحية من ارتفاع عدة أمتار خلال التدريب على مداهمة أسطول الحرية.