story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

دور حراس المرمى

ص ص

شاهدنا أمس كيف كان لحراس المرمى دور حاسم في تغيير مسار المباراة الماراتونية التي واجه خلالها منتخب البرتغال نظيره السلوفيني برسم ثمن نهاية كأس أوربا للأمم المقامة حاليا بالملاعب الألمانية، والتي استمر فيها التعادل السلبي صفر لمثله طوال التسعين دقيقة ثم الشوطين الإضافيين، ليلجا المنتخبان إلى ضربات الترجيح من أجل حسم صاحب بطاقة التأهل لدور الربع.

نجوم البرتغال رغم سيطرتهم على جل أطوار المباراة وقيامهم بالعديد من محاولات التسجيل، إلا أن كل التفوق الميداني ل”برازيل أوربا” واجهه حارس مجرب هادئ، ذو شخصية قوية وبارع في التموقع بين أعمدة المرمى، إسمه يان أوبلاك الذي أعطى الدليل أمس أن التوفر على فريق منسجم وذو لياقة بدنية عالية وقوة ذهنية كبيرة، لا يساوي شيئا دون التوفر على حارس مرمى يعطي لزملائه الثقة الكافية، بتدخلاته الشجاعة، وردود فعله المنقذة للمرمى في اللحظات الحرجة التي يمكن أن تقلب الأمور رأسا على عقب.

أوبلاك كان طوال المباراة بتصدياته البطولية وتسييره لخط الدفاع ولعبه لدور القائد الموجه، يمضي بزملائه إلى تحقيق أول مفاجآت اليورو، بعد أن صد ضربة جزاء ببراعة في الشوط الإضافي الثاني نفذها النجم كريستيانو رونالدو وكادت أن تنهي كل شيء وتضرب كل مجهودات المائة وعشرين دقيقة في “الزيرو”.. أوبلاك كان هو نصف منتخب سلوفينيا باختصار.

على الجانب الآخر، ورغم أن حارس منتخب البرتغال دييغو كوسطا كان أقل عرضة لهجمات الخصم من أوبلاك، إلا أن تدخله الحاسم لإنقاذ مرماه من هدف قاتل في اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني بعد خطأ كارثي ل”الشيخ” بيبي كاد أن يتسبب له في اعتزال بئيس، وإطالة أمد المباراة إلى ضربات الترجيح التي أخرج فيها الحارس كوسطا كل مخزون التركيز والثقة بالنفس لصد ثلاثة ضربات جزاء لسلوفينيا وإعادة منتخبه من “طائرة” الإقصاء إلى دور الربع حيث سيواجه فرنسا في مباراة حارقة.

حارس المرمى في كرة القدم المعاصرة لم يعد فقط ذلك الرجل في التشكيلة المطلوب منه الإرتماء أرضا و صد قذفات الخصم نحو المرمى وكفى، بل أصبح هو القائد والملهم الذي يسير خط الدفاع وينبه لأخطاء الرقابة وفقدان التركيز، ويبعث في زملائه الثقة لمواجهة الخصم بشجاعة، والمساهمة في بناء العمليات الهجومية عبر إجادة اللعب بالقدمين أيضا، والتحول إلى مدافع متأخر في حالات الدفاع المتقدم والتدخل ب”التايمينغ” المناسب لقطع التمريرات التي تلعب وراء ظهر زملائه المدافعين.

التوفر على حارس جيد اليوم مثل التوفر على نصف التشكيلة، وهو ما تسعى إليه الأندية والمنتخبات في سياسة تكوينها للفئات الصغرى، بتوفير برامج تداريب نظرية وتطبيقية خاصة يسهر عليها مدربو متخصصون، هدفهم ضمان استمرارية التوفر دائما على فرد يقود التشكيلة من بين “خشبات” المرمى، ويكون له القسط الأوفر في تحقيق الإنتصارات لناديه ومنتخبه.