story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

دورة المفاجآت

ص ص

المباريات التي أجريت لحد الآن في كأس إفريقيا بالكوت ديفوار، أكدت التكهنات التي كانت تفيد قبل شهور، أن هذه الدورة ستكون صعبة و شاقة على جميع المنتخبات المشاركة، بكبيرها وصغيرها إن جازت تسميتهم، وأنها ستحمل الكثير من المفاجآت غير المنتظرة أكثر من الدورات السابقة.

إذ مع ضربة البداية، ومنذ انطلاق أولى المباريات ظهر أولا تأثير الطقس الحار والرطوبة العالية على اللاعبين، من خلال ملامحهم المجهدة وكمية العرق على أجسادهم بعد مدة قصيرة من انطلاق التباري، والعياء الواضح الذي يبدو على جلهم في الفترات الأخيرة من المباريات، وكثرة الإصابات بالشد العضلي قبل صافرة النهاية.

الطقس الحار والرطوبة العالية، انضافت إليهما أرضية ملعب الحسن واتارا في أبيدجان، التي ظهرت بحالة سيئة رغم أنها لم تحتضن بعد عددا كبيرا من المباريات حتى يقتلع عشبها بذلك الشكل الغريب مع انطلاق المنافسات، ولا ندري كيف سيتم التعامل مع هذا الطارئ المفاجئ في البداية، علما أن ملعب واتارا من المقرر أن يحتضن مباريات مهمة في الأدوار المتقدمة.

المباريات التي أجريت لحد الآن ضربت كل ترشيحات “الورق” في الصفر، فنيجيريا بنجومها الوازنين الذين يتوفرون على أعلى قيمة سوقية في هذه الكأس، لذغهم منتخب “الأفاعي السامة” لغينيا الإستوائية المغمور، ومنتخب “الفراعنة” المصري صاحب الرقم القياسي القاري في عدد التتويجات بالكأس، والخبير في أجواء إفريقيا، كاد أن ينهزم أمام منتخب الموزمبيق “الصغير”، لولا ضربة الجزاء في الوقت بدل الضائع التي عادل بها محمد صلاح الكفة، وأنقذته من أن يخرج صفر اليدين من أولى مبارياته بالكان.

منتخب الرأس الأخضر الجديد نسبيا على الساحة الإفريقية، سجل إسمه هو الآخر في بداية هذه الدورة، وخلق مفاجأة مدوية بـ”تبورده” على منتخب النجوم السوداء غانا العريق صاحب التاريخ الكروي والألقاب والأسماء الكبيرة، ومنتخب أنغولا الذي بدا ضعيفا في الشوط الأول من مباراته ضد الجزائر، عاد وقلب الطاولة على خصمه لينتزع منه تعادلا ثمينا، ولازالت هناك على ما يبدو مفاجآت أخرى قادمة مع مباريات هذه الكأس الإفريقية.

ملاحظة أخرى مهمة بدت بوضوح في مبارتي نيجيريا وغينيا الإستوائية، ثم مصر والموزمبيق، وهي أن الإندفاع للهجوم، وفتح اللعب، وترك المساحات خلف خط الدفاع، هي طريقة مكلفة جدا في إفريقيا، خصوصا أمام المنتخبات “الصغيرة” التي تعتمد المرتدات ولديها مهاجمون يتميزون بالسرعة وإجادة الوصول إلى المرمى بأقل عدد من اللمسات.

المنتخب المصري الذي يعرف الجميع هويته الكروية القديمة في اللعب بالكتلة المنخفضة أمام مرماه، واقتناص الأهداف من المرتدات الخاطفة، حاول مدربه البرتغالي في فترة من فترات مباراتهم ضد الموزمبيق الخروج عن هذه الطريقة، والصعود بكتلته إلى نصف ملعب الخصم لـ”صناعة اللعب” باللمسات القصيرة، فكان أن تلقى هدفين في خمس دقائق، وتركا لاعبيه يعانون كثيرا ويستنزفون مخزونهم البدني من أجل إحراز التعادل.

على مستوى التحكيم، فإدارة المباريات تعرف لحد الآن مستوى جيد للحكام، إذ لم تسجل أية أخطاء مؤثرة على السير العادي للمواجهات أو نتائجها النهائية، لكن يظهر منذ البداية أن دورة الكوت ديفوار ستعرف إخراج الكثير من البطاقات الحمراء، بسبب اللعب الإفريقي المعروف بالإندفاع البدني والتدخلات المتهورة، سيما في وجود الڤار، والتحسينات التي طرأت على استخدامه.

المفاجآت المسجلة لحد الآن في هذه الكان، ستوقض المنتخبات الأخرى من غفلتها وترشيحاتها ” الورقية” لكي تستعد جيدا لخصومها بكل الإحتراس والحذر الممكن، تفاديا من أن تتلقى صفعة مدوية في البداية، ويكون لها تأثير سلبي كبير على باقي مبارياتها في هذه الكأس الشاقة والطويلة.